عراقيون في الداخل يشككون في نوايا المشاركين في مؤتمر المعارضة في لندن وغياب سبل متابعة وسائل الإعلام العالمية يحول دون متابعة غالبيتهم لوقائعه

TT

بغداد ـ أ.ف.ب: تجاهل المسؤولون عن وسائل الاعلام الرسمية العراقية امس مؤتمر المعارضة العراقية في لندن الذي لم يتح لغالبية الشعب العراقي فرصة متابعة وقائعه بسبب عدم توافر امكان متابعة وسائل الاعلام العالمية. وتساءل سمير، 40 سنة، ردا على سؤال بشأن المؤتمر الذي يعقد بدعم اميركي، «معارضة؟ معارضة من؟». واكد سمير وهو صاحب «سوبرماركت» في شارع السعدون وسط بغداد انه لم «يسمع البتة بهذا المؤتمر» بحكم انه لا يستمع الى اخبار الاذاعات الاجنبية.

وتمثل هذه الاذاعات النافذة الوحيدة للعراقيين على العالم باعتبار ان الصحف الاجنبية لا توزع في العراق. كما ان متابعة القنوات الفضائية مقصور على بعض المسؤولين العراقيين ووسائل الاعلام الاجنبية خاصة. ولم تشر الصحف التي تسيطر عليها الحكومة وحزب البعث الحاكم او باقي مؤسسات الدولة الى المؤتمر. ويقول ابو جاسم (موظف) «لا نملك الوقت للاستماع الى هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) او غيرها من الاذاعات فنحن نعمل طوال اليوم ونمارس عدة اعمال في سبيل العيش ولذلك فاننا نفتح الاذاعة لسماع الموسيقى وللترويح عن النفس». واضاف «ثم ما هي علاقة ما يسمى بالمعارضين المجتمعين في لندن بالشعب العراقي المهدد بحرب من لندن بالذات».

واعتبر دبلوماسي اجنبي ان «المعارضة العراقية في الخارج ابتعدت تماما عن الشعب العراقي الذي لا يعتبر انها تمثله». وتابع «ان المعارضة وبقبولها مظلة بريطانيا والولايات المتحدة قطعت آخر خيط كان يمكن ان يربطها بالعراقيين الذين يرون انفسهم مهددين من قبل لندن وواشنطن». وتقول نادية، 32 سنة، التي تملك محلا للتزيين «كيف يجرؤون ويتحدثون باسمنا؟». وتضيف بلهجة ساخرة «انهم يريدون الحصول على الحكم على طبق من ذهب بعد ان عاشوا آمنين في الخارج من دون ان يشاهدوا اقاربهم يموتون تحت القنابل الاميركية التي تتساقط على رؤوسنا منذ 1991، ولا ابناءهم يعانون من سوء التغذية بسبب العقوبات ومن دون اطلاق رصاصة واحدة دفاعا عن العراق».

ويرى دبلوماسي عربي «ان العراقيين لن يقبلوا ابدا ان يحكمهم كرزاي عراقي» في اشارة الى الرئيس الافغاني حميد كرزاي الذي وصل الى الحكم بعد الاطاحة بنظام طالبان على يد القوات الاميركية. ويؤكد ان «العلاقات التي اقامتها بعض المجموعات المعارضة مع الولايات المتحدة مثلت خطأ خطيرا». ويتابع «ان الانعكاسات السلبية للسياسة الاميركية على الحياة اليومية للعراقيين تجعل اشد معارضي صدام حسين لا يقبلون ان يحكموا من قبل صنيعة واشنطن».

واثر الحظر المفروض على العراق منذ غزو الكويت سنة 1990 على الاقتصاد والعملة العراقيين. وتراجع سعر صرف الدينار مقابل الدولار بشكل كبير. وقد بلغ سعر صرف الدولار هذه الايام الفي دينار عراقي. وكان الدينار العراقي قبل حرب الخليج يساوي اكثر من ثلاثة دولارات. وهاجم الرئيس العراقي في السابع من الشهر الحالي بشدة معارضيه متهما اياهم «بالتآمر على العراق بمساعدة قوى اجنبية». ووصف المسؤولون العراقيون في الصحف المحلية المعارضين المدعومين من قبل الدول الغربية بانهم «عملاء» منكرين عليهم اي صفة تمثيلية.