قمة سورية ـ جزائرية في الجزائر في 28 الحالي لبحث التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط

TT

تنعقد في الجزائر في الثامن والعشرين من الشهر الحالي قمة سورية ـ جزائرية بين الرئيسين بشار الأسد وعبد العزيز بوتفليقة. ومن المنتظر أن تتناول محادثاتهما الأوضاع الراهنة في المنطقة العربية والمواقف الدولية من هذه الأوضاع والعلاقات الثنائية في مختلف الميادين.

وحول هذه القمة قال السفير الجزائري في دمشق كمال بو شامة لـ«الشرق الأوسط» إنها تندرج في إطار التواصل الأخوي المستمر بين القيادتين، مشيراً إلى أن اتصالات الرئيسين الأسد وبوتفليقة على المستويين الإقليمي والدولي تهدف إلى دعم التضامن العربي وتحسين العلاقات العربية ـ العربية. وأشار إلى أن الزيارة تأتي في وقت تشهد فيه الأراضي الفلسطينية المحتلة وضعاً متردياً وتطورات خطيرة جراء تصاعد العدوان الإسرائيلي وإجهاض رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون للعملية السلمية في المنطقة، وأخطاراً عظيمة محدقة بالعراق جراء التهديدات الأميركية بتوجيه ضربة عسكرية ضده. وأكد السفير الجزائري أن المصاعب التي تعيشها الأمة العربية استدعت من الرئيسين بوتفليقة والأسد التشاور وتبادل الآراء والبحث في أفضل السبل والوسائل المتاحة للارتقاء بالتضامن العربي إلى المستوى المطلوب لحماية الأمة وتنشيط دورها الحضاري بين الأمم الأخرى، مشيراً إلى مواقف البلدين المشتركة في حركة عدم الانحياز ومجموعة الـ77 ونضالهما ضد الاستعمار والصهيونية ومن أجل بناء السلم في العالم وإقامة نظام اقتصادي دولي جديد.

كما أشار السفير الجزائري إلى سعي البلدين لتطوير تعاونهما ولا سيما في مجالات الاقتصاد والتجارة والسياحة والنقل، وذكر أن أعمال اللجنة المشتركة التي اجتمعت في دمشق أوائل العام الحالي أسفرت عن عدد من المقررات والاتفاقيات، وأكد أن القيادتين الجزائرية والسورية تسعيان للارتقاء بالعلاقات التجارية إلى مستوى العلاقات السياسية (الممتازة) بينهما.

وذكَّر بوشامة بأن جذور العلاقات الجزائرية ـ السورية تضرب في أعماق التاريخ وأنها واكبت حركة الهجرات البشرية القديمة المتتابعة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط الشرقية والجنوبية وتجلت إبان العصر الأموي بامتزاج دماء مسلمي المشرق والمغرب في فتح الأندلس، كما ذكَّر باستقبال دمشق للأمير عبد القادر الجزائري عام 1856 ومن ثم وقوف سورية قيادة وشعباً مع الشعب الجزائري في كفاحه ضد المستعمر الفرنسي، ومساهمة سورية في حملة التعريب التي أطلقتها القيادة الجزائرية بعد الاستقلال.