مظاهرة لعناصر من ميليشيا لحد تشج رأس شرطي إسرائيلي في القدس

TT

أصيب رجلا شرطة اسرائيليان بجراح متوسطة امس، احدهما تعرض لكسر في جمجمته، خلال مظاهرة احتجاج صاخبة نظمها عناصر من جيش لبنان الجنوبي المنحل الذي كان يتزعمه انطوان لحد، امام مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية، ارييل شارون في القدس.

وقع الاشتباك عندما حاول افراد الميليشيا اقتحام مكتب شارون والوصول الىه عندما كان يدير جلسة مجلس وزرائه. فاعترض طريقهم رجال الشرطة، واستخدموا العنف لابعادهم. ورد افراد الميليشيا بالقاء الحجارة عليهم وضربهم بالعصي. وقام احدهم بقذف مطرقة على تجمع رجال الشرطة فأصاب احدهم بجراح في رأسه، ثم تبين ان هناك كسرا في جمجمته، وحددت اصابته بالمتوسطة. واعتقلت الشرطة اربعة من افراد الميليشيا على ذمة التحقيق.

يذكر ان هناك حوالي 2500 لبناني من جيش لحد بقوا في اسرائيل من مجموع 6000 عنصر كانوا قد هربوا اليها في مايو (ايار) عام 2000، بعد الانسحاب الاسرائيلي المهرول من الجنوب اللبناني.

وكما لم تحترمهم اسرائيل عندما انسحبت، لم تحسن استقبالهم في ما بعد ايضا، فاضطروا بمعظمهم الى العودة الى الوطن، مفضلين ان يحاكموا ويسجنوا في لبنان على ان يعيشوا بالذل والمهانة في اسرائيل. وقد تولى امرهم في البداية الجيش الاسرائيلي والمخابرات، لكن الاهتمام بهم وتمويل مصاريف عيشهم وسكنهم شكلا عبئا ثقيلا على الخزانة، فتم تحويل معظمهم الى وزارة الاستيعاب (التي تستوعب القادمين اليهود الجدد). وبقي فقط كبار الضباط ضمن مسؤولية الجيش، في حين وضع زعيمهم الجنرال انطوان لحد تحت مسؤولية مكتب رئيس الحكومة، وهو يعيش الآن في شقة داخل احد الفنادق الفخمة في تل أبيب.

ويشعر افراد ميليشيا لحد وعائلاتهم بالتمييز العنصري من وزارة الاستيعاب، إذ انها لا تمنحهم نفس الشروط المعطاة لليهود القادمين من الخارج، من حيث الهبات، وتكلفهم مزاولة اعمال شاقة، في حين يطالبون بممارسة اعمال مكتبية او رمزية. لهذا رفعوا منذ عدة اشهر مطلب العودة الى مسؤولية الجيش. وبعد ان رفضت حكومة شارون هذا الطلب نظموا حملة احتجاج، بدأت بمظاهرة قبل اسبوعين في قريات شمونة (على الحدود مع لبنان)، اتبعوها امس بمظاهرة القدس.