باكستان تعتقل 3 ناشطين تدربوا في أفغانستان قالت إنهم كانوا يعدون لعملية انتحارية ضد دبلوماسيين أميركيين

TT

اعلنت الشرطة الباكستانية امس عن اعتقال ثلاثة رجال قالت انهم كانوا يعدون لارتكاب عملية انتحارية ضد اثنين من الدبلوماسيين الاميركيين في كراتشي على الساحل الجنوبي للبلاد.

وقال رئيس الشرطة في اقليم السند الجنوبي سيد كمال شاه في مؤتمر صحافي «لقد اعتقلنا ثلاثة ناشطين كانوا يخططون لاستهداف دبلوماسيين اميركيين، وقد اعترفوا بمخططهم هذا». واوضح ان اثنين من الرجال الثلاثة اعتقلا وبحوزتهما عشرة كيلوغرامات من المتفجرات مخبأة في سيارة، من طراز فولكس فاغن، كانوا يعتزمون تفجيرها لدى مرور الدبلوماسيين. واوضح ان الرجال الثلاثة آصف ظاهر وسهيل نور ومحمد يوسف ينتمون الى حركة الجهاد الاسلامي المتطرفة وقد تلقوا تدريبا في افغانستان.

وكانت شرطة كراتشي قد اعلنت اول من امس اعتقال الرجال الثلاثة، معتبرة انهم مسؤولون عن الاعتداء بالسيارة المفخخة الذي اسفر عن مقتل 11 مهندسا فرنسيا وثلاثة باكستانيين في الثامن من مايو (ايار) الماضي امام فندق شيراتون بكراتشي.

واوضح رئيس شرطة كراتشي ان آصف ظاهر «متورط في اعتداء الشيراتون الذي كان في الاساس من المقرر ان يكون هو الانتحاري الذي يقود السيارة وهو ايضا الذي اعد السيارة» المفخخة التي كان من المقرر ان تستهدف الدبلوماسيين الاميركيين.

وحسب مصادر الشرطة، فان محمد يوسف قد اعتقل في كراتشي حين كان يحاول استقلال طائرة متوجهة الى لندن بجواز سفر مزور. وبعد استجوابه، داهمت الشرطة شقتين في المدينة الجنوبية واعتقلت الرجلين الآخرين. ومن المقرر ان يمثل الرجال الثلاثة اليوم امام المحكمة.

وكانت الشرطة الباكستانية قد اعتقلت العديد من الناشطين في اطار التحقيق حول اعتداء فندق الشيراتون، وعشرات آخرين لدورهم المفترض في هجمات اخرى ضد اجانب في كراتشي. ومنذ بدء الحملة العسكرية الاميركية في افغانستان في اكتوبر (تشرين الاول) 2001، شهدت مدن باكستانية عدة اعتداءات استهدفت اجانب. ومطلع العام الجاري خطف ناشطون الصحافي الاميركي دانيال بيرل الذي كان يجري تحقيقاً حول الجماعات الاصولية، ثم قطعوا رأسه لاحقاً وارسلوا صوراً له في تلك الحالة الى القنصلية الاميركية في كراتشي. وفي يونيو (حزيران) الماضي، استهدف ناشطون القنصلية الاميركية في كراتشي مستخدمين سيارة مفخخة، مما اسفر عن مقتل 12 باكستانيا وجرح اكثر من 20 آخرين.

وجاء الاعلان عن اعتقال الناشطين الثلاثة واحباط العملية الانتحارية بعد ايام على الاعتداء الذي استهدف القنصلية المقدونية في كراتشي واسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص. كما جاء عشية الزيارة التي تقوم بها مساعدة وزير الخارجية الاميركي لآسيا الجنوبية كريستينا روكا الى اسلام آباد. وقال وزير الداخلية الباكستاني فيصل صالح حيات انه لا يزال يتلقى المعلومات، لكنه لا يعتقد ان المؤامرة تتعلق بزيارة روكا المتوقعة اليوم. وقال الوزير حيات «يجري حاليا استجواب هؤلاء الاشخاص المعتقلين. وسنتعرف على التفاصيل قريباً».

ومن المقرر ان تبدأ روكا اليوم زيارتها «الروتينية» الى باكستان، حسبما افادت سفارة الولايات المتحدة في اسلام آباد امس. واوضحت السفارة ان روكا، التي تزور المنطقة بصورة متكررة، ستبحث خلال زيارتها التي تستغرق بضعة ايام «قضايا امنية» و»مواضيع اقليمية متعددة» مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف ورئيس الوزراء ظفر الله جمالي.

وهذه اول زيارة لكريستينا روكا الى باكستان منذ تولي حكومة مدنية السلطة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعد ثلاث سنوات من الحكم العسكري، وتعود اخر زيارة لها اليها الى نهاية سبتمبر (ايلول) الماضي.

ومن المقرر ان تجري روكا مباحثات مع مسؤولين في وزارة الداخلية ووزير الخارجية خورشد محمود كاسوري. وفي مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول، اكد وزير الخارجية الباكستاني ان حكومته «ستفي بكل التزاماتها ازاء الاسرة الدولية في مكافحة الارهاب».

يشار الى ان باكستان التي كانت تدعم حركة طالبان في افغانستان، باتت اعتبارا من خريف 2001 احد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في حملتها على تنظيم «القاعدة». واثار هذا التحول في التحالف غضب الاوساط الاصولية المتمثلة في ائتلاف اتحاد مجلس الامل الذي يشمل ستة احزاب اصولية فازت بستين مقعدا من اصل 342 في المجلس الوطني المنبثق عن انتخابات اكتوبر (تشرين الاول) الماضي. واعلن ناطق باسم هذا الائتلاف الاسلامي انه من غير المقرر عقد اجتماع مع المبعوثة الاميركية.

وخلال اعمال تفتيش لاحقة، عثر رجال الشرطة على 250 كيسا يحتوي كل منها على 40 كيلوغراما من نيترات الالومنيوم، بحسب الشرطة، في مستودع شرق كراتشي. ويبحث المحققون عن صاحب المستودع.

ولا تزال الشرطة تبحث عن ستة اشخاص في التحقيق حول اعتداء الشيراتون، وتقول ان ثلاثة منهم اشتروا السيارة المفخخة عشية الاعتداء اضافة الى العقل المدبر للعديد من الاعتداءات ضد غربيين في كراتشي هذا العام. وقال رئيس شرطة السند «هناك شخص نشتبه في انه العقل المدبر للاعتداءات الرئيسية. نحن نحقق في القضية وسنكون قريبا قادرين على توقيفه».

وقال متحدث باسم قنصلية الولايات المتحدة في كراتشي ان «القضية باتت في يد السلطات الباكستانية التي لا تزال في المرحلة التمهيدية من تحقيقها».