باخرتا شحن أميركيتان تحملان أجهزة «ضرورية للغاية» للحرب تتحركان إلى الخليج

TT

أفادت مصادر عسكرية أميركية ان باخرتي شحن كبيرتين محملتين بطائرات هليكوبتر مقاتلة فضلاً عن عدة وعتاد عسكريين غادرتا الاسبوع الماضي شواطئ الولايات المتحدة مبحرتين الى آسيا.

وذكرت المصادر أن الباخرتين التابعتين للأسطول الاميركي اللتين تحملان أجهزة عسكرية ضرورية للغاية لتنفيذ اي هجوم محتمل ضد العراق، ستتوقفان في ميناء بجنوب شرق آسيا لفترة تتابعان بعدها الابحار الى وجهتهما الأخيرة. وجاء الاعلان عن انطلاق الباخرتين في وقت تضاربت فيه الانباء المتعلقة بموعد توجه المشافي الراسية الى الخليج. وكانت الباخرة «بيليللاو» قد غادرت من شواطئ بيومونت بولاية تكساس يوم الاثنين الفائت، وقد امتلأت خزانات الشحن فيها ومساحتها حوالي 200 الف متر مربع بمواد وتجهيزات بينها جرارات «هيومفييز». وتبعتها الباخرة يانو ظهر اليوم التالي، إذ ابحرت من مياه تشارلستون ظهر اول من امس وعلى متنها أربع طائرات هليكوبتر، إحداها من طراز «بلاكهوك» فيما كانت الأخريات من نوع «أو.إتش ـ 58» المقاتلة.

ويزيد طول كل من الباخرتين عن 900 قدم، فيما يبلغ عرض الواحدة 100 قدم. أما المساحة المخصصة للشحن والتخزين على متن كل منهما فهي قرابة 380 الف متر مربع. والطريق الاقصر الى الخليج لهاتين الباخرتين يمر بقناة السويس، بيد ان التعليمات قد صدرت باتباعهما طريقاً اطول يمر حول رأس الرجاء الصالح في اقصى جنوب القارة الافريقية. وهذا يعني انهما سيستغرقان فترة تتراوح بين 21 و25 يوماً في رحلتهما الى الخليج. وتعد الباخرتان أكثر تطوراً وسرعة بكثير من سفن الشحن الحربية التي استُعملت خلال حرب الخليج الثانية عام .1991 والباخرتان هما آخر سفن «الاسطول المندفع» الذي أعدته وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) لنقل تجهيزات على وجه السرعة لتقديم الدعم للحشود الاميركية الجوية والبرية والبحرية في منطقة الخليج. ومن الواضح ان استعمالهما، فضلاً عن العدة والعتاد الذي تنقلانه، سيؤدي الى تعزيز الامكانات التي تحشدها الولايات المتحدة على مرمى حجر من العراق بصورة كبيرة. واوضحت مارج هولتز، وهي الناطقة باسم قيادة الانتشال البحري العسكرية التابعة للأسطول، ان إرسال الباخرتين والامدادات الجديدة هو «جزء من حركة التجهيزات المستمرة وفق وتيرة ثابتة وبطيئة، التي تُحشد بهدف زيادة الضغط على (الرئيس العراقي) صدام حسين». وتجدر الاشارة الى أن ثلاث بواخر شحن عسكرية أميركية أخرى تحركت منذ أواخر اكتوبر (تشرين الاول) الماضي. كما أن باخرتين إضافيتين أبحرتا في الاشهر الاخيرة باتجاه الخليج من قاعدتهما الاساسية في المحيط الهندي. وكانت هاتان الباخرتان راسيتين قرب جزيرة دييغو غارسيا البريطانية ضمن أسطول من البواخر المحملة بالتجهيزات والامدادات العسكرية اللازمة لدعم الوحدات المقاتلة وقت الضرورة.

ومع أن مصدراً رسمياً اميركياً اشار اول من امس الى وجود خطط لتحريك مستشفيات راسية الى منطقة الخليج، فقد نفت الناطقة هولتز تلقي وحدتها أوامر بهذا الخصوص. واكدت عدم وجود تعليمات لتحريك أي من باخرتي «كومفورت» الراسية في بالتيمور او «ميرسي» في سان دييغو، وهما عبارة عن مستشفيين راسيين تابعين لوحدتها. ويُذكر ان مغادرة أي من المستشفيات الراسية للشواطئ الاميركية ستكون دليلاً قوياً على اقتراب موعد الحرب المحتملة. ويقدر الوقت الذي يستغرقه المستشفى الراسي في رحلته من الولايات المتحدة الى الخليج بأربعة اسابيع.

*خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»