أحمد الجلبي: حاولنا توسيع مشاركة السنة العرب في المؤتمر * عبد العزيز الحكيم: لا نطمح لحكم العراق وإنشاء المجلس الشيعي حق طبيعي * عبد المجيد الخوئي: إطاحة صدام ستفرز مساحات لا يمكن سدها إلا بالعمل المدني

TT

قال احمد الجلبي، رئيس المؤتمر الوطني العراقي، ان ما طالب به من ان يكون الحضور السني العربي واسعا في مؤتمر المعارضة العراقية قد تحقق جزء منه «ونطمح لأن يتحقق أكثر». وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» انه «كانت هناك تراكمات وترسبات في الماضي حاولنا ان نتخلص منها، ونجحنا في الخلاص من جزء منها، وان شاء الله نتوفق في مهمتنا».

وأشار الجلبي الى ان «نسب صلاح الدين (للمشاركة في المؤتمر) هي السبب وهي نسب خفية تم الاستعانة بها للاسراع بعقد اجتماع صلاح الدين عام 1992». وأضاف «اعتقد ان الامر الآن هنا تطور وسوف يتطور عن صلاح الدين، وهذه ليست عقبة ابدا، والمؤتمر لكل العراقيين وبعيد عن الفئوية وهو جامع وشامل».

وأضاف قائلا «ان الحكومة المؤقتة في العراق ستعلن على ارض العراق لأن اعلان اية حكومة الآن يعني اعلان حكومة في المنفى وهذا ما نرفضه وهو امر غير مجد ولن يوصلنا الى ما نريد»، مشيرا الى انهم يريدون الوصول الى آلية فاعلة «نستطيع من خلالها اعلان حكومة عراقية مؤقتة على ارض العراق».

وقال رئيس المؤتمر الوطني العراقي «ان مهمات لجنة المتابعة المنبثقة عن المؤتمر هي توحيد ومتابعة الخطاب السياسي والتعامل مع قوى المعارضة العراقية والتنسيق مع المجتمع الدولي والدول العربية الشقيقة والدول الاسلامية مثل ايران وتركيا». وحول ثقة المعارضة العراقية بجدية الادارة الاميركية في تغيير نظام الرئيس صدام حسين، قال الجلبي «لقد وجه الرئيس الاميركي جورج بوش رسالته الى الكونغرس تقول ان سياسته تجاه العراق حسب قانون تحرير العراق، والرئيس بوش يعني ما يقول ويتصرف على هذا الاساس وقد اقتنع بأن لدى صدام اسلحة دمار شامل، وان وجود صدام هو تهديد للأمن القومي للولايات المتحدة».

وعن دور المعارضة العراقية في عملية تحرير العراق قال الجلبي «انه مثل دور الجنرال شارل ديغول في تحرير فرنسا من النازية».

من جهته، قال عبد العزيز الحكيم، شقيق محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية «ان حضورنا لأعمال المؤتمر كان بقرار منا. ونحن مرتاحون للحضور والمشاركة الجدية في نشاطاته». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» حول تحالف المجلس الاعى للثورة الاسلامية مع الاكراد ضد السنة العرب «ان التحالفات موجودة باستمرار، وهذا امر طبيعي، ولقد تحالفنا منذ سنوات طويلة عندما كان هناك قتال على الجبهة»، مشيرا الى ان هذه التحالفات «ليست ضد أية جهة، ونحن نعمل من اجل كل العراق».

وردا على سؤال حول تأسيس «المجلس الشيعي» في العراق، قال الحكيم «نرى انه حق طبيعي ومنطقي من اجل المطالبة وتثبيت حقوق اتباع الاديان والمذاهب والطوائف». واشار الى ان اللجنة التحضيرية اتفقت على ان يكون حق التمثيل حسب نسب صلاح الدين. وقال ان فيلق بدر التابع للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية وقف الى جانب الشعب العراقي دائما وسوف يعمل من اجل انقاذ الشعب العراقي، وان قوات هذا الفيلق موجودة في اراضي جنوب العراق. ونفى الحكيم ان تنظيمه يطالب بحكم شيعي في العراق، وقال «ان الاستفتاء والانتخابات هي التي تقرر نوع الحكم ومن سيحكم العراق ونحن سنقبل بما يريده الشعب العراقي».

وقال عبد المجيد الخوئي الأمين العام لمؤسسة الامام الخوئي الخيرية، ان «العمل السياسي بعد ازالة نظام صدام حسين تبرز امامه مساحات واسعة لا يمكن سدها الا من خلال العمل المدني والاجتماعي الدؤوب والتركيز على دور المنظمات والمؤسسات الاهلية، وان الهدف الاول من هذا العمل هو بناء الانسان العراقي. وأضاف الخوئي في كلمته امام مؤتمر المعارضة العراقية «ان شيعة العراق عبر تاريخهم النضالي ودورهم الاساسي في تأسيس الدولة العراقية وحفظ الوطن وسلامة اراضيه، تعرضوا لمحن كثيرة حولتهم وهم الاكثرية الى مجموعة مظلومة في وطنها». ودعا مؤتمر المعارضة العراقية «الى اقرار حق شيعة العراق بتأسيس مجلس شيعي عراقي ضمن البناء الدستوري والقانوني للدولة العراقية من اجل حفظ الكيان الشيعي والسني في آن واحد وتأمين حقوق ابناء الشيعة ومراعاة خصوصياتهم الثقافية والاجتماعية والمذهبية».

وقال الخوئي «لقد تحدثنا وسمعنا اليوم كثيرا، وفي هذا المؤتمر بالذات حول الديمقراطية والتعددية وضرورة التعايش السلمي لجميع اشكال الطيف العراقي، متمنياً ان نكون على قدر كبير في تحمل المسؤولية لتطبيق هذه المفاهيم في ما بيننا والتعامل بعقلية منفتحة جديدة بين جميع الاطراف والافراد على اساس ان دولة العراق لجميع العراقيين، وليس على اساس المواقف الشخصية وبعض المواقف السلبية السابقة».

من جهة اخرى قال مضر شوكت الذي يشارك في المؤتمر باعتباره من السنة العرب «ان الاعلان الشيعي أثار ضجة ونقاشاً وربما استياء عند قسم من الاطياف العراقية ليس لما يحتويه ولكن لعنوانه وتفسير البعض له بأنه خطوة من خطوات العزل الطائفي والعرقي في العراق». مشيرا الى ان الجدل لا يزال مستمرا حول مظلومية الشيعة في العراق.

وتحدث شوكت في كلمته في مؤتمر المعارضة العراقية عن علاقة العراق المستقبلية بالولايات المتحدة والعالم الغربي، مشيرا الى «ان الاسس المعلنة للولايات المتحدة حول العراق تبعث الامل في نفسي بأن هذه الدولة العظمى قد وعت اخيراً ان السبيل الوحيد لاحلال السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط وجعل منطقتنا منطقة عطاء للعالم، يكون من خلال مساعدة القوى للديمقراطية والتخلي عن دعم القوى الدكتاتورية».