صحافي فرنسي يصبح أول ضحية للحرب المحتملة ضد العراق

TT

توفي صحافي تلفزيوني فرنسي معروف في مستشفى بالكويت فجر امس بعد ان صدمته دبابة اول من امس اثناء تغطية التدريبات العسكرية الاميركية في الصحراء الكويتية، ليصبح بذلك اول ضحية للحرب الاميركية المحتملة ضد العراق. وأكدت القناة الفرنسية «تي إف1» التي عمل بها المراسل باتريك بورا لأكثر من 20عاما انه توفي في الساعات الاولى من صباح امس. وأرسل الرئيس الفرنسي جاك شيراك رسالة الى ادارة القناة ينعى فيها بورا، وجاء فيها «ضحى الشجاع المحنك بنفسه من اجل مهمته الاعلامية». وقال متحدث باسم السفارة الفرنسية ان «باتريك بورا توفي في الساعة الثانية فجرا» بعد ان تدهور وضعه اثر عملية جراحية. وكانت قناة «تي اف 1» في باريس قد ذكرت أول من أمس ان بورا «ليس في خطر»، فيما ذكر الاطباء الكويتيون اولا ان بعض ضلوعه كسرت. وقال روبير نامياس مدير الاعلام في القناة ان «دبابة صدمت» بورا وسط الغبار عندما اقترب منها ليطلب من زميله المصور الابتعاد عن الدبابة حفاظا على سلامته. واوضح المتحدث الفرنسي انه «كان شجاعا جدا بمحاولته انقاذ حياة المصور الذي يرافقه».

ونقل الصحافي، 48 عاما، من ميدان المناورات الى مستشفى القوات المسلحة الكويتية حيث شخص الاطباء اصابته بكسور في اربعة من ضلوعه. وقد تمكن من التحدث الى السفير الفرنسي كلود لوسغاردي الذي زاره اول من امس، لكنه اشتكى من آلام مستمرة. واكتشف الفريق الطبي الاميركي الذي عالج بورا في المستشفى العسكري الكويتي انه أصيب بنزف حاد بسبب تمزق طحاله واحدى كليتيه. وقال المتحدث باسم قناة «تي اف 1»: إن الاطباء فعلوا ما بوسعهم» في محاولة انقاذه. وأوضح المتحدث نفسه ان «باتريك بورا كان يريد التوجه الى فرنسا في عيد الميلاد لكن المستشفى نصحه بالبقاء يوما واحدا ليصبح قادرا على السفر».

وكان بورا معروفا من قبل المشاهدين الفرنسيين. وقد غطى لفترة طويلة النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين خلال عمله مراسلا في القدس قبل ان ينتقل الى موسكو. كما قام بتغطية نزاعات عديدة في العالم من تيمور الشرقية الى كوسوفو مرورا بالشيشان ولبنان. وكان احد الصحافيين الذين اسرهم عراقيون في منطقة البصرة بعد ان دخلوا خطأ جنوب العراق بعد هزيمة القوات العراقية التي أخرجها من الكويت في فبراير (شباط) 1991 تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة. كما كان ضمن مجموعة من 20 صحافيا فرنسيا شاركوا في دورة تدريبية استمرت خمسة ايام في جنوب فرنسا لإعدادهم لتغطية حرب محتملة ضد العراق.