السلطات الفرنسية تعتقل 4 من أصول جزائرية بتهمة التحضير لاعتداءات ضد اهداف بينها سفارة موسكو في باريس

TT

فيما تتواصل الشائعات التي تتحدث عن قرب وقوع عملية ارهابية في احدى محطات المترو الباريسسية او قريبا من المخازن الكبرى واماكن التجمع الرئيسية في العاصمة، من غير ان تصل اجهزة الأمن الفرنسية الى تحديد مصدر هذه الاخبار، تستمر الحملة الأمنية التي تستهدف الخلايا الاصولية على الاراضي الفرنسية، بينما تطبق في العاصمة والمدن الكبرى تدابير احترازية في اطار خطة مشددة لتفادي وقوع أية اعمال ارهابية في فترة الاعياد.

وامس مثل امام قاضيي التحقيق المولجين الملف القضائي للارهاب جان ـ لوي بروغيير وجان ـ فرنسوا ريكار الموقوفون الاربعة، من اصول جزائرية، الذين القت القبض عليهم عشية عيد الميلاد اجهزة الأمن الفرنسية وتحديدا مديرية مراقبة الاراضي (مكافحة التجسس) في مدينة رومانفيل، الواقعة في منطقة السين سان دينس (شمال العاصمة).

ولم يكشف النقاب عن هذه العملية سوى ليلة أول من امس وهي تأتي استمرارا لعملية توقيف مشابهة استهدفت ايضا اربعة اسلاميين (ثلاثة رجال وامرأة واحدة) يقبعون الآن في السجن بعد ان وجهت اليهم رسميا تهم الانتماء الى تجمع لأغراض ارهابية. وقال محققون ان المعتقلين الاربعة الجددا كانوا يستعدون لتنفيذ اعتداءات.

ويعد معاد بن شلالي، ابن امام جامع أبو بكر في مدينة فينيسيو (محيط مدينة ليون) وشقيق مراد بن شلالي، المعتقل في معسكر غوانتانامو الأميركي، في كوبا، اخطر الاربعة. وسبق لمعاد بن شلالي ان اقام في أفغانستان وفي الشيشان. وكانت اجهزة الأمن الفرنسية تبحث عنه منذ عدة اشهر، في اطار سعيها لوضع اليد على ما تعتبره «خلية شيشانية» لاسلاميين متطرفين كانوا يحضرون لارتكاب اعمال ارهابية على الاراضي الفرنسية.

وخلال تفتيش الشقتين اللتين كان يشغلهما الاربعة، عثر المحققون على سائل الكليسرين وماء الاوكسجين والتي يمكن استخدامها، بعد مزجها بمواد اخرى، لتحضير متفجرات. كذلك عثروا على لوائح مفصلة لمواد تدخل في تصنيع المتفجرات اضافة الى صيغ كيماوية خاصة بذلك وجهاز هاتف خليوي مخبأ في مدخنة وعلى بطارية مجهولة الاستعمال وعلى جهاز تفجير عن بعد.

وافادت مصادر الشرطة ان ثلاثة من الموقوفين الاربعة وصلوا الى باريس «حديثا جدا» وكانوا يتأهبون لارتكاب اعمال ارهابية في وقت قريب، مما يعود الى تغذية الشائعات المتداولة.

وكان المحققون قد عثروا على اجهزة ومواد شبيهة لدى القائهم القبض على المجموعة الاولى في السادس عشر من الشهر الجاري في مدينة لاكورنوف، الواقعة ايضا في منطقة السين سان دنيس، ويظن المحققون انها تنتمي ايضا الى «الخلية الشيشانية» التي تتشكل من حوالي عشرين فردا. والى جانب معاد بن شلالي، وضعت اجهزة الأمن يدها على معمر بدرار وعمر تغير وبلحمد بريج وكلهم من اصول جزائرية. وفي عملية منفصلة، القت قوات الأمن القبض على جزائري آخر هو نور الدين مرباط، على الحدود الفرنسية ـ الاسبانية، الذي تعتبره على علاقة بمجموعة «لاكورنوف» التي يتزعمها الجزائري ـ الفرنسي مروان بن أحمد.

وتجد الاجهزة الأمنية ان ثمة وجوه شبه عديدة بين معاد بن شلالي ومروان بن أحمد. فكلاهما على علاقة بالاسلاميين الجزائريين المسلحين وكلاهما قاتلا في الشيشان وأفغانستان، كما انهما ينتميان الى ما تسميه الاجهزة الفرنسية «الاسلامي الراديكالي» الناشط في اوساط «اسلام الضواحي».

ونقلت صحفة «لوموند» في عددها ليوم امس عن اوساط التحقيق خبرا يفيد عن وجود علاقة بين «الخلية الشيشانية» وبين الناشط الاسلامي المعروف أبو ضحى المعتقل حاليا في بريطانيا حيث استقر منذ العام 1999. ويعد أبو ضحى مسؤولا عن الشبكة الاسلامية التي تولت تجنيد الشبان الاصوليين وارسالهم للقتال في الشيشان وأفغانستان.