تخوف في الجبل الأسود من تكرار «مأزق صربيا» في انتخابات رئيس للبلاد

TT

أدلى الناخبون في الجبل الأسود امس بأصواتهم لانتخاب ثالث رئيس للبلاد التي تشكل مع صربيا الاتحاد اليوغوسلافي.

ويربو عدد من يحق لهم التصويت لاختيار رئيس جديد لجمهورية الجبل الاسود 400 الف نسمة. وحث المرشح فيليب فيوننوفيتش، الأكثر حظا للفوز بالمنصب، رئيس البرلمان المركزي، والمقرب من ميلو دجوكانوفيتش رئيس الوزراء والرئيس السابق للجبل الأسود، الناخبين على الخروج بكثافة للاقتراع وتجنب المأزق الذي وجدت صربيا نفسها فيه بعد فشلها في اختيار رئيس للبلاد بعد ثلاث جولات انتخابية متتالية. وكانت احزاب المعارضة المؤيدة لبقاء الجبل الاسود في الاتحاد مع صربيا قد دعت المواطنين لمقاطعة الانتخابات، وبالتالي افشالها، بعد هزيمتها في الانتخابات الماضية، حيث تؤيد غالبية السكان في الجمهورية استقلالها عن صربيا بعد انتهاء مدة الشراكة التي ستستمر بينهما ثلاث سنوات اخرى، يحق بعدها للجبل الأسود اجراء استفتاء على الاستقلال.

ويخشى المراقبون من تأثير دعوات المقاطعة على نسبة المشاركة في الانتخابات، اذ يشترط قانون الانتخابات في الجبل الاسود تسجيل نسبة %50 من المشاركة حتى تعتبر الانتخابات صحيحة. ولوحظ اقبال الناخبين على صناديق الاقتراع في بعض الاماكن، بينما كان قليلا في أماكن اخرى.

وترجح استطلاعات الرأي ان يدلي %46 من نحو 460 ألف ناخب من المسجلين بكشوف الانتخابات بأصواتهم وسط فضيحة ربطت بين بعض الشخصيات البارزة والجريمة المنظمة.

ويعتقد بعض المسؤولين الغربيين ان القبض على نائب المدعي العام في جمهورية الجبل الاسود هذا الشهر نتيجة شكوك في تهريبه نساء لممارسة الدعارة وادعاءات بتورط شخصيات كبيرة اخرى يمكن ان يزيد من حالة عدم الاكتراث بالسياسة.

وفي حالة بطلان الانتخابات فان جمهورية الصرب وجمهورية الجبل الاسود ستصبحان دون رئيسي دولة عندما يبدأ تنفيذ اتفاق يدعمه الاتحاد الاوروبي لاستبدال الاتحاد اليوغوسلافي بوحدة تمنح كل منهما قدرا اكبر من الحرية في يناير (كانون الثاني) المقبل. وربما لا يكون اختيار رئيسين مؤقتين انتكاسة كبيرة من الناحية السياسية، اذ ان رئيس الوزراء في الجمهوريتين يحظى بمعظم الصلاحيات، الا ان ذلك من شأنه ان يفقد النظام الجديد بعض بريقه فيما يشيد به الغرب بوصفه نموذجا للاستقرار في البلقان في اعقاب عقد من اراقة الدماء.