مذكرة احتجاج من أسر السعوديين المعتقلين في غوانتانامو إلى البنتاغون بعد الاتصال «اليتيم» من أبو سعود

TT

أحدث الاتصال الهاتفي «اليتيم» الذي اجراه السعودي ابو سعود المعتقل في غوانتانامو بكوبا مع عائلته في مكة المكرمة فرحة لدى ذويه، لكنه تسبب في نكسة جديدة لدى العائلات الاخرى التي ظلت طيلة الأيام الاربعة الماضية تنتظر ورود مكالمات مماثلة.

وترفع عائلات المعتقلين السعوديين اليوم مذكرة احتجاج رسمية الى وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)، كما توجه رسائل مناشدة لمنظمات حقوق الانسان الدولية والصليب الاحمر، تطالب فيها بالضغط على سلطات المعسكر لمواصلة السماح لبقية المعتقلين بالاتصال هاتفياً بذويهم.

وكانت ليلة الاربعاء الماضي قد شهدت تسجيل سابقة هي الاولى من نوعها منذ فتح معسكر غوانتانامو رسميا في 11 يناير (كانون الثاني) الماضي، عندما تلقت اسرة المعتقل أبو سعود مكالمة هاتفية مفاجئة استمرت 45 دقيقة، الامر الذي دفع بقية العائلات الى الاعتقاد بان ابناءهم المعتقلين في المعسكر، سيتصلون هم الآخرون، حسب الترتيب الأبجدي لاسماء عائلاتهم، وفق ما قاله المعتقل في مكالمته.

وساد التشكك تعليقات اسر المعتقلين حول انقطاع بادرة الاتصالات الهاتفية. وقال عبد الله القحطاني، شقيق المعتقل جابر ان والدته المسنة طلبت منه الخميس الماضي توفير جهاز هاتف لاسلكي لتتمكن من الرد على هاتف منزلها اذا ما كانت مضطرة للذهاب للمطبخ او غيره من مواقع البيت. ويقول عبد الله ان والدته تحمست للفكرة باقتراح من عائلات اخرى.

وفي منزل احد المعتقلين، رفضت منال وسارة طفلتا عبد الله المطرفي الاسير مع مجموعة من موظفيه واقاربه العاملين في منظمة (وفا) الخيرية تلقي مكالمة والدهما، اذا تمت، لأنهما تلحان على رؤيته امامهما حسب تصريحات والدتهما أم عبد العزيز. لكن عبد العزيز، 3 اعوام، الذي يراها منذ الاربعاء لا تتحرك من عند الهاتف، يشاركها الدموع على والده الذي كان من بين الاسماء التي تسربت انباء عن قرب الافراج عنهم.

ومن جانبه، أكد الدكتور نجيب النعيمي رئيس اللجنة الدولية للدفاع عن معتقلي غوانتانامو عزمه على رفع مذكرة الاحتجاج، معرباً عن استغرابه من سير الامور عقب الاتصال الهاتفي الوحيد. وقال النعيمي «رغم اننا استبشرنا بالاتصال واعتبرناه تمهيدا للافراج عن المعتقلين حسب تصريحات لمسؤولين اميركيين قبل 3 اشهر نقلت بدورها على لسان مسؤولين عرب، فان انقطاع المبادرة اثار انزعاجا كبيرا في اوساط اسرهم».

ويشدد النعيمي على مطالبة السلطات الاميركية بالافراج مباشرة عن المعتقلين، او تسليمهم لحكومات بلدانهم. ورفض واقع اعتقالهم غير المبرر وفق اتفاقيات ومعاهدات قانونية دولية. واستشهد رئيس اللجنة الدولية للدفاع عن المعتقلين، بقرار القضاء البريطاني الشهر الماضي الرافض لما يجري في معتقل غوانتانامو.

وقال عبد الله القحطاني انه سينسق مع بقية الاسر لرفع احتجاجات ومناشدات فردية وجماعية صادرة عن العائلات وموجهة للمنظمات الدولية والاجهزة الرسمية في اميركا تتحدث عما احدثه الاتصال في مشاعرهم واوضاعهم على مدى الايام الماضية. واضاف «كل ذلك سيتم بالاضافة الى ما سيرفعه المحامي النعيمي اليوم».

واعتبرت ام عبد العزيز، وهي معلمة لغة انجليزية في مكة المكرمة، انها بدأت تشك وترتاب في الغرض من المكالمة الوحيدة، وقالت «بعد مرور خمسة ايام دون اتصال هاتفي آخر كما اعتقدنا جميعا، سيطرت على ذهني افكار وهواجس ليس اقلها ان سلطات المعتقل تريد الضغط النفسي على اسرانا لابتزازهم».