في تطور آخر في مسار تسوية القضية القبرصية، صرح زعيم القبارصة الاتراك رؤوف دنكطاش امس بتغيير خريطة الجزيرة ووضع حدود بين الجانب القبرصي اليوناني والقبرصي التركي. وطالب دنكطاش بعدم عودة اللاجئين الى شمال الجزيرة، واضعا بذلك العراقيل امام الحل السياسي للقضية المنتظر التوصل لحلها قبل 28 فبراير (شباط) المقبل.
وأشار دنكطاش الى انه في حالة عدم التوصل لحل القضية قبل فبراير، فسوف يطلب من الاتحاد الاوروبي ان ينظر الى شمال الجزيرة المحتل كـ«دولة قبرصية تركية ملحقة». وطالب بأن يتم ضم تلك «الدولة» بتوقيع اتفاقية منفصلة الى الاتحاد الاوروبي وقت انضمام تركيا.
وأعرب دنكطاش عن امله في التوصل لحل سياسي، واختتم تصريحه بأن الجانب القبرصي التركي «قد يوقع على اتفاقية، ولكن سوف يقوم بتجميدها، في اطار اتفاقية عام 1960، حتى يتم ضم تركيا للمجموعة الاوروبية، ووقتها ينضم الجانب القبرصي التركي الى الاتحاد الاوروبي مع تركيا».
من جهة اخرى، سوف ينظم القبارصة الاتراك سلسلة من المظاهرات تبدأ غدا وتستمر حتى يوم الجمعة المقبل، ضد زعيمه رؤوف دنكطاش، تهدف على غرار المظاهرات السابقة الى حتمية ابعاد دنكطاش عن الزعامة لعرقلته الحل السياسي، وحرمانهم من الانضمام للاتحاد الاوروبي، ومن المتوقع ان يشارك في المظاهرات نحو 6 آلاف متظاهر.
وذكرت وزارة الخارجية اليونانية ان الفارو دي سوتو المبعوث الشخصي للسكرتير العام للأمم المتحدة للمشكلة القبرصية، سوف يبدأ جولة رسمية تشمل زيارة اليونان وتركيا يوم 8 يناير (كانون الثاني) المقبل ليناقش مع قيادة البلدين آخر التطورات بشأن خطة الامم المتحدة المقترحة للحل السياسي للمشكلة القبرصية.
وتقول الدوائر السياسية اليونانية ان الزيارة تأتي في اطار الجهود الايجابية المبذولة من قبل الامم المتحدة للتوصل الى حل سياسي للقضية القبرصية قبل 28 فبراير المقبل، وهو ميعاد توقيع وثائق انضمام قبرص للاتحاد الاوروبي.
وذكر بات كوكس رئيس البرلمان الأوروبي والذي زار اثنيا اول من امس، اثناء برنامج اذاعي في الراديو اليوناني، ان الجانبين القبرصي اليوناني والقبرصي التركي سوف يوقعان اتفاقية موافقة بشأن بدء مفاوضات الحل السياسي للجزيرة وفقا لخطة الأمم المتحدة المقترحة. وأوضح كوكس ان من مصلحة قبرص التوصل الى حل سياسي بحلول فبراير المقبل، مشيرا الى انه اذا لم يتم التوصل للحل، فذلك يبعد قبرص عن الاتحاد الاوروبي.