البطريرك الصباح يدعو لتحرير الفلسطينيين من الاحتلال ومقعد عرفات بقي شاغرا في قداس عيد الميلاد ببيت لحم

TT

بيت لحم ـ رويترز: أطلق بطريرك اللاتين في بيت لحم نداء قويا لانهاء الصراع وتحرير الفلسطينيين من الاحتلال الاسرائيلي في قداس منتصف ليل عيد الميلاد امس الذي اقيم في كنيسة المهد في بيت لحم وظل فيه مقعد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات شاغرا بسبب رفض سلطات الاحتلال الاسرائيلي السماح له بحضور القداس الذي اعتاد على حضوره منذ قيام السلطة في الاراضي الفلسطينية قبل 8 اعوام.

ومثلما حدث في العام الماضي أسدلت على مقعد عرفات في الصف الاول لكنيسة سانت كاترين الكاثوليكية المتاخمة لكنيسة المهد كوفية عربية وهي رمز لنضاله من أجل دولة مستقلة. ووضعت على كرسيه لافتة تقول بالانجليزية «سيادة ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين» تحيط بها لوحة زيتية للعلم الفلسطيني.

وقال عرفات امام مقره المدمر في رام الله على مبعدة نحو 20 كيلومترا من بيت لحم انه على الرغم من منعه للعام الثاني على التوالي من حضور الاحتفال بعيد الميلاد في بيت لحم الا أنه يرسل تمنياته الطيبة بعيد ميلاد سعيد. وأعرب عن أمله أن يلتقي المسيحيون في القدس وفي بيت لحم.

وجاء عيد الميلاد فاترا في بيت لحم التي عمها الظلام وضربتها الامطار ولم يفلح انسحاب الجيش الاسرائيلي الى أطراف المدينة يوم الثلاثاء في ادخال الراحة أو السرور على قلوب سكانها بعد ان كانت فيما مضى مكانا يغص بالحجاج ويكتظ بالسائحين المسيحيين.

وقال حنا ناصر رئيس بلدية المدينة للصحافيين بينما كانت السماء ملبدة بالغيوم «بيت لحم مدينة حزينة.. هذه اول مرة في تاريخ المدينة لا تضاء فيها شجرة عيد الميلاد احتجاجا على الاحتلال الاسرائيلي». وكانت العلامة الوحيدة على الاحتفال بعيد الميلاد لافتة مضيئة على جانب مبنى عام مواجه لكنيسة المهد تقول بالانجليزية «عيد ميلاد سعيد». ولم تكن هناك اضواء الاحتفال في ساحة كنيسة المهد ولكن أضيئت الساحة بمصابيح سيارات الاجرة التي استخدمت الساحة مرابا.

وهذا هو العام الثاني على التوالي الذي تمنع فيه سلطات الاحتلال الرئيس الفلسطيني من السفر الى مدينة التي ولد فيها السيد المسيح متهمة اياه بالتحريض على العنف في الانتفاضة من اجل اقامة دولة والتي بدأت منذ أكثر من عامين. وينفي عرفات هذه الادعاءات.

وأم القداس بطريرك اللاتين ميشيل صباح رئيس الكنيسة الكاثوليكية.

وسيرت القوات الاسرائيلية في ساحة الكنيسة دوريات طوال شهر بعد اعادة احتلال البلدة عقب تفجير انتحاري في حافلة في القدس قتل خلاله 11 شخصا. وكانت بيت لحم هي مسقط رأس المفجر الانتحاري.

وقاد قداس منتصف الليل البطريرك الصباح الذي قال موجها كلامه للاسرائيليين «سلام وطمأنينة.. نعم أنتم أيضا سالت الدماء في مدنكم وشوارعكم وبين أبريائكم. ومع ذلك نقول ان طرق السلام هي غير ما تمرون به وغير ما تفعلون..

بيدكم القوة فحولوها الى قوة السلام.. آمنوا بالسلام بعد مائة عام من الصراع ويزيد... ان الشعب الفلسطيني يريد لكم الأمن والاطمئنان وهو راغب في السلام».

واضاف «نقول لا للعنف والارهاب ولكن نقول أيضا لا للظلم الذي يولدهما... سبب العنف بين أيديكم وهو الاحتلال... ندعوكم أن تفتحوا أذهانكم وقلوبكم لتروا الدوافع التي تولد ما تخفونه. أزيلوا السبب تختف النتيجة.. اقطعوا الشجرة تمت ثمارها.. الشجرة هي الاحتلال».

وتابع القول ان الاسرائيليين يحتاجون الى قادة جدد لهم رؤية جديدة وان عليهم مساعدة قادتهم لانتهاج رؤية جديدة تقدم السلام والامن لجميع الشعوب هنا.

وخاطب صباح عرفات قائلا «سيادة الاخ الرئيس ياسر عرفات.. وددتم لو تصلون مع شعبكم المصلي في هذه الليلة ووددتم أن تكونوا معنا في هذه الصلاة الا أن تفاقم الفوضى في هذه الارض المقدسة حال دون ذلك... نسأل الله أن يمنحكم حكمة وقوة في الحصار المفروض عليكم حتى تستمروا في المسيرة الشاقة نحو العدل والسلام».

وقال صباح للحضور «بيت لحم يحاصرها الجنود من كل جهة وكذلك سائر المدن والقرى الفلسطينية والعيد يأتينا في أوقات صعبة فأبواب الحياة مغلقة وليس فقط أبواب المدينة... وعلينا أن نصبر ونقاوم مقاومة الروح للكفر بالانسان وبصلاحه ومقاومة الروح لسفك الدماء ونستمر في الوقت نفسه في المطالبة بكرامتنا وحريتنا».