موسكو تحذر واشنطن من مغبة تنفيذ ضربة ضد كوريا الشمالية

TT

حذرت روسيا الولايات المتحدة امس من مغبة تهديداتها العسكرية لكوريا الشمالية، التي تكررت على لسان وزيريها للدفاع والخارجية دونالد رامسفيلد وكولن باول. ورغم استبعاد البعض لجوء الولايات المتحدة لتنفيذ تهديداتها، الا ان واشنطن سبق ان حاولت شن مثل هذه الحرب عام 1993 لما ارسلت ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون الى المنطقة خمسا من حاملات الطائرات الحربية. وتوقع مراقبون روس في تصريحات ليومية «كومرسنت» امس ان اي ضربة اميركية لبيونغ يانغ سيدفع الاخيرة الى توجيه ضربة مماثلة الى كل من اليابان وكوريا الجنوبية لاقحامهما في النزاع، مما قد يخلف سقوط ما لا يقل عن خمسين الفا من الاميركيين الموجودين فى شبه الجزيرة الكورية، وسقوط ما يتراوح بين مليون ونصف المليون في صفوف الكوريين.

وسبق لخبراء اميركيين ان رددوا مثل هذه التوقعات في الايام الاخيرة، ما تفسره المخاوف والنداءات المتكررة من قبل الدول الصديقة والجارة للدولتين المعنيتين بالنزاع لتحكيم الحوار السياسي قبل اللجوء الى القوة.

كما ان المخاوف تتضاعف أمام احتمال تدخل الصين في حالة الاعتداء على بيونغ يانغ، نظرا لمعاهدة التعاون والدفاع المشترك التي تربطهما. وثمة من اشار من المراقبين الخبراء في شأن المنطقة بهذا الصدد «ان الكوريتين هما الشفتان اللتان تختفي وراءهما انياب الصين».

من هذا المنظور يتناول المراقبون موقف موسكو بكثير من الاهتمام في اطار ما كشف عن بعض أبعاده الكسندر ياكوفينكو المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، الذي أعرب عن قلق بلاده تجاه احتدام الاوضاع حول البرنامج النووي لكوريا الشمالية. وعزا ياكوفينكو هذا القلق الى التأثير السلبي لهذه القضية على مجمل الاوضاع في منطقة شبه الجزيرة الكورية على مقربة مباشرة من الحدود الروسية. وقال ان موسكو تعير أهمية خاصة الى استئناف التنسيق المتبادل بين كوريا الشمالية ومنظمة الطاقة الذرية على ضوء الاحداث الاخيرة التي نجمت عن قرار بيونغ يانغ حول استئناف نشاط مفاعلها النووي.