محاكمة امرأة بتهمة ترتيب زيجات مزيفة لمهاجرين عرب يرغبون في الحصول على الجنسية الأميركية

TT

وجهت السلطات لامرأة اميركية تهمة التورط في ترتيب زيجات زائفة لعشرات الاشخاص من منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا من الذين يسعون للحصول على الجنسية الاميركية.

وفيما اقتصر اشتباه ادارة شرطة لوس انجليس ومكتب المباحث الفيدرالي (اف. بي. آي) في البداية على تورط الاميركية شارون وايتسايد، 45 سنة، في شبكة لإصدار الوثائق المزورة، بدأت السلطات الاهتمام بالقضية بسبب وجود علاقة لمخالفات مشابهة باشخاص مشتبه في علاقتهم بالارهاب يحاولون تثبيت اوضاع اقامتهم في الولايات المتحدة.

ومن جهته اوضح آدم بيركوفيتشي، احد مسؤولي ادارة شرطة لوس انجليس، انه لم يكن لديهم ما يشير الى وجود علاقات لهؤلاء الاشخاص بالارهاب، بيد انه صرح بأن الجهات المعنية تعمل على التحقيق في هذه القضية بسبب وجود اشخاص متورطين في عمليات مشابهة لهم علاقة بالارهاب. ورفض ماثيو ماكلوخلين، المتحدث باسم «اف. بي. آي» في لوس انجليس التعليق على هذا الجانب، لكنه قال انهم يبدون اهتماما ازاء حصول مواطنين اجانب على الجنسية الاميركية بواسطة وسائل ملتوية بما في ذلك الزيجات الزائفة خصوصا «اذا كان هناك أي احتمال بأن يكون الدافع وراء ذلك هو تعزيز مساع ارهابية»، على حد قوله.

ووجهت محكمة فان نويس العليا، التي مثلت أمامها شارون وايتسايد في جلسة اجرائية اولى، ثلاث تهم بالتورط في تزوير وثائق. وأصدرت المحكمة قرارا بحبسها او إطلاق سراحها بكفالة قدرها 100 ألف دولار اميركي بعد ان انكرت التهم الموجهة اليها. كما اصدرت المحكمة في نفس الوقت ثلاث مذكرات بإلقاء القبض على ثلاثة اشخاص، تونسيين وهندي، يشتبه في تورطهم في الزيجات الزائفة.

جدير بالذكر ان السلطات الامنية كانت قد ألقت القبض على شارون وايتسايد، التي من المقرر ان تمثل أمام المحكمة مجددا في 6 يناير (كانون الثاني) المقبل، دون وقوع حادثة محددة يوم الخميس الماضي في منزلها بسان فيرناندو فالي بواسطة مخبرين بإدارة شرطة لوس انجليس وعملاء من «اف. بي. آي» تابعين لـ«القوة المشتركة لمكافحة الارهاب».

وصرح مسؤولون في السلطات الامنية بأن اعتقال وايتسايد جاء نتيجة شهر من التحقيق حول تورط المتهمة في ترتيب زيجات زائفة بين نساء من اللائي يتقاضين دخلا منخفضا في الولايات المتحدة وأجانب كلهم تقريبا يتحدرون من دول منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وأوضح بيركوفيتشي ان ما لا يقل عن 200 زيجة زائفة ربما تكون قد رتبت خلال فترة عدة سنوات في إطار هذه القضية، وفي بعض الاحيان يجري ترتيب ثلاث او اربع زيجات من هذه النوع في اليوم الواحد.

وأضاف بيركوفيتشي ان النساء اللائي يجري تزويجهن بهذه الطريقة يوقعن على إقرارات تشير الى انهن ظللن يعشن في بيت الزوجية حتى في بعض الحالات التي يكون اللقاء قد تم فيها قبل ساعات فقط.

وجدير بالذكر ان تكلفة الزيجات الزائفة تتراوح ما بين 4000 الى 10000 دولار للزيجة الواحدة. وتتسلم المرأة التي توقع على عقد الزواج حوالي 1000 دولار شهريا خلال فترة عام ينتظرها الرجل قبل إنهاء عقد الزواج مع الاحتفاظ بالجنسية الاميركية.

وعلق بيركوفيتشي قائلا ان شارون وايتسايد «ظلت تمارس عملا مربحا فيما يبدو». وأضاف انه حسبما اتضح أمامه حتى الآن، فإن الدافع وراء عمل المتهمة هو الربح، لكنه أشار دون ان يدلي بأية تفاصيل الى ان الجهات المعنية بالتحقيق تعكف على النظر الى جوانب اخرى في هذه القضية حاليا.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»