جيران أفغانستان يوقعون اتفاقا «بعدم الاعتداء» في الذكرى الأولى لتولي كرزاي الحكم

TT

كابل ـ وكالات الأنباء: اجتمعت الدول المجاورة لافغانستان في كابل امس، في الذكرى الاولى لتولي حميد كرزاي رئاسة البلاد، للتوقيع على اتفاق بعدم الاعتداء، اي منع التدخل الاجنبي في شؤون افغانستان الذي كان وراء اكثر من 20 عاما من الصراع المدمر في المنطقة، اذ سعى اجتماع امس الى فتح صفحة جديدة بشكل رسمي في علاقات البلاد المضطربة مع جيرانها. وقالت وزارة الخارجية الافغانية ان وزراء خمس دول مجاورة وهي ايران وباكستان واوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان حضروا امس قمة لمدة يوم، كما حضر ممثلون عن مجموعة الثماني اضافة الى ممثلين من الهند والمملكة العربية السعودية وتركيا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي ومنظمة المؤتمر الاسلامي.

واشارت الوزارة في بيان لها امس الى انه من المتوقع ان توقع افغانستان وجيرانها خلال القمة «اعلان كابل»، وذلك للتأكيد على العلاقات البناءة والودية واحترام سيادة ووحدة اراضي بعضهم البعض والتوقف عن اتخاذ اي اجراءات قد تهدد سلام واستقرار المنطقة. والقى كل من كرزاي ووزير الخارجية الافغاني عبد الله عبد الله كلمة في الجلسة الافتتاحية للاجتماع وكذلك الاخضر الابراهيمي ممثل الأمم المتحدة الخاص لافغانستان. ويعقد الاجتماع مع حلول الذكرى الاولى لتأدية حكومة الرئيس كرزاي اليمين الدستورية، اذ تولى كرزاي السلطة بعد الائتلاف العسكري الذي قادته الولايات المتحدة للاطاحة بحكومة طالبان الاصولية.

وادى كرزاي اليمين رئيسا لحكومة انتقالية في 22 ديسمبر (كانون الاول) عام 2001 بعد اجتماع سلام عقد في بون بالمانيا ثم اصبح رئيسا للبلاد بعد ستة شهور.

وكانت باكستان تساند طالبان الا انها تخلت عنها في اعقاب الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر (ايلول) عام 2001 وتتعهد مرارا الآن بالتعاون مع الحكومة الافغانية الجديدة. ولكن من المعتقد ان بعض الفارين من اعضاء طالبان وتنظيم القاعدة يختبئون في مناطق حدودية باكستانية ويستخدمون المنطقة لشن عمليات جديدة صغيرة داخل افغانستان.

ومضى بيان الخارجية الافغانية قائلا «ترحب الحكومة الافغانية بفرصة البناء على حجر الاساس الجديد الذي وضعته افغانستان وجيرانها وتؤكد التزامها بالجهود الجماعية لتقوية السلام والاستقرار والرخاء في هذه المنطقة المضطربة». واثناء انعقاد اشغال القمة الاولى من نوعها في البلاد، قالت الشرطة الافغانية وشهود عيان ان جنديا افغانيا قتل كما اصيب ثلاثة جنود عندما اطلق صاروخ على سيارتهم بضواحي مدينة قندهار الجنوبية امس.

وقال شرطي للصحافيين في مكان الهجوم بقندهار وسط تصاعد الدخان من حطام السيارة رباعية الدفع «أطلق صاروخ على السيارة اثناء خروجها من المدينة». وذكر مسؤولون ان احد الجنود فقد ساقه في الانفجار. وابلغ عبد الهادي صاحب متجر في المدينة رويترز بان «الانفجار احدث دويا هائلا».

وذكرت الشرطة ان الرجال الاربعة كانوا في طريقهم خارج المدينة للقيام بتدريبات روتينية يقدمها الجيش الاميركي.

ومن جهته، قال الجيش الالماني امس انه يحقق في اسباب تحطم طائرة هليكوبتر في العاصمة الافغانية اول من امس مما اسفر عن مقتل سبعة من جنوده، الا انه اشار الى انه ليست هناك اي اشارة على تعرض الطائرة لنيران معادية.

وسقطت الطائرة في منطقة صناعية على بعد نحو ستة كيلومترات من وسط كابل اثناء دورية روتينية وقتل طاقمها الالماني المؤلف من سبعة افراد وهم ضمن اكثر من 1200جندي الماني يشاركون في قوة المعاونة الامنية الدولية في كابل.

وهذه هي اول طائرة تتحطم منذ نشر قوة المعاونة الامنية العام الماضي، كما ارتفع بذلك عدد القتلى بين القوات الالمانية في افغانستان الى عشرة من اجمالي 14 من قوات حفظ السلام الذين قتلوا في البلاد.

وقال البريجادير جنرال فيرنر فريرز قائد الوحدة الالمانية العاملة ضمن قوة المعاونة الامنية ان متخصصين في مجالات الامن والسلامة من القوات الجوية الالمانية ارسلوا الى كابل للتحقيق في الحادث. ونفى جوردون ماكينزي المتحدث باسم قوة المعاونة الامنية واحد شهود العيان التقارير بالعثور على طفلين افغانيين مقتولين في مكان الحادث. واستطرد «كنت احد اوائل الناس الذين كانوا في مكان الحادث. لم يكن هناك اي مدنيين افغان قتلى في المكان ولا نتوقع العثور على احد»، ولكن فريرز قال ان مكان الطفلين الافغانيين اللذين تفيد التقارير بانهما فقدا ما زال مجهولا. وفي المانيا، صرح المستشار الالماني جيرهارد شرودر للصحافة بانه «اهتز بشدة» عند سماعه بالحادث.

ومن المقرر ان تتولى المانيا القيادة المشتركة لقوة المعاونة الامنية مع هولندا اعتبارا من فبراير (شباط) المقبل، خصوصا بعد ان وافق البرلمان الالماني الخميس الماضي على تمديد تفويض قواتها بقوة المعاونة الامنية لمدة عام وزيادة عدد قواتها الى 2500 جندي.