فنزويلا: البنك الدولي يتدخل وأميركا تستعد لاستخدام الاحتياطي الاستراتيجي من النفط لمواجهة نقص الإمدادات

خصوم شافيز يرفضون الهدنة مصرين على إطاحته والاتحاد الأوروبي يدعو رعاياه إلى مغادرة البلاد

TT

بعد مرور ثلاثة اسابيع على مواجهات عنيفة في فنزويلا وتعهد الرئيس شافيز في خطابه الى الشعب باعادة البهجة الى شعبه بمناسبة حلول اعياد الميلاد، ضاعف زعماء المعارضة من مواقفهم المطالبة بتنحي رئيس البلاد، فاتحين الباب امام انزلاقات خطيرة في دولة تعد الخامسة في العالم من حيث تصدير النفط. وتسارعت الاحداث امس بشكل دفع بعض دول الاتحاد الاوروبي الى مطالبة رعاياها بمغادرة البلاد، بينما طالبت لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب الاميركي في رسالة الى وزير الطاقة سبانسر ابراهام لجوء الولايات المتحدة الى الاحتياطي الاستراتيجي من النفط لمواجهة انقطاع النفط الفنزويلي. كما سارع البنك الدولي في خطوة لاعادة احلال الهدوء في كاراكاس الى اعلان برنامج لتقليص مساعي مكافحة الفقر والحرمان. وهكذا، وبعد 22 يوما من اضراب اصاب صناعة النفط الحيوية في البلاد بالشلل، أصدرت الخارجية البلجيكية أمس بيانا نصحت فيه الرعايا البلجيكيين المقيمين في البلاد بمغادرتها ما لم يكن هناك «سبب ضروري للغاية» لوجودهم في فنزويلا.

وكانت الخارجية البلجيكية قد أعلنت في وقت سابق أنه لا توجد ضرورة لإلغاء المواطنين البلجيكيين لرحلاتهم إلى فنزويلا، إلا أنها عادت وبسرعة إلى تغيير موفقها. وقال البيان الأخير إن السبب وراء تغيير الموقف يعود إلى التطورات الأخيرة ومنها مواقف عدد من دول الاتحاد الأوروربي من الأحداث واتخاذها نفس الموقف عندما طالبت رعاياها بمغادرة فنزويلا. وذكر البيان أن هذه الدول هي هولندا وألمانيا والسويد وبريطانيا.

وأكد البيان على أن السفارة البلجيكية لدى كراكاس سوف تظل مفتوحة وعلى استعداد لتقديم النصيحة والمساعدة للرعايا البلجيك هناك. وأضاف أنه «يوجد داخل مقر السفارة عدد من الأقنعة الواقية والمواد الغذائية وغيرها من المستلزمات الضرورية في حالة إذا ما اقتضت الحاجة إلى ذلك.

وسرع الاحتجاج الليلي، الذي شهد خروج عشرات الالاف من المتظاهرين المعادين للحكومة الى الشوارع في شرق كراكاس حاملين شموعا ومشاعل في اقبال بعض الدول الى طلب مغادرة رعاياها. وقال نيفيس باردينو وهو مصفف شعر عمره 40 عاما كان يحمل شمعة في يد وعلما فنزويلا في الاخرى «سوف نواصل الاحتجاج حتى يرحل هذا الرجل. فهذا نور الامل». وخرج المعارضون لشوارع العاصمة ليساندوا المضربين وهم تحالف من الاحزاب السياسية ونقابات العمال وقادة مجتمع الاعمال وحثهم على مواصلة الاضراب.

واعلن كارلوس اورتيغا احد الزعماء النقابيين المعادين لشافيز «لا تراجع خطوة واحدة الى الوراء والاضراب مستمر». وسجل سعر عقود النفط الخام في بورصة نايمكس عند الاقفال اول من امس 75,31 دولار للبرميل مرتفعا 1.45 دولار وهو اعلى مستوى له في عامين وسط مخاوف من نقص امدادات النفط الفنزويلية وازدياد خطر شن حرب على العراق.

كما انفجرت في وقت متأخر من ليلة اول من امس قنبلة خارج مقر اتحاد عمال معاد لرئيس البلاد. ولم يصب احد بسوء لكن المبنى لحقت به اضرار طفيفة، بحسب ما نقلته اجهزة الاعلام المحلية.

وقال الزعيم النقابي اورتيغا للصحافيين «ما الرد الذي تنتظرونه من شعب يعتبره هذا النظام عدوا له، اذ الشعب يتكلم ولكن هذا النظام».واستؤنفت محادثات السلام التي يرعاها سيزار جافيريا الامين العام لمنظمة الدول الاميركية، الا انها لم تثمر عن اي نتائج ايجابية حتى الان.

وفي رسالة الى الامة تعهد شافيز الذي انتخب عام 1998 وتجاهل مطالب بالتنحي بالقضاء على خطط المعارضة «لافساد روح عيد الميلاد». وقال انه سيعمل على ان يقضي «كل الفنزويليين عيد ميلاد طيبا».

ويتهم اعداء شافيز، الذي وقع انقلاب فاشل عليه في ابريل (نيسان) الماضي رئيس فنزويلا بالاستبداد وسوء ادارة اقتصاد البلاد الغنية بالنفط.

ويرفض الرئيس الفنزويلي التنحي، اذ يقول ان الدستور لا يسمح الا باجراء استفتاء على حكمه في اغسطس (اب) المقبل اي في نصف فترة ولايته. ويتهم معارضيه وهم مجموعة من رجال الاعمال والاتحادات والاعلاميين الذين تساندهم الطبقة المتوسطة والعليا في فنزويلا بمحاولة القضاء على اصلاحاته اليسارية.

وأثار شافيز غضب الولايات المتحدة اكبر شريك تجاري لفنزويلا عندما تقارب مع كوبا وكل من ايران وليبيا العضوين في منظمة البلدان المصدرة للنفط «اوبك». وفي واشنطن، طلبت لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب الاميركي في رسالة الى وزير الطاقة سبانسر ابراهام اللجوء الى الاحتياطي الاستراتيجي من النفط لمواجهة انقطاع النفط الفنزويلي بسبب الاضراب المستمر. وقال رئيس هذه اللجنة بيلي توزين ان «استمرار الازمة الاقتصادية في فنزويلا يترك اثرا خطيرا على اقتصاد الولايات المتحدة» متحدثا عن خطر نقص في مادة النفط قبل نهاية ديسمبر (كانون الاول) الجاري في مصفاتي نفط اميركيتين على الاقل تؤمنان تزويد السوق المحلية من المشتقات النفطية بمعدل 10%.

بينما ادى تفاعل الاوضاع وانتشار الفقر في فنزويلا الى اعلان البنك الدولي ليل اول من امس بانه اقر استراتيجية للمساعدة المؤقتة في البلاد. واعربت الهيئة الدولية عن استعدادها لدعم كراكاس في الجهود التي تبذلها من اجل تخفيف الفقر.

وجاء في بيان ان «مجلس ادارة البنك الدولي بحث استراتيجية للمساعدة المؤقتة من اجل دعم تقليص الفقر في فنزويلا».

واضاف البيان ان البنك الدولي باقراره هذه الاستراتيجية اعرب عن «رغبته في دعم اهداف فنزويلا» الهادفة الى تسريع النمو وتقليص الفقر وتأمين اكبر قدر من تكافؤ الفرص.