أردوغان يؤكد التزام تركيا بموقف الأمم المتحدة تجاه العراق

TT

انقرة ـ رويترز: اعلن الزعيم التركي رجب طيب اردوغان امس ان بلاده ستمتنع عن تقديم تعهدات تأييد ملموسة لحرب اميركية ضد العراق الى ان تتضح النتائج الاولية لعمليات التفتيش عن الاسلحة التي تقوم بها الامم المتحدة.

وتضغط الولايات المتحدة على تركيا، زميلتها الوثيقة في حلف شمال الاطلسي، لاتخاذ قرار بشأن حجم المساندة التي ستقدمها في حالة شن حرب على جارتها الجنوبية العراق. واوفدت واشنطن امس اثنين من كبار مسؤوليها الى انقرة لبحث تكلفة اي صراع محتمل.

وتعارض تركيا الحرب وستؤيد على مضض واشنطن في الصراع الذي تخشى ان يهدد امنها ويطيح بمحاولة انعاش اقتصادها الهش.

واعلن اردوغان زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم ان تركيا لن تتعجل باتخاذ اي قرار وكرر رغبة انقرة في موافقة الامم المتحدة على اي هجوم. وقال في تصريحات اذاعها التلفزيون «ستقدر لنا التزامنا بقرار الامم المتحدة لاننا وضعنا توقيعاتنا على المعاهدات الدولية. نحن والحكومة نقول ان تركيا لن تتخذ موقفا نهائيا الى حين صدور قرار من مجلس الامن».

ويجري مارك غروسمان وجون تيلور مسؤولا الخارجية والخزانة الاميركية محادثات مع مسؤولي الخزانة التركية وسط تقارير اعلامية تشير الى رغبة انقرة الحصول على ضمانات لتعويضها عن اي تكاليف تتكبدها في الحرب.

وتقول تركيا انها خسرت مليارات الدولارات منذ حرب الخليج عام 1991 . وكان العراق حليفا تجاريا رئيسيا لانقرة قبل نشوب الصراع.

وذكرت تقارير اعلامية غير مؤكدة ان واشنطن طلبت استخدام قواعد جوية وموانئ تركية في حالة نشوب حرب مع العراق .

وقال اردوغان «تقرير مفتشي الامم المتحدة عن اسلحة الدمار الشامل لم يقدم بعد»، مشيرا الى التقرير النهائي الذي يقدمه هانز بليكس، كبير مفتشي الامم المتحدة عن الاسلحة الى مجلس الامن يوم 27 يناير (كانون الثاني) المقبل. واضاف اردوغان قوله «حتى ذلك الحين اعتقد ان كل ما يقال الان لا يخرج عن كونه ثرثرة وتكهنات».

وناقشت الحكومة التركية الازمة العراقية في وقت سابق من هذا الاسبوع دون اتخاذ قرار حاسم. ومن المقرر ان يعقد مجلس الامن القومي الذي يضم كبار جنرالات الجيش والسياسيين المنتخبين اجتماعا في وقت لاحق لمناقشة الازمة.

واصدر مكتب رئيس وزراء تركيا عبد الله غول بيانا امس قال ان تركيا ما زالت تحاول تشجيع التوصل لحل سلمي للازمة العراقية. وقال البيان ان «حكومتنا تولي اهمية خاصة للانخراط في مفاوضات مع جيراننا والدول الموجودة في منطقتنا بشأن التطورات في المنطقة ولا سيما مشكلة العراق. رئيس الوزراء يتمنى المشاركة بشكل شخصي في المفاوضات مع دول المنطقة لتقييم احتمالات التوصل لحل سلمي. ويجري المبادرة بالاتصالات الضرورية في هذا الصدد». وعلى صعيد ذي صلة، اصدرت لجنة حقوق الانسان في البرلمان التركي بيانا يعارض الحرب في العراق المجاور، الامر الذي يبرز مخاوف انقرة العضو في حلف شمال الاطلسي بشأن حملة عسكرية محتملة تقودها الولايات المتحدة. وقال بيان اللجنة «ان مخاوف اللجنة من هذه الحرب يجب ان تكون على النساء والاطفال الابرياء الذين حرموا من الغذاء والدواء الاساسي سنوات في ظل ما يسمي الحظر والذين قد يعانون من ظروف اسوأ او ان يخسروا سبل عيشهم ناهيك من الضرر المالي الذي سوف تعانيه».