قال المرجع الشيعي اللبناني الشيخ محمد حسين فضل الله «ان التهديد الحقيقي للمنطقة يأتي من خلال الولايات المتحدة الاميركية وقواعدها العسكرية المرشوشة على اكثر من موقع على الساحة العربية والاسلامية والتي تشكل نموذجاً جديداً للاحتلال العسكري»، مضيفاً «ان الفوضى العسكرية الاميركية تشكل تهديدا للسلام».
كلام الشيخ فضل الله جاء في اطار ندوته الاسبوعية التي خصصها للحديث عن «طبيعة الثقافة العسكرية الاميركية التي يراد فرضها على الشعوب العربية والاسلامية لاخضاعها». وقال: «بات من السذاجة في مكان ان يصنف الوجود العسكري الاميركي في المنطقة في خانة حل مشاكل هذا البلد او ذاك او تحريره او منع الاعتداء عليه، خصوصاً بعدما تحول العراق الى بلد ضعيف عسكرياً... ولذلك فان التهديد للمنطقة العربية والاسلامية يأتي من الخارج اي من خلال الولايات المتحدة سواء بإثارتها النزاعات لتركيز وجودها في المنطقة او بقواعدها العسكرية التي باتت سيفاً مسلطاً على هذه الدولة او تلك... وعليه فإن القواعد العسكرية الاميركية في المنطقة هي نموذج الاحتلال الجديد الذي يراد لشعوب المنطقة ان تتعايش معه، ليكون بمثابة المكون الجديد للثقافة «العسكرية» الاميركية التي يراد فرضها على الشعوب العربية والاسلامية لاخضاعها، واسقاط حركات التحرر فيها وللتحكم بالنفط وبكل امتداداته الاقتصادية والسياسية سواء بما يتعلق بأسعاره المستقبلية، او باستخدامه كسلاح اقتصادي وسياسي ضد اوروبا واليابان والصين وغيرها من الدول التي تتحفز لأخذ مواقع جديدة تتناسب واحجامها السكانية والاقتصادية».
واعرب فضل الله عن اعتقاده «ان هذه القواعد الاميركية لا تمثل تهديداً لشعب المنطقة العربية والاسلامية فحسب بل تمثل تهديداً صارخاً لأوروبا ومصالح دول الاتحاد الاوروبي، وللسلام العالمي الذي يتعرض في هذه المرحلة لمؤامرة بشعة بحيث تقبض الادارة الاميركية على مفاصله فتمنعه من الحركة الا على اساس مصالحها وتعمل على اسقاطه وتعميم الفوضى في العالم عندما تقتضي المصلحة الاميركية ذلك».