أوراق الظواهري السرية (4) ـ الظواهري يشرح في رسالة مشفرة الاتفاق مع بن لادن على توسيع العمليات لتشمل الأميركيين

«شركة اخوان عمر» الرمز المشفر لطالبان بقيادة الملا عمر* «المعاناة من شركات الاحتكار الدولية» تعني المطاردة والملاحقة في ربوع الارض * «شركة عبد الله للمقاولات» تعني بن لادن * «المدرسة» قصد بها «القاعدة»

TT

تعكس مجموعة اخرى من الوثائق السرية التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من كومبيوتر الظواهري الحس الامني للحليف الاول لأسامة بن لادن، واستخدامه الكثير من الالفاظ والتعبيرات المشفرة، خوفا من وقوعها في ايدٍ قد تضر برجاله في الخارج . وضمن الوثائق رسالة موقعة باسم الدكتور نور رئيس مجلس الادارة وهو احد الاسماء الحركية للظواهري ومؤرخة بتاريخ الخميس 10 صفر 1422 الموافق 3 مايو (ايار) 2001 اي قبل اربعة اشهر فقط من احداث سبتمبر.

وفي الرسالة اول حديث عن ضرب اهداف عالمية كبرى قد تكون ضمن التخطيط لهجمات سبتمبر. وتنشر «الشرق الأوسط» نص الرسائل كما هي بعدما عرضتها على خبراء في شؤون الحركة الاصولية من المحسوبين على جماعة «الجهاد» المصرية لفك طلاسمها والقاء الاضواء على الغازها، وحل رموز الكنى المستخدمة لقيادات «الجهاد». وفي الرسالة كثير من الرموز المشفرة المرسلة من الظواهري لا يعرفها الا من ارسلت اليه. والرسالة موجهة الى ابو محمد المصري الذي يعتقد انه مسؤول كبير وقائد لاحدى الخلايا المباشرة التابعة للظواهري، وفيها حديث عن «شركة اخوان عمر» وهي حركة طالبان بقيادة الملا عمر، والتجارة الرابحة وهي الجهاد في سبيل الله، و«السوق» وهو «العمل المسلح»، و«القرية» هي مصر، و«المدرسة» هي «القاعدة»، و«المعاناة من شركات الاحتكار الدولية» تعني المطاردة والملاحقة لاعضاء «الجهاد» في جميع دول العالم بعد تفجير السفارتين، و«المستثمرون الاجانب» هم الاميركيون واليهود، الذين تشكلت «الجبهة العالمية» لقتالهم بعد اقناع الظواهري بالتوقيع على البيان التأسيسي لها في فبراير (شباط) 1998. وتتطرق الرسالة المشفرة الى ان «الصعايدة تركوا السوق» اي ان «الجماعة الاسلامية تخلت عن العمل المسلح»، و«شركة عبد الله للمقاولات» اي «القاعدة» بقيادة زعيمها بن لادن. وتتحدث الرسالة كذلك على ان شركة «اخوان عمر فتحت السوق للتجار» اي انها وفرت معسكرات التدريب للمجاهدين من كل الدول الاسلامية، وهو من فوائد الاقامة في افغانستان. وتطرقت الرل، م الى من اسمتهم «المستثمرين الاجانب» وهم الاميركيون «الذين يتوجب ضربهم وقتالهم».

وتتحدث الرسالة عن نتائج الحوار مع شركة «عبد الله للمقاولات» وهي «القاعدة» ودمج الشركتين وتقول انه كان من نتائج ذلك ظهور «قاعدة الجهاد»، وقد يكون ذلك مخرجا من عنق الزجاجة الذي اختنقت فيه الحركة الجهادية. كما تتحدث عن «نقل النشاط التجاري» اي العمل المسلح الى مرحلة الشركات المتعددة الجنسية، والربح المشترك اي مرحلة مهاجمة اهداف عالمية في الخارج، وهي من اولويات «القاعدة». ويطالب الظواهري بافادته سريعا في الرد على هذه الاستفسارات على ارقام فاكس باستخدام كود البلد المجاور، اي باكستان بعد الثامنة ليلا لصعوبة الاتصال بافغانستان. وهو يطالب بأن يكتب في اعلى الورقة «تصل لعناية منصور» وهو اسم قيادي اخر من جماعة «الجهاد». ويبدو ان كاتب الرسالة يستشعر تزايد قوة المجاهدين في افغانستان تحت امارة طالبان والتي يلمس اثارها في الارباح التي تتوالى على المجاهدين، بعد ان يسر المولى اجتماعهم على مدير شركة اخوان عمر «اي ان قوة المجاهدين تتزايد بعد مبايعتهم للملا عمر حاكم طالبان اميرا للمؤمنين».

وهنا نص الرسالة:

الاخوة الكرام ارجو ان تكونوا في خير حال، وان يجمع الله بيننا على مايحب ويرضى. اشتاق كثيرا الى رؤيتكم فعسى ربنا ان يجمع بيننا كثيرا في بلادنا مجتمعين. وبعد. ألخص لكم احوالنا اننا نحاول العودة الى نشاطنا الاساسي السابق، وكانت اهم خطوة هي افتتاح المدرسة (القاعدة)، كما اننا فتحنا هنا للاساتذة (المجاهدين) باب التجارة الرابحة، (الجهاد في سبيل الله)، تأسيا بقول الله تعالى: «يا أيها الذين امنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم، تؤمنون بالله ورسوله، وتجاهدون في سبيل الله باموالكم وانفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون» (سورة الصف)، والامور كلها مبشرة عدا نفور استاذين رغم ماوفرناه لهما ونحن صابرون». وكما تعلمون فان الوضع تحت في «القرية» اصبح سيئا امام التجار، فاقاربنا الصعايدة تركوا «السوق»، ونحن نعاني من شركات الاحتكار الدولية والخلافات بيننا لاسباب واهية، مع قلة الامكانيات وتفرقنا بمدن متعددة، ولكن الله فتح علينا باب رحمة بقيام شركة اخوان عمر التي فتحت السوق للتجار، ووفرت لهم فرصة اعادة ترتيب اوراقهم، فجزاهم الله خيرا، ومن فوائد التجارة هنا اجتماع التجار، من كل مكان معا في مكان واحد، تحت هذه الشركة، فزاد التآلف والتعاون بينهم، وعلى الاخص بيننا وبين شركة عبد الله للمقاولات، وكانت نتائج هذا العمل الحوار بيننا لدمج الشركتين ثم العرض الذي قدموه وملخصه دفع العمل التجاري في القرية لمواجهة المستثمرين الاجانب، مع تنشيط الدعاية ثم التفاهم، على عمل مشترك لتوحيد التجارة في كل منطقتنا. وقد سمحت العلاقة الوثيقة لحوار صريح لحل مشاكلنا. ويرى الزملاء ان هذه فرصة ممتازة لدفع المبيعات عامة وفي القرية خاصة، وهم حريصون على انجاح هذا المشروع، بقوة ويستبشرون بانه قد يكون مخرجا، من عنق الزجاجة، الذي اختنقنا فيه، ونقل النشاط التجاري الى مرحلة الشركات المتعددة الجنسية، والربح المشترك، ونحن نتفاوض في التفاصيل والطرفان مستبشران ايضا. ومن ناحيتكم ارجو ان تنشطوا الدعاية عندكم وتحرصوا على توثيق علاقاتكم بجميع المتعاطفين. كما اننا نرحب بالراغبين بالمشاركة في برامج التدريب، ولكن لقلة امكانياتنا نسألهم ان يتحملوا مصاريف الانتقال، او ان يعتبروها دينا مؤجلا لحين ميسرة. اما من يصلنا فسيشاركنا فيما نحن فيه. كما اؤكد ترحيبنا بأي فكرة للعودة الى السوق وخاصة المحلي لمنافسة المستثمرين الاجانب من امثال شيكوريل وصيدناوي، وهذا من اسباب دراستنا لهذا العرض بجدية، ثم قبل كل شيء لتحقيق فائدة الربح المشترك، تلك السياسة التي نلمس اثارها هنا في الارباح، التي تتوالى على التجار بعد ان يسر المولى اجتماعهم، على مدير شركة اخوان عمر. وختاما استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. رئيس مجلس الادارة الدكتور نور».

* رسالة عتاب

* وبين الوثائق هناك رسالة اخرى من منتصر الزيات، محامي الاسلاميين بمصر، الى المحامي عادل عبد المجيد عبد الباري ( يعتقد انه شغل منصب مسؤول الجهاد بلندن قبل ان يتم اعتقاله في قضية تفجير سفارتي اميركا في نيروبي ودار السلام) اولها تهنئة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، واخرها عتاب ولوم لعدم مناصرته في مبادرة وقف العنف التي اطلقها القادة التاريخيون لـ«الجماعة الاسلامية» يوليو (تموز) .1997 ولا يعرف احد كيف اخذت الرسالة طريقها الى كومبيوتر الظواهري، وحسب تفسيرات اصوليين بلندن ان عبد الباري نفسه ربما يكون اعاد ارسالها ثانية الى الظواهري عبر البريد الالكتروني. والرسالة مكتوبة على الاوراق الخاصة بمكتب الزيات، وتظهر عنوان وهواتف مكتب الزيات في القاهرة، وعليها ارقام هواتف مكتب الزيات ومؤرخة بتاريخ 11 يناير (كانون الثاني) .1998 وفي الرسالة تحدث الزيات عن «حجب النصرة في موضع انتقص فيه سفيه من عرضه». ويقول اصوليون في لندن ان الرسالة ربما ارسلها عبد الباري الى الظواهري لاصلاح ذات البين بين الرجلين واعادة المياه الى مجاريها، بعد ان كثرت انتقادات الظواهري لمحامي الاسلاميين.

والرسالة موجهة الى عبد الباري، المحتجز حاليا في السجون البريطانية على ذمة طلب الترحيل الى الولايات المتحدة الاميركية مع زميله المصري ابراهيم عيدروس (وكلاهما يعتقد انهما من تنظيم الجهاد) وخالد الفواز (سعودي) في قضية تفجير سفارتي اميركا في نيروبي ودار السلام في اغسطس (اب) .1998 ويقول الزيات في رسالته: نسأل الله، ان يتقبل منا ومنكم الصيام، والقيام وان ينزل رحمته على امتنا الاسلامية في هذا الشهرالكريم المبارك، سائلين الولى عز وجل ان يقبل دعاء المسجونين وتضرع المعتقلين ونحيب ذويهم واطفالهم فينزل عليهم رحماته ويفرج كرباتهم وعلى من نصر اخاه في موضع ينتقص فيه من عرضه ووعده بالنصر. وبعد فقد حمد النبي الله في موضع يحب فيه نصرته، ولكم عز عليّ حجب نصرتكم في موضع انتقص فيه سفيه من عرضي. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. منتصر الزيات 11/ 1 / .1998