الأراضي الفلسطينية تشهد في يوم واحد أكبر عدد من عمليات الاغتيال لكوادر الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة

المستعربون يقتلون 7 من عناصر سرايا القدس وكتائب «الأقصى» و«القسام» ومواطنين آخرين بالضفة والقطاع

TT

شهدت الأراضي الفلسطينية امس اكبر عدد من عمليات الاغتيال والتصفية لكوادر في الاجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية في يوم واحد منذ اندلاع انتفاضة الاقصى قبل 27 شهرا. فقد تمكنت الوحدات الخاصة في قوات الاحتلال الاسرائيلي امس من قتل 7 على الاقل من كوادر سرايا القدس وكتائب عز الدين القسام وكتائب شهداء الاقصى الاجنحة العسكرية لكل من الجهاد الاسلامي وحماس وفتح. كما قتلت ايضا فلسطينيين اخرين.

واصيب خلال عمليات الاغتيال هذه التي تمت في الضفة الغربية 5 جنود اسرائيليين جراح احدهم خطيرة حسب اعتراف سلطات الاحتلال.

ففي فجر امس اغتالت وحدة اسرائيلية خاصة في بلدة قباطية شرق مدينة جنين حمزة ابو الرب المعروف باسم الشيخ حمزة، قائد سرايا القدس في الضفة الغربية. وذكرت مصادر فلسطينية ان عناصر وحدة المستعربين تسللوا الى احد المنازل في الحي الغربي من البلدة وطوقوه بالدبابات، وبعد ذلك طالبوا ابو الرب بتسليم نفسه، فلم يستجب لهم، وبادرهم باطلاق النار عليهم.

ونقل موقع الجهاد الاسلامي على الانترنت عن مصادر فلسطينية قولها ان جنود الاحتلال اقتحموا قباطيا فجر امس وحاصرت منزل تحصن فيه ثلاثة مطاردين من سرايا القدس هم حلمي ومحمد وحمزة ابو الرب ودارت اشتباكات مسلحة تمكن خلالها المجاهد حلمي ابو الرب، 30 عاما، من تشكيل غطاء لإخوانه المتحصنين معه في المنزل وقام باطلاق النار على الوحدة الاسرائيلية المحاصرة وأصاب اربعة من الجنود حسب اعتراف الجيش الاسرائيلي بينما تمكن المحاصران الآخران من الإنسحاب غير ان سلطات الاحتلال قالت ان عنصرين من الجهاد اعتقلا خلال هذه العملية.

وتواصل الاشتباك بين ابو الرب وجنود الاحتلال لاكثر من نصف ساعة ، قام فيه ابو الرب بالقاء كل ما لديه من قنابل يدوية. ولم يتمكن الجنود من اقتحام المنزل الذي لم يتوقف لاطلاق النار منه حتى تدميره بواسطة صواريخ اطلقتها طائرة هليكوبتر من طراز «اباتشي» الاميركية الصنع، استعان بها الجيش، على رأس ابو الرب. وخرق عدد من المقاومين من مختلف التنظيمات الفلسطينية في البلدة نظام حظر التجوال الذي فرضته القوات المقتحمة واشتبكوا معها في محاولة لفك الحصار عن منزل ابو الرب. واصيب في العدوان الاسرائيلي 4 مواطنين فلسطينيين.

يذكر ان قوات الاحتلال دمرت منزل ابو الرب قبل شهرين. واعتقلت اثنين من عائلة ابو الرب.

وتوعدت «سرايا القدس» في بيان اعلنته في البلدة انها سترد على عملية تصفية ابو الرب. وشدد البيان على ان عمليات التصفية لن تنجح في دفع السرايا للتخلي عن خيار المقاومة. وقال البيان الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه «اننا نؤكد ان لا مساومة على استمرار المقاومة بأي حال من الاحوال». واضافت «ان كل صهيوني على ارض فلسطين سيظل هدفا لعملياتنا واستشهاديينا الذين سيضربون مجددا في قلب العمق الصهيوني بإذن الله وسيمزقون قلب الصهاينة القتلة كما يمزقون اجساد شعبنا بالسلاح الاميركي».

وفي طولكرم شمال الضفة الغربية قام عناصر من وحدة المستعربين «دوفيديفان» بتصفية جمال نادر يحيى احد كوادر كتائب شهداء الاقصى في الحي الغربي من المدينة القريب جدا من الخط الاخضر. وقال محمد تايه وهو جار ليحيى لـ«الشرق الأوسط» «ان عناصر من وحدات المستعربين بعضهم ملثم وبعضهم متنكر بزي فلسطيني ويتحدثون اللغة العربية، انقضوا في حوالي الساعة 20:11 من صباح امس، على منزل جمال بعد 5 دقائق من دخوله المنزل حاملا بعض الاغراض لاسرته التي كان هو معيلها الوحيد».

واضاف تايه «ان عناصر الوحدات الخاصة الذين كانوا على ما يبدو في انتظار جمال حول منزله، قتلوه بدم بارد امام والدته وزوجته واطفاله الاربعة». وتابع القول «عندما سألت والدته عن كيفية اغتياله ردت بقولها طرزوه بالرصاص تطريزا، اي ان الرصاص كان في جميع انحاء جسمه».

وحسب تايه «فان عناصر الوحدات الخاصة لم يكتفوا بقتل جمال بل حملوا جثته وانطلقوا بها الى خارج المنزل حيث كانت تنتظر سيارات لنقلهم الى داخل الخط الخط الاخضر الذي لا يبعد الا مسافة دقيقتين او ثلاث».

وكانت الوحدات الخاصة قد حاولت اغتيال جمال اليحيى في شهر رمضان وذلك في هجوم على مجمع الزغل التجاري وسط طولكرم، ولكنها فشلت بعد ان تصدى لها المقاومون والحقوا اصابات في بعض عناصرها.

وجمال اليحيى شاب يبلغ من العمر 27 عاما متزوج وله من الاطفال اربعة. وله ثلاثة اشقاء وجميعهم اصيبوا خلال الانتفاضة واحدهم اعتقل وهو يحمل متفجرات قبل اكثر من عام حسب قول تايه. وتزعم قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الاسرائيلي ان نادر كان مسؤولا عن ارسال عدد من منفذي العمليات الفدائية الى جانب مسؤوليته عن عدد من عمليات اطلاق النار ضد الجنود والمستوطنين في منطقة طولكرم.

وفي مدينة رام الله قتل عناصر من وحدة المستعربين، فلسطينيين بعد اقتحامها منطقة المنارة وسط المدينة، لاعتقال احد كوادر حماس في المدينة ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية عن مصادر طبية في مستشفى الهلال الأحمر أن أحد القتيلين هو بسام لطفي وهو من سكان منطقة عين عريك، وكان يعمل في الضابطة الجمركية، اختطف بعد مقتله من قبل قوات الاحتلال، والثاني هو مهدي سمير عبيد (19 عاما) من مدينة رام الله، وتوفي في وقت لاحق متأثراً بإصابته بعدة أعيرة نارية بالصدر.

وقال شهود ان عبيد اصيب خلال عملية اطلاق النار على ايمن رشيدي المتهم بعضوية كتائب القسام، الذي اوقف الجنود الذين كانوا متخفين في سيارة مدنية، سيارته وهي من طراز هيونداي، قرب دوار المنارة وسط المدينة. وقتل ايضا بسام لطفي الذي كان يجلس بجوار رشيدي الذي اصيب في العملية وتمكن جنود الاحتلال من اعتقاله واختطاف جثة لطفي بدعوى انه عضو في حركة حماس. وزعمت المصادر العسكرية الاحتلالية ان الجنود عثروا في السيارة على بندقية رشاش من طراز «ام 16» ومبلغ يقدر باكثر من اربعة الاف دينار اردني. وقتلت قوات الاحتلال فلسطينيا آخر هو سامر الشمال الذي يعمل حارسا في مستشفى رام الله. وزعمت بأنه من نشطاء حركة فتح.

وفي مدينة نابلس قتل فلسطينيان واصيب اكثر من 15 اخرين بجراح بينما جرح جندي اسرائيلي في اشتباكات في حيي راس العين وخلة العمود في البلدة القديمة من المدينة. واكدت مصادر فلسطينية ان القتيلين الفلسطينيين تركا ينزفان حتى لفظ اخر انفاسهما.

واتهم الدكتور مصطفى البرغوثي، رئيس الإغاثة الطبية الفلسطينية، في بيان حول العدوان الاسرائيلي على نابلس تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه، قوات الاحتلال باحتجاز فرق الإسعاف والأطقم الطبية في مدينة نابلس، ومنعتها من الوصول إلى الجرحى والمصابين في البلدة القديمة.

وزعمت قوات الاحتلال ان الشابين ينتميان الى تنظيم حركة فتح وقالت انهما قتلا اثناء تبادل لاطلاق النار في المدينة. وادعى الجيش ان احد الشابين وعمره 16 سنة ولم يكشف عن اسمه كان يطلق النار على الجنود الاسرائيليين من على سطح احد المنازل وانه قتل عندما دخل المنزل ليتسلح برشاش. واما الثاني فهو أحمد طبينة ويبلغ 19 عاما. ونفت مصادر فلسطينية ان يكون القتيلين من المطلوبين لقوات الاحتلال.

وخرج اهالي المنطقتين الى الشوارع يتحدون حذر التجول المفروض عليهم فاطلق النار عليهم فجرحوا 15 اخرين.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت المدينة في الساعة الواحدة من فجر امس وفرضت حصارا على المنطقة وقامت بعمليات تمشيط واسعة النطاق بحثا عن مطلوبين مزعومين. وفي قطاع غزة نعت كتائب عز الدين القسام مقتل احد عناصرها لدى قيام دبابة اسرائيلية باطلاق قذائف باتجاهه في حي تل الهوى غرب مدينة غزة. وقالت كتائب القسام عبر مكبرات الصوت في المساجد ان عاصم محمد السوسي (20 عاما)، كان عندما قتل يقوم بـ«مهمة جهادية».

وزعم الناطق بلسان جيش الاحتلال ان قواته اكتشفت جثتي مسلحين فلسطينيين قتلهما جنود الاحتلال بينما كانا يحاولان التسلل الى مجمع مستوطنات غوش قطيف جنوب القطاع. ان السوسي كان يحاول اقتحام مستوطنة نيتساريم المجاورة وفي قلقيلية اعتقلت وحدة خاصة اثنين من قادة حركة حماس في المدينة. وذكرت مصادر فلسطينية ان القوة الاسرائيلية اعتقلت ناصر نزال وطلال الباز. وادعت سلطات الاحتلال ان نزال هو قائد كتائب القسام في المدينة والباز نائبه. وزعمت انه عثر بحوزة الاثنين على خمس قطع سلاح.