قضية القطري المعتقل على خلفية أحداث سبتمبر: المحققون الأميركيون عثروا في كومبيوتر المري على محاضرات لابن لادن

TT

اتهم مدعون فيدراليون اميركي مواطنا قطريا يدرس في الولايات المتحدة بالكذب على مكتب المباحث الفيدرالي الاميركي (إف.بي.آي)، وكشفوا ايضا عن وجود تحقيق بشأن علاقات محتملة له مع واحد من ابرز المسؤولين الماليين بشبكة «القاعدة» التي يتزعمها اسامة بن لادن.

وقدمت الشكوى الجنائية التي تتضمن ست تهم في محكمة مانهاتن الفيدرالية بنيويوك ضد علي صالح كحلة المري، الذي كان قضى سابقاً اكثر من عام في الحبس بسبب تهم تتعلق بالاحتيال في اطار التحقيقات حول هجمات 11 سبتمبر (ايلول) .2001 وقد مثل المري، الذي يعرف ايضا باسم عبد الكريم المسلم، امام محكمة اميركية اول من امس في جلسة اجرائية اولية حيث صدر قرار بابقائه في الحبس. وقال محاميه، ريتشارد جاسبر، انه من المتوقع ان توجه هيئة محلفين كبرى فيدرالية التهم الى موكله الذي سيؤكد انه غير مذنب في التهم الموجهة اليه.

ومن المقرر ان يمثل المري امام محكمة في بولاية الينوي في 13 يناير (كانون الثاني) المقبل بسبب تهم تتعلق بحيازة بطاقات ائتمان بصورة غير قانونية بنية الاحتيال. وجدير بالذكر ان هذه التهم وجهت الى المري اواخر العام الماضي بعد فترة قصيرة من وصوله الى الولايات المتحدة لدراسة الماجستير في انظمة معلومات الكومبيوتر بجامعة برادلي في الينوي. وكان مكتب المباحث الفيدرالي قد اجرى تحقيقا مع المري في اكتوبر (تشرين الاول) 2001 بمنزله في بيوريا (الينوي)، وجرى اعتقاله بعد شهرين كشاهد اثبات في اطار التحقيقات في هجمات 11 سبتمبر.

وصرح مسؤولون بأن السلطات الاميركية قد عثرت خلال التحقيق على ادلة حول نشاطات مثيرة للشكوك في جهاز الكومبيوتر المحمول الخاص بالمري، من ضمنها تحديد مواقع على شبكة الانترنت حول مواد كيماوية خطرة والكميات التي تشكل خطورة على الحياة والصحة بالاضافة الى معلومات حول كيفية شرائه هذه المواد.

وورد في التهم الموجهة الى المري ان عملاء مكتب المباحث الذين فحصوا جهاز الكومبيوتر المحمول الخاص بالمري عثروا على العشرات من ارقام بطاقات الائتمان المسروقة. كما ورد في التهم ايضا ان جهاز الكومبيوتر كان يحتوي على دعاء يسأل الله ان يحفظ اسامة بن لادن ويحميه، بالاضافة الى ملفات مسموعة تحتوي على محاضرات لابن لادن ورفاقه وصور لهجمات 11 سبتمبر وقوائم بمواقع على شبكة الانترنت تحمل اسماء مثل «ساحة الجهاد» و«طالبان» و«الشهداء».

واشارت قائمة التهم الموجهة الى المري الى ان تفتيش شقته اسفر عن الكشف عن احتفاظه بمواقع على شبكة الانترنت لسدود وخزانات ومجاري مياه وطرق للسكك الحديدية في الولايات المتحدة.

وفي القضية الحالية، يواجه المري تهمة الادلاء بافادات كاذبة لمحققي مكتب المباحث بسبب نفيه خلال التحقيق المبكر اجراء اتصال برقم هاتف له صلة بمصطفى احمد الهوساوي، وهو شخص يشتبه في وجود صلة له بالخاطفين الانتحاريين الـ19 الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر وبآخرين لهم علاقة بالهجمات.

ووصف مسؤولون اميركيون الهوساوي بأنه ربما يكون المسؤول عن التحويلات المالية لعناصر «القاعدة»، اذ اجرى تحويلات مالية بآلاف الدولارات الى الخاطفين حتى يتمكنوا من تنفيذ الهجمات. جدير بالذكر ان الهوساوي يواجه تهمة التورط في التآمر في القضية المرفوعة ضد زكريا موساوي، الوحيد الذي وجهت له في الولايات المتحدة تهم بخصوص هجمات سبتمبر.

كما توصل مكتب المباحث الفيدرالي الى وجود علاقة للهوساوي مع خالد شيخ القيادي الكبير في تنظيم «القاعدة»، من خلال حسابات بطاقات ائتمان مشتركة. يذكر ان السلطات الاميركية تعتقد ان خالد شيخ هو الذي اشرف على مخطط هجمات 11 سبتمبر وعدد من هجمات «القاعدة» الاخرى.

ووجهت الى المري، وهو اب لخمسة اطفال، اول من امس، تهمة تقديم معلومات كاذبة لمؤسسات مصرفية. وأورد المدعون ان المري كذب على محققي «إف.بي.آي» حول مكالمات هاتفية اجراها ببطاقة هاتف تخص الهوساوي، كما اوردوا ايضا انه ادلى بمعلومات كاذبة عندما ابلغ المحققين بأن آخر مرة دخل فيها الولايات المتحدة كانت عام 1991 عندما كان طالبا بجامعة برادلي في حين انه دخل الولايات المتحدة مجددا في مايو (ايار) عام .2000 وأوضحت السلطات ان المري استخدم رقماً مسروقاً خاصاً بنظام الضمان الاجتماعي لفتح حسابات بطاقات ائتمان قبل ان يغادر الولايات المتحدة بعد عدة شهور.

وقال محامي المري ان السلطات الاميركية لا تملك دليلا ضد تورط موكله في الارهاب، مؤكدا عدم توجيه تهم له، بصورة مباشرة او غير مباشرة، في هجمات 11 سبتمبر. واضاف جاسبر ان التهمة المتعلقة بالاتصالات الهاتفية قائمة على اساس الاستنتاج فقط، وان السلطات لا تملك دليلا على ذلك.

ويواجه المري في حال ادانته السجن لمدة 30 عاما عن كل واحدة من التهم الثلاث المتعلقة بالادلاء بمعلومات كاذبة لمؤسسات مصرفية، و10 سنوات اذا ادين بالكذب على محققي مكتب المباحث الفيدرالي.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»