تصاعد الأزمة داخل «الوفد» المصري بسبب فصل النائب الإخواني

TT

في تطور جديد للازمة داخل حزب الوفد المصري المعارض التي تسببت في فصل النائب الدكتور جمال حشمت (اخوان) من البرلمان، هدد النائب الوفدي محمود الشاذلي بتقديم استقالته من الحزب إذا تمت احالته للتحقيق هو وزميله البرلماني محمد عبد العليم الى الهيئة العليا للحزب.

وكان الدكتور نعمان جمعة رئيس الحزب قد طلب إجراء تحقيق مع النائبين تمهيدا لاحالتهما للهيئة العليا للحزب. وقد مثلا يوم الخميس الماضي أمام لجنة تحقيق بسبب امتناعهما عن التصويت في البرلمان لصالح قرار فصل النائب الاخواني رغم ان منافسه على مقعد البرلمان بدائرة دمنهور هو محمد خيري قليج مرشح حزب الوفد.

وكان البرلمان قد وافق بأغلبية 337 عضوا على بطلان عضوية النائب الاخواني بناء على تقرير محكمة النقض بشأن طلب الطعن في نتائج الانتخابات الذي قدمه محمد قليج. وقد حكمت المحكمة ببطلان النتائج بسبب عمليات الخطأ في فرز الاصوات.

وعزا الدكتور نعمان جمعة قرار احالة النائبين الوفديين الى التحقيق بقيامهما بالاخلال بواجبهما الحزبي والامتناع عن التصويت رغم ان الطاعن على نتائج الانتخابات هو عضو بالحزب ومرشحه في الانتخابات. وأردف بأن الحزب يستند على ضرورة احترام توصيات محكمة النقض في الطعون الانتخابية.

ومن جانبه أكد محمد عبدالعليم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» انه امتنع بالفعل عن التصويت تأكيدا لمبادىء حزب الوفد التي ترفض الكيل بمكيالين على حد تعبيره عند النظر في تقارير محكمة النقض واحكام القضاء. وقال لقد دونت بمضبطة مجلس الشعب ان القضاء المصري سيكون حزينا عندما يعلم ان مجلس الشعب يكيل بمكيالين في أحكامه. وأكد ان هناك تقارير سابقة لمحكمة النقض وصلت الى المجلس ولم يدرسها حتى الآن مثل تقارير تخص اعضاء الحزب الوطني (الحزب الحاكم) ومنها الطعنان اللذان قدمهما المهندس عصام راضي وزير الري الأسبق والنائب السابق عبدالرحيم الغول. واضاف عبدالعليم «لقد قلت وأكرر انني في حيرة ما بين الالتزام الحزبي وما بين الاحتكام الى الضمير»، معتبراً ان ضميره يرفض الكيل بمكيالين.

من ناحية أخرى، اكد النائب محمود الشاذلي أيضا انه لن يمثل أمام ا لهيئة العليا للحزب وسيعمد الى الاستقالة إذا صدر قرار بإحالته للهيئة. وقال «اننا لم نخرج عن الالتزام الحزبي حيث لم تعقد الهيئة البرلمانية للحزب برئاسة النائب منير فخري عبدالنور اجتماعا للاستماع الى رأينا في الموضوع». وأضاف ان فؤاد بدراوي زميلهم في البرلمان (حفيد فؤاد سراج الدين زعيم الحزب الراحل) لم يصوت أيضا فلماذا لم يحقق معه هو الآخر بل ولماذا لم يحقق مع منير فخري عبد النور باعتباره رئيس الهيئة البرلمانية.

وقال الشاذلي «اننا نواب نمثل الشعب ولسنا قطيعا من الاغنام ومن حقنا ان نقول رأينا واذا كان الحزب الوطني على لسان جمال مبارك نجل الرئيس مبارك ورئيس لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم قد دعا الى ضرورة اطلاق حرية نواب الحزب الوطني تحت القبة فمن باب أولى ان تطلق حرية نواب حزب الوفد (حزب اليمين الحر) تحت القبة».

ورغم ان نتيجة التحقيق مع النائبين لم تعلن حتى الآن فمن المعتقد أن احالتهما الى الهيئة العليا للحزب ستؤدي الى خسارة «الوفد» نائبين. ويذكر ان الحزب كان قد فقد النائب ايمن نور الذي تم فصله والنائبين محمد فريد حسنين وسيف ضيف اللذين قدما استقالتيهما من الحزب.