قادة الكونغرس الأميركي لم يعودوا متفقين على حتمية الحرب ضد العراق

TT

تفاوتت تقديرات عدد من قادة الكونغرس الاميركي حيال حتمية ان لا مفر من حرب ضد العراق، او إمكان تجنبها. وقد قال امس السناتور جوزيف بايدن (ديمقراطي ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي) في مقابلة تلفزيونية، ان الولايات المتحدة ليست «أقرب الى بدء الحرب على العراق مما كانت عليه من قبل».

واضاف في مقابلة مع شبكة «سي. بي. إس»: «اننا مستعدون، وقد أمضيت وقتا مع الجنرال تومي فرانكس (قائد القوات المركزية الوسطى) في قطر، وعدد كبير من الجنرالات، اثناء المناورات التي جرت كومبيوتريا هناك (في قطر) ووجدت اننا مستعدون وان كل واحد في منطقة الخليج، وتركيا والرئيس السوري بشار الاسد، يعتقدون اننا ذاهبون للحرب، ولكنني غير متأكد، واعتقد اننا ذاهبون للحرب بنسبة 45 في المائة».

يذكر ان السناتور بايدن زار عددا من دول الخليج وتركيا وشمال العراق الخاضع لسيطرة الاكراد.

ومن جهة ثانية قال السناتور الجمهوري ريك سانتروم المرشح ليكون رئيس الاغلبية في مجلس الشيوخ خلفا للسناتور ترينت لوت، الذي يصارع للاحتفاظ بموقعه بعد تصريحاته التي كشفت عن توجهات عنصرية، قال: ان الحرب ضد العراق حتمية ولا مفر منها. بينما قال السناتور الديمقراطي كارل ليفين ان على الولايات المتحدة «الا تتسرع» وتخوض الحرب منفردة، بل يجب حشد تحالف دولي، وحذر من العواقب الوخيمة التي ستترتب على قيام الولايات المتحدة بغزو العراق منفردة.

وقال السناتور بايدن «لقد عدت لتوي من شمال العراق. ان هناك رغبة شاملة في الخلاص من نظام صدام حسين».

واشار الى مؤتمر المعارضة العراقية الذي انعقد في لندن (امس) وقال: «فلنر ما يجري في لندن الآن. هناك اجتماع لحوالي 350 معارضا عراقيا يحاولون البحث عن صيغة للحكومة التي يريدونها بعد الخلاص من صدام».

وقال: انهم لا يريدون حكومة مفروضة من الولايات المتحدة، ولا يريدون وجودا او حكما عسكريا اميركيا في العراق بعد تحريره ولا نستطيع المخاطرة لوحدنا في ذلك البلد.

واشار الى نوع الوجود الذي يجب ان يكون في العراق بعد انتهاء نظام صدام فقال: «ان ما نريده بعد نظام صدام، نموذجا يشبه ذلك الذي أقيم في كوسوفو، حيث يوجد ألمان وهولنديون. وليس جنرالا أميركيا جالسا في بغداد، لاننا ذاهبون كمحررين لا كمحتلين».

وأكد زعماء الكونغرس الثلاثة ان الولايات المتحدة لن تتسرع في الحكم على الوثائق التي قدمها العراق (12 الف صفحة) ولكنهم ايضا اتفقوا على ان الحكم النهائي لن يستغرق وقتا طويلا.

ودعا السناتور ليفين الادارة الى التعامل بحذر وعناية مع الازمة وقال «يجب الا نقول ان «القاعدة» حصلت على سلاح من العراق، وفي اليوم التالي. آسفون ليس لدينا دليل على ذلك».

واتفق السناتور بايدن والسناتور ليفين على خطورة العواقب التي ستترتب على قيام الولايات المتحدة منفردة بشن الحرب على العراق. وقالا: ان المخاطر هائلة وعظيمة ولذلك يجب ان تحصل الولايات المتحدة على دعم الامم المتحدة ودعم حكومات الدول المجاورة.