الأمم المتحدة تبحث عن 6000 قنبلة كيماوية لا يتضمنها التقرير العراقي إلى مجلس الأمن

TT

نيويورك ـ الوكالات: قالت مصادر عليمة بملف الاسلحة الذي سلمه العراق الى الأمم المتحدة ان العراق لم يكشف عن مصير 6000 قنبلة كيماوية في اعلانه الاخير.

وجاءت الاشارة لاول مرة الى القنابل المفقودة التي تضمنتها وثيقة تعرف باسم «وثيقة القوات الجوية» في يوليو (تموز) عام .1998 فقد عثرت مفتشة تابعة للأمم المتحدة على الوثيقة المؤلفة من ست صفحات وسجلت بضع ملاحظات قبل اختطافها من بين يديها أثناء عملية تفتيش وأزمة استمرتا 16 ساعة في مقر القوات الجوية العراقية.

وقالت المصادر انه بعد اخفاء وثيقة القوات الجوية منذ ذلك الحين قام مسؤولون عراقيون بتسليمها الى أحد مفتشي الأمم المتحدة في بغداد في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ولم يقدم العراق تفسيرا للقنابل المفقودة سواء في رسالة أرفقت بالوثيقة أو في اعلانه بشأن الاسلحة المكون من 12 الف صفحة والذي قدمه بعد ذلك بأسبوع.

وأكد هانز بليكس كبير مفتشي الاسلحة التابعين للأمم المتحدة ان العراق سلم الوثيقة في معرض كلمة ادلى بها أمام مجلس الامن الدولي الاسبوع الماضي. وتشمل الوثيقة تقريرا بشأن الذخيرة المستخدمة ابان الحرب العراقية الايرانية التي دارت رحاها من عام 1980 الى عام 1988 وتقدم قائمة باربعة انواع «خاصة» في اشارة الى قنابل تمتلىء بعناصر كيماوية بدأ العراق في استخدامها في عام .1983 وفي معرض تقييم أولي بشأن اعلان الاسلحة الذي قدمه العراق في السابع من ديسمبر (كانون الاول) الجاري قال بليكس ان مكتبه مازال يدرس بيانات وردت في وثيقة القوات الجوية. ومن المقرر ان يعود بليكس الى مجلس الامن في التاسع من الشهر القادم ليقدم تقريرا جديدا.

لكن خبراء على بينة بالملف يقولون ان وثيقة القوات الجوية تظهر ان قنابل كيماوية تزن 250 كيلو جراما و500 كيلو جرام استخدمت في الحرب العراقية الايرانية وان عددها يقل بحوالي 6000 قنبلة عما زعمت بغداد.

وأعلن العراق لمفتشي الأمم المتحدة في التسعينات ان بحوزته ما يزيد على 200 الف قطعة ذخيرة صممت بوجه خاص للاستخدام كأسلحة كيماوية او بيولوجية.

و اشتملت هذه القطع على قنابل يدوية وقذائف مورتر وقنابل جوية وقذائف مدفعية وصواريخ ورؤوس صواريخ. وزعم العراق انه استخدم او تخلص مما يقرب من 100 الف قطعة ذخيرة تحتوي على اسلحة كيماوية أثناء حربه مع ايران. وقال ان ما تبقى منه تم تدميره أثناء حرب الخليج أو التخلص منه من جانب لجنة تفتيش سابقة تابعة للامم المتحدة عرفت باسم يونيسكوم. لكن مصدرا اطلع على الاعلان قال «لكنهم لم يقدموا اي تفسير بشأن وثيقة القوات الجوية».

وأردف قائلا «بما انهم اسقطوا قنابل على الايرانيين تقل بستة آلاف عما زعموه فسيتساءل الناس عما حدث للقنابل التي مازالت موجودة».

ويعتقد خبراء ان بعض هذه القنابل ربما تم تعبئته بغاز الخردل الذي تمكن العراق من استخدامه في اسلحة كيماوية عام .1983 وانتج العراق نوعا متقدما من الغاز السام لا يتلف بسرعة. ورغم ان غاز الخردل يسفر عن معدل وفيات منخفض الا انه يمكن ان يسبب السرطان واوراما بالبشرة والعيون والرئتين.

واحاط ريتشارد بتلر الذي كان يراس حينئذ لجنة يونيسكوم مجلس الامن الدولي علما بواقعة خطف الوثيقة في يوليو عام 1998 بعد عثور المفتشة عليها داخل خزينة بمقر القوات الجوية العراقية.

وكانت غابرييل كراتس فادساك، وهي خبيرة بالاسلحة البيولوجية وضابط برتبة عقيد في الجيش الالماني قد قادت فريقا من 44 مفتشا الى مقر القوات الجوية العراقية واصطحبت بعضا منهم الى الداخل وبعد ساعات من الجدل ابلغت بانه لا يمكنها الحصول على الوثيقة. ولكن بينما كان احد الحراس المكلف بحماية الوثيقة يتحدث عبر الهاتف تمكنت من تدوين بعض الملاحظات على عجل.

وبعد محادثة تليفونية مع نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز تم ابلاغ بتلر انه لا يمكنه الحصول على الوثيقة ووجد انها صارت وثيقة سرية عندما عاد الى بغداد فيما بعد. وكرر عزير رفض طلب الحصول على الوثيقة. لكن المصادر قالت ان مسؤولين عراقيين سلموا الوثيقة لاحد مفتشي الاسلحة في 30 من نوفمبر الماضي. وقال بليكس ومحمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أمام مجلس الامن الخميس الماضي ان اعلان العراق حول اسلحته تشوبه أخطاء مما يدعم زعم حكومة الرئيس جورج بوش ان لها الحق في استخدام القوة العسكرية ضد العراق.