كاتب مقرب من خاتمي ينفي اتهامات طهران له «بعلاقات» مع أميركا

TT

نفى الدكتور علي رضا نامور حقيقي الكاتب والمفكر الاصلاحي القريب من تيار الرئيس الايراني محمد خاتمي بشكل قاطع الاتهامات الصادرة عن عدلية طهران حول علاقته بالولايات المتحدة وتعاونه مع الدول المعادية لايران والقوى المعارضة. وجاء نفي حقيقي الذي يتولى مسؤولية رفيعة بوزارة الارشاد الى جانب كونه أحد اركان صحافة الثاني من الجوزاء (الصحف التي اصدرها انصار خاتمي بعد انتخابه في مايو/ايار 1997، وجرى توقيف 85 منها لحد الآن)، في رسالة موجهة الى رئيس السلطة القضائية محمود الهاشمي والرئيس خاتمي. ونال حقيقي شهرة واسعة بمقالاته التي كانت تعكس رغبات واهداف خاتمي في ميدان بناء المجتمع المدني وتغيير اسس سياسة ايران الخارجية.

وكانت مصادر الاصلاحيين قد توقعت الاسبوع الماضي توسيع رقعة الاعتقالات داخل اوساط الاصلاحيين بعد بدء محاكمة عباس عبدي، المتحدث السابق لطلبة «خط الامام»، الذين استولوا على السفارة الأميركية عام 1979، وأحد مؤسسي حزب «جبهة المشاركة» الذي يتزعمه شقيق رئيس الجمهورية محمد رضا خاتمي نائب رئيس البرلمان. وبناء على مصادر ايرانية فان رفض الرئيس خاتمي توصيات مرشد النظام وزعماء التيار المحافظ بسحب لائحتي «اصلاح قانون الانتخابات» و«تحديد صلاحيات رئيس الجمهورية» وتهديده بأنه سيقدم استقالته الى الشعب في حالة عدم مصادقة مجلس صيانة الدستور على اللائحتين بعد ان تبين ان البرلمان سيصادق عليهما بأغلبية ساحقة، كان من اسباب التصعيد الذي يشاهد في الحملة الموجهة ضد الاصلاحيين.

وكانت صحيفة «كيهان» قد نشرت في الاسبوع الماضي في مقال بقلم مديرها حسين شريعة مداري ممثل الولي الفقيه ومستشار وزير الاستخبارات السابق علي فلاحيان، ما يعتبره انصار خاتمي، فصولا للمخطط الذي بدأ المحافظون تطبيقه للقضاء على الخاتمية والاصلاحات بصورة نهائية. وجاء في مقال شريعة مداري «ان ايران ستشهد خلال الشهرين المقبلين، تطورات مهمة في مقدمتها تطهير الساحة من المنافقين الجدد» ـ اشارة الى الاصلاحيين. واشار مدير «كيهان» الى انه سيتم «اعتقال ومحاكمة العناصر المرتبطة بأميركا واولئك المتورطين في مؤامرة تغيير الحكم في ايران من حكم اسلامي تحت قيادة الولي الفقيه الى نظام ديمقراطي علماني».

وهاجم الدكتور محمد رضا خاتمي نائب رئيس البرلمان صحيفة «كيهان» دون ان يذكرها بالاسم «باعتبارها القاعدة الرئيسية للتآمر ضد الرئيس خاتمي والاصلاحيين».

وعودة الى الدكتور نامور حقيقي، فانه غادر ايران في زيارة عادية الى كندا حيث تقيم زوجته التي تتابع دراستها العليا التخصصية في الطب الصيدلي، في احدى جامعاتها، قبل اسبوع من صدور قائمة الاتهامات ضده. وحسب ما اورده في رسالة موجهة الى القضاء ورئيس الجمهورية، فانه لم يهرب من البلاد كما اتهمته عدلية طهران، بل غادر ايران بجوازه وبصورة شرعية وبموافقة وزارة الارشاد. وقال انه صدم بشدة لما قيل عنه في البيان الصادر عن عدلية طهران.

وكان قد ورد في رسالة الاتهام الموجه الى حقيقي انه كان همزة الوصل بين الاصلاحيين والأميركيين بحيث رتب اللقاء المثير الذي تم قبل اربعة اعوام في باريس بين عباس عبدي وباري روزن، الملحق الصحافي الأميركي السابق في طهران واحد رهائن عبدي، كما ان حقيقي متهم بتنظيم ندوات في كلية الدراسات الآسيوية والأفريقية بجامعة لندن والجامعات الأميركية كغطاء للقاءات بين المفكرين والكتاب والمثقفين الاصلاحيين مع شخصيات أميركية.

يذكر ان الدكتور عباس ملكي، المساعد السابق لوزير الخارجية ومدير معهد بحر قزوين، القريب من الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني حضر في اليوم الذي اصدرت فيه عدلية طهران رسالة الاتهامات الموجهة الى حقيقي، الندوة السنوية في «ويلتون بارك» بلندن، علما ان احد اتهامات حقيقي هو التعاون مع المعاهد البريطانية ومنها ويلتون بارك لعقد ندوات عن ايران.