بيونغ يانغ تشحن مفاعل يوغبيون بألف قضيب من الوقود النووي والبرادعي يعتبر الوضع في كوريا الشمالية مثيرا «للقلق البالغ»

TT

كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة امس ان كوريا الشمالية نقلت وقودا جديدا الى مفاعل نووي تريد الولايات المتحدة بقاءه مجمدا بسبب امكان استخدامه في انتاج البلوتونيوم لصنع اسلحة نووية. وقالت ان بيونغ يانغ نقلت الى المفاعل النووي في يونغبيون الف قضيب من قضبان المحروقات النووية، في حين ان المفاعل بامكانه استعابة ثمانية آلاف قضيب. واعتبر رئيس الوكالة محمد البرادعي امس ان خطوات كوريا الشمالية باتجاه تشغيل منشآت نووية مغلقة منذ عام 1994 «مثيرة للقلق البالغ».

وأوضح البرادعي في تصريحات لشبكة «سي.إن.إن» الأميركية ان القلق الاكبر يكمن في بدء تشغيل محطة اعادة المعالجة التي تنتج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه بشكل مباشر في صنع أسلحة نووية وليس هناك من سبيل للتحقق من طبيعة نشاط المحطة.

ومن جهتها، اعربت كوريا الجنوبية، الدولة الجارة، امس عن بالغ قلقها عن المنحى الذي تأخذه الاوضاع في المنطقة وأكدت على لسان الرئيس الكوري الجنوبي كيم داي جونغ، الذي سيتنحى في فبراير (شباط) المقبل لصالح رو مو هيون (المنتخب) ان سيول يجب ان تلعب دورا «اساسيا» في تسوية الازمة الناجمة عن قرارات كوريا الشمالية في المجال النووي. وتعهد في تصريحه، الذي ينسجم مع تصريحات الرئيس المنتخب المقبل اول من امس، بعدم اعتماد التحرك نفسه الذي قامت به واشنطن لتسوية ازمة مماثلة حصلت قبل ثماني سنوات. وقال جونغ «يجب ان لا نقوم بمثل ما جرى القيام به خلال الازمة النووية عام 1994، لاننا بقينا في مرحلة اولى على الهامش، وفي الاخير سددنا مليارات الدولارات من اجل المفاعلات النووية التي تعمل بالماء المخفف».

وأكدت سيول ايضا امس ان جارتها «بدأت بشحن قضبان وقود جديدة في مفاعل نووي كان قد تم اقفاله». ونقلت الوكالة الرسمية عن مسؤول حكومي كوري جنوبي، رفض الكشف عن هويته، قوله ان «النظام الستاليني في بيونغ يانغ بدأ اول من امس باقامة قضبان للوقود في مفاعل تبلغ قوته خمسة ميغاوات في مجمع يونغبيون النووي، شمال عاصمتها». واتهمت سيول اول من امس واشنطن بدفع شبه الجزيرة الكورية الى حافة حرب نووية.

وأبرز اعلان الوكالة الدولية للطاقة المواجهة الدولية التي اعقبت انهيار اتفاق عمره ثمانية اعوام لتقييد البرنامج النووي لكوريا الشمالية. وقال المتحدث باسم الوكالة في فيينا مارك جوزدكيامس لرويترز «لاحظنا امس انهم يقومون بأعمال في المفاعل الذي تبلغ قدرته خمسة ميغاوات في يونغبيون، ولاحظنا انهم ينقلون وقودا جديدا الى المفاعل»، مضيفا ان فنيين من كوريا الشمالية فضوا معظم الاختام وعطلوا اجهزة المراقبة التابعة للامم المتحدة في جميع المنشآت النووية الاربع في يونغبيون. ولجأت بيونغ يانغ الى محاولة تشغيل المفاعل النووي، بعد ان اوقفت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ودول اخرى شحنات النفط الى كوريا الشمالية هذا الشهر مما يسىئ الى اقتصادها.

ورغم تردي الوضع بين الوكالة الدولية وبيونغ يانغ، الا الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحتفظ باثنين من المفتشين في عين المكان لمواصلة رقابتها للوضع. وكانت قد نفذت عمليات تفتيش محدودة للمنشآت النووية لكوريا الشمالية منذ اوائل التسعينات.