تركيا توافق على استخدام واشنطن قواعدها ضد العراق ورئيس الحكومة يعتبر أن الأزمة مع بغداد دخلت «مرحلة خطيرة»

TT

أنقرة ـ ا.ف.ب ورويترز: افادت الصحف التركية امس بان القيادة العليا التركية التي تضم كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين الاتراك وافقت خلال اجتماع عقد مساء اول من امس على فتح عدة قواعد عسكرية امام القوات الاميركية في حال وقوع عملية حربية ضد العراق لكنهم رفضوا انتشارا مكثفا مسبقا لهذه القوات في تركيا.

واعلن بيان رسمي صدر مساء الاثنين ان اجتماع القيادات العليا التركية لم يتخذ القرار السياسي بشأن التزام تركيا بالوقوف الى جانب الولايات المتحدة في حرب ضد العراق المجاور.

وافادت صحيفة «ميلييت» انه علاوة على قاعدة انجيرليك (جنوب) التي استخدمتها الطائرات البريطانية والاميركية بكثافة خلال حرب الخليج في 1991 ستضع انقرة تحت تصرف الولايات المتحدة خلال حرب محتملة مطاراتها العسكرية في ديار بكر (جنوب شرق) وبتمان (جنوب شرق) وموس (شرق) وملاطيا (شرق).

وتوجد حاليا في انجيرليك نحو خمسين مقاتلة اميركية وبريطانية في اطار قوة «نورثرن ووتش» المكلفة مراقبة منطقة الحظر الجوي شمال العراق منذ .1991 وقالت الصحف المحلية ان رئيس الوزراء عبد الله غول ورئيس اركان الجيش الجنرال حلمي اوزكوك ووزير الخارجية يشار ياكيش وغيرهم من المسؤولين الكبار، اعربوا خلال الاجتماع عن معارضتهم نشر «عشرات الالاف من قوات المشاة» بهدف فتح «جبهة شمالية» ضد العراق. ورجحت الصحيفة ان يسمح فقط بنشر وحدات اميركية صغيرة في تركيا.

وقالت الصحف التركية ان واشنطن ترغب في اجراء انتشار مسبق لمائة الف جندي في تركيا.

يشار الى ان اي قرار بشأن تقديم مساعدة عسكرية للولايات المتحدة يجب ان يحظى بموافقة البرلمان التركي.

واشارت الصحف الى ان تركيا تشترط ان يخضع اي لجوء الى القوة الى الشرعية الدولية.

وقالت صحيفة «راديكال» ان رد تركيا على المطالب العسكرية الاميركية قد يعلن اثر انعقاد مجلس الامن القومي، الهيئة السياسية العسكرية التي تجتمع بعد غد.

واضافت الصحف ان ضباطا اميركيين يعملون في اطار وكالة التعاون الدفاعي ومقرها في انقرة بدأوا يتفقدون إلى قواعد وموانئ تركية تحسبا للحرب.

وكان مساعد وزير الدفاع الاميركي بول ولفوويتر قد اعلن خلال زيارة قام بها الى انقرة مؤخرا ان بلاده قد تستثمر مئات الملايين من الدولارات للمساعدة على تحديث القواعد العسكرية الاميركية.

واعلن رئيس الوزراء التركي عبد الله غولامس ان الاحداث في العراق المجاور بلغت «مرحلة خطيرة» وان تركيا لا يمكن ان تبقى غير مبالية.

وفي اجتماع لنواب حزبه، «العدالة والتنمية» في البرلمان قال غول الذي كان قد عقد اول من امس اجتماعا مع كبار وزرائه «محادثاتنا بشأن التطورات في البلد المجاور يجب الا تؤخذ على انها استعدادات للحرب لكننا يجب ان نستعد للاحتمالات».

وأضاف «التطورات في العراق بلغت مرحلة خطيرة، لدينا علاقات قوية مع العراق ولا يمكن ان نبقى غير مبالين تجاه التطورات الجارية هناك».

وتابع غول ان اي عمل عسكري اميركي ضد العراق يجب ان يكون متمشيا مع «القانون الدولي والشرعية الدولية». وقالت تركيا في السابق انها تفضل صدور قرار اخر من الامم المتحدة قبل القيام باي عمل عسكري وان لم تصل الى حد اشتراط صدور قرار جديد.

واتخذت تركيا دوما موقفا مناهضا للحرب خوفا من تأثيرها على اقتصادها المتعثر واشاعتها حالة من الفوضى في المنطقة خاصة في شمال العراق الذي تسيطر عليه جماعات كردية منذ حرب الخليج عام .1991 وتخشى انقرة من ان ينتهز الاكراد العراقيون الفرصة ويعلنون قيام دولة مستقلة مما قد يشعل طموحات مماثلة بين الاكراد الاتراك.

ووصل جلال طالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي الى انقرة امس لاجراء محادثات مع غول ومع مسؤولين اخرين.