السلطات الإسرائيلية تخطط لتوزيع أدوية تحسبا لهجوم عراقي غير تقليدي

TT

ذكر التلفزيون الإسرائيلي الليلة قبل الماضية أن السلطات الإسرائيلية تخطط لعملية توزيع أدوية على المنازل لسكان المنطق التي تتعرض لهجوم جرثومي عراقي محتمل. وقال التلفزيون إن حزما تحتوي على مزيج من الأدوية والمضادات الحيوية حضرت لهذا الغرض على أن يوزعها الجيش على المناطق التي لا يمكن فيها للسكان مغادرة منازلهم، لتعرضها لهجوم غير تقليدي، مثل فايروسات الجمرة الخبيثة.

وإزاء الهلع في صفوف الإسرائيليين جراء تصاعد احتمالات الحرب على العراق، والكشف عن أن الألوف منهم يخططون للسفر المؤقت، حاول شارون، طمأنة الناس وذلك خلال زيارة له إلى قاعدة قيادة الجبهة الداخلية. وقال «إن إسرائيل ليست جزءا من هذه الحرب ولن تتدخل فيها، وإذا تعرضت للهجوم، فستدرس كيف ترد».

وأضاف شارون أن إسرائيل جاهزة لمواجهة هجوم كهذا أكثر من أي وقت مضى، لكن احتمالات دخولها هذه المعركة محدودة.

وكانت الأجواء الحربية التي أثيرت في إسرائيل والاستعدادات المحمومة في الجبهة الداخلية، والتأكيد أن الحرب واقعة لا محالة، أثارت هلعا في صفوف الإسرائيليين. وكشفت مكاتب السفر والسياحة أن ألوف الطلبات تتدفق عليها من أناس يحجزون التذاكر للسفر إلى الخارج في فبراير (شباط) المقبل. وهناك من اكتفى بطلب حجز أماكن في فنادق مدينة إيلات الجنوبية، الواقعة على شاطئ البحر الأحمر وراح الإسرائيليون يتدفقون على مراكز توزيع الأقنعة الواقية من الغاز التابعة للجبهة الداخلية في الجيش من أجل تحديث أقنعتهم، علما بأن جميع الإسرائيليين يحتفظون ها منذ حرب الخليج السابقة سنة 1990.

وساهمت في خلق هذه الأجواء التصريحات الإسرائيلية الرسمية التي بدا أنها تدفع الولايات المتحدة دفعا إلى إعلان الحرب، والتقدم بطلبات لمساعدات أميركية غير مادية وفتح الأراضي الإسرائيلية أمام القوات الأمريكية المشاركة في الحرب وطلب نصب بطاريات صواريخ باتريوت.

يذكر أن الولايات المتحدة تتجاوب مع هذه المطالب وسترسل ألف جندي أميركي إلى إسرائيل للقيام بتدريبات مشتركة وتولي إدارة بطاريات الصواريخ. (كان مقررا أن تصل مساء يوم السبت الماضي، ولكن الهلع الذي أثاره خبر وصولهم دفع الطرفين إلى تأجيل ذلك حتى مطلع يناير/ كانون الثاني المقبل).

كما أن اللقاءات المكثفة بين مسؤولين إسرائليين وأميركيين للتنسيق حول هذه الحرب، وآخرها زيارة وزير الدفاع، شاؤول موفاز، إلى واشنطن في الأسبوع الماضي، زادت من حدة هذه الأجواء، وبدا منها بوضوح أن إسرائيل تأخذ قسطا في هذه الحرب، علما بأن أنباء كانت قد نشرت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في بريطانيا، تقول إن قوات كوماندوز إسرائيلية وأميركية تعمل معا في المناطق الغربية من العراق وأن فرقة من جهاز الموساد الإسرائيلي تعمل منذ عدة أسابيع في بغداد مع رجال المخابرات الأميركية، وأن قوات كوماندوز أميركية تجري مناورات على حرب المدن وأنها حصلت على تقارير عن حرب المدن التي خاضها الجيش الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة في المناطق الفلسطينية.

واضطر موفاز إلى الإعلان أمس، أنه أبلغ الأميركيين أن إسرائيل تحتفظ بحقها في الرد على هجوم صاروخي عراقي عليها، ولكن هذا الرد لن يكون تلقائيا.