الولايات المتحدة قلقة من إمكانية تصنيع كوريا الشمالية 50 قنبلة نووية سنويا

مبعوث أميركي إلى سيول مطلع 2003 وروسيا تدعو إلى التعاون مع وكالة الطاقة

TT

اعلن مسؤول كوري جنوبي امس ان الرئيس الاميركي جورج بوش سيوفد مبعوثا خاصا الى سيول في مطلع يناير (كانون الثاني) المقبل لاجراء محادثات مع الرئيس المنتخب رو مو ـ هيون في محاولة لنزع فتيل الازمة النووية مع كوريا الشمالية. في حين صرح مسؤول اميركي انه بامكان بيونغ يانغ انتاج كميات من البلوتونيوم تكفي لصنع ما بين 50 و55 قطعة سلاح نووي سنويا، اذا ما دخلت ثلاثة مفاعلات نووية مجمدة الى الخدمة خلال السنوات القادمة.

وقال ان التطورات في كوريا الشمالية بامكانها استقطاب اهتمام العالم لانه سيكون باستطاعتها انتاج وتطوير صواريخ طويلة المدى يمكنها حمل رؤوس نووية. وتتهم واشنطن بيونغ يانغ بانها اكبر دولة تتاجر في الصواريخ وتكنولوجيا انتاجها. بينما اتهمت بيونغ يانغ مسؤولين اميركيين متشددين بدفع شبه الجزيرة الكورية الى شفا حرب نووية، وشددت على ان قواتها المسلحة قادرة على دحر اي عدو.

ويشير خبراء الى ان كوريا الشمالية تحتاج لشهر على الارجح، لكي تبدأ بانتاج بلوتونيوم لاغراض عسكرية، في هذا المجمع الواقع في شمال بيونغ يانغ والذي اوقف العمل فيه منذ توقيع اتفاقات مع الولايات المتحدة عام 1994.

وفي سيول ذكر لي ناك ـ يون الناطق باسم الرئيس رو ان «بوش سيوفد ممثله في مطلع الشهر المقبل الى كوريا الجنوبية»، موضحا انه سبق لرئيس بلاده والرئيس الاميركي ان بحثا هذه المسألة الاسبوع الماضي في اتصال هاتفي.

واضاف ان رو سيوفد بدوره مبعوثا الى واشنطن، مشيرا الى ان الموفد الاميركي سيكون على الارجح جيمس كيلي، مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ. وفيما قضى وزير الخارجية الاميركي كولن باول امس يومه الرابع على التوالي في مشاورات مع حلفاء الولايات المتحدة من بينهم وزيرة الخارجية اليابانية يوريكو كاواجوتشي، قال فيليب ريكر المتحدث باسم الخارجية الاميركية في اشارة الى مدى الحاح هذه القضية «كرر الوزير ما قلناه من قبل، وهو اننا لن نسعى لتصعيد هذه المشكلة لكننا لن نخضع للابتزاز اذا كانت كوريا الشمالية تسعى للحصول على دعم من الولايات المتحدة فليست هذه هي الوسيلة لتحقيق ذلك».

وسبق ان صرح كيم ايل تشول وزير دفاع كوريا الشمالية اول من امس ان بلاده «تملك وسائل هجومية ودفاعية حديثة قادرة على الحاق الهزيمة» ي عدو. وجاءت تصريحات الوزير الكوري ردا على تصريحات وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الاثنين الماضي التي حذر فيها بيونغ يانغ من ان الولايات المتحدة «قادرة بكل تأكيد» على الحاق هزيمة بكل من العراق وكوريا الشمالية في ان واحد اذا كانت هناك ضرورة لذلك.

واجتمع نوه مو هيون، الذي انتخب الخميس الماضي رئيسا لكوريا الجنوبية وانتقد خلال حملته الموقف الاميركي المتصلب من جارته، مع سفراء الصين وروسيا واليابان وتحدث هاتفيا مع رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي.

وفي باريس اعرب برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية عن اسفه للخطوات التي اقدمت عليها كوريا الشمالية في اطار برنامجها النووي وحث المجتمع الدولي على الوقوف بصلابة لمطالبة بيونغ يانغ باحترام تعهداتها.

واثارت كوريا الشمالية التي وصفها الرئيس الاميركي جورج بوش بانها جزء من «محور للشر» يضم العراق وايران القلق في اوائل الاسبوع الحالي بازالة معدات المراقبة الخاصة بالامم المتحدة من مفاعل نووي يمكن ان يستخرج بلوتونيوم يستخدم في تصنيع الاسلحة النووية.

وقال المسؤول الاميركي الذي امتنع عن ذكر اسمه ان قيام بيونغ يانغ بتشغيل محطة واحدة قدرتها خمسة ميغاوات بمجمع يونجبيون يمكنها من انتاج حوالي ستة كيلوغرامات سنويا من البلوتونيوم الصالح لصنع اسلحة نووية. ويكفي ذلك لصنع قنبلة واحدة استنادا الى ان خمسة كيلوغرامات من البلوتونيوم تكفي لانتاج قنبلة.

وذكر انه باضافة انتاج مفاعلين تحت الانشاء احدهما قدرته 50 ميغاوات في يونجبيون واخر قدرته 200 ميجاوات قرب تايتشون سيصل اجمالي الانتاج الى 275 كيلوغراما من البلوتونيوم سنويا من المحطات النووية الثلاث. ومنع كوريا الشمالية من استخراج بلوتونيوم يصلح لانتاج اسلحة نووية، كان من اولويات السياسة الخارجية الاميركية على مدى السنوات الماضية، حتى التوصل الى اتفاق لمنع الانتشار النووي عام 1994.

وبموجب الاتفاق وافقت كوريا الشمالية على تجميد المفاعل الذي تصل قدرته خمسة ميغاوات بالاضافة الى تجميد مفاعلين اخرين تحت الانشاء تصل قدرتهما الى 50 و200 ميغاوات. وفي المقابل وافقت واشنطن على صفقة قيمتها خمسة مليارات دولار تشمل حصول بيونغ يانغ على 500 الف طن متري من زيت الوقود الثقيل سنويا حتى يتم الانتهاء من بناء اول مفاعل نووي من بين مفاعلين يعملان بالماء الخفيف يصعب استخراج مواد تصلح لانتاج اسلحة نووية منهما.

من جهتها، دعت روسيا امس كوريا الشمالية الى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدة في نفس الوقت ان الوضع حول البرنامج النووي لبيونغ يانغ يثير قلقا شديدا لديها لانه ينعكس سلبيا على الوضع في شبه الجزيرة الكورية.

وقال الكسندر لوسوكوف نائب وزير الخارجية الروسي والمشرف على شؤون العلاقات مع بلدان آسيا في تصريح له امس ان مسائل الامن النووي في شبه الجزيرة الكورية يجب ان تبحث في أطر التعاون بين كوريا الشمالية والوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يكتسب أهمية خاصة في ظل هذه الظروف.

وأشار المسؤول الروسي الى ان موسكو ستشارك بفاعلية في مناقشة المسألة، منبها الى ضرورة دراسة مبررات قلقها والسبيل لتلافيها.