الأمين العام السابق لرابطة العالم الإسلامي: دخل الهيئات الإسلامية لا يستحق الاتهامات الأميركية

TT

نفى الدكتور عبد الله عمر نصيف الامين العام السابق لرابطة العالم الاسلامي ان تكون السعودية لها اية علاقة بالارهاب وان التهم الظالمة التي توجه جزافا للسعوديين بتمويل ودعم الارهاب هي تهم باطلة تفتقد الى الادلة والقرائن والبراهين.

وقال نصيف النائب السابق لرئيس مجلس الشورى السعودي لـ«الشرق الأوسط» في تونس ان الولايات المتحدة بعد مرور اكثر من عام على احداث 11 سبتمبر (ايلول) لم تقدم اي دليل او اثبات على تورط السعودية او الهيئات الاسلامية الخيرية في تمويل الارهاب.

واكد ان السعودية والمسلمين مستهدفان حاليا بسبب مساندتهما ونصرتهما لقضايا المسلمين العادلة في كافة انحاء العالم وفي مقدمة ذلك القضية الفلسطينية.

واوضح ان المؤسسات الخيرية الاسلامية التي تتهم ظلما بتمويل الارهاب ليس لديها ميزانيات ضخمة على غرار ميزانية جمعية من الجمعيات التبشيرية الغربية.

* بعد احداث 11 سبتمبر اصبحت تهمة الارهاب توجه الى العرب والمسلمين. كيف يمكن للمسلمين تجاوز هذا الوضع الصعب الذي يجدون انفسهم فيه ظلما وبهتانا؟

ـ ان تهمة الارهاب التي توجه الآن الى الهيئات الاسلامية ليست جديدة، فقد بدأت منذ 10 سنوات تقريبا، وهذه التهمة ليس لها اي اساس على الاطلاق لان الهيئات الخيرية الاسلامية تقوم باعمال انسانية سليمة لفائدة مجتمعات اسلامية فقيرة جدا، وبالتالي فان هذه الاعمال ليس فيها اي مجال للانحراف او الارهاب او غير ذلك.

اضف الى ذلك ان دخل هذه الهيئات الاسلامية محدود للغاية لا يقارن بميزانية جمعية واحدة من الجمعيات التبشيرية الغربية وربما كانت ميزانية احدى هذه الجمعيات التبشيرية تفوق عشرة اضعاف مجموع الهيئات الاسلامية.

الآن بعد احداث 11 سبتمبر التي الصقت تهمة الارهاب بالمسلمين، يحاولون ان يشوهوا سمعة جميع المسلمين بدون استثناء والدليل ان كل الهيئات الاسلامية ذات الطابع الانساني اصبحت في قفص الاتهام بما في ذلك الهيئات الاسلامية الكبرى مثل رابطة العالم الاسلامي وهيئة الاغاثة الاسلامية والندوة العالمية للشباب المسلم.. كل هذه الهيئات اصبحت تتهم بالارهاب. بدون سند ولا اثبات ولا وثيقة واحدة تثبت صحة هذه الاتهامات.

ان الهيئات الاسلامية مطالبة الآن بان تتماسك وان يكون لديها رباطة جأش وصبر وحكمة وان تراجع نفسها ايضا لان الاحداث الاخيرة تمثل فرصة للمراجعة والبحث ان كانت هناك اخطاء غير مقصودة لمعالجتها.

* الولايات المتحدة تقول ان هناك بعض هيئات الاغاثة الاسلامية قامت بتقديم اموال ومساعدات لاشخاص ثبت فيما بعد انهم ينتمون الى تنظيم «القاعدة» ما هو تعليقك على ذلك؟

ـ اولا يجب ان نعرف مفهوم الارهاب.. اما اذا كان الامر يتعلق بشخص لديه مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم او عنده مسجد فان توجيه تهمة الارهاب اليه يعتبر امرا مرفوضا وغير مقبول على الاطلاق جملة وتفصيلا.

اما الهيئات الخيرية الاسلامية فهي سليمة مائة في المائة وهي تعمل منذ مئات السنين في خدمة الاسلام والمسلمين سواء في مجال نشر التعليم والثقافة الاسلامية او في مجالات عديدة اخرى لها علاقة بنشر ثقافة السلام والتعاون والتفاهم والتعايش مع الآخرين. وان الشيء المؤكد ان هذه النشاطات المختلفة لا يمكن ان تؤدي الى الارهاب مطلقا.

يجب ان يلاحظ ان جميع المتهمين بالارهاب هم ليسوا متخرجين من معاهد شرعية او من معاهد تحفيظ القرآن الكريم وانما هم في غالبهم يحملون شهادات واختصاصات في مجالات الاقتصاد والتجارة والطب والهندسة من كليات علمانية ومعظم هؤلاء ليس لديهم ثقافة اسلامية كافية وبالتالي فان الامر يحتاج الى تمحيص وتدقيق.

* الولايات المتحدة تتحجج في اتهاماتها لهيئات الاغاثة الاسلامية انها كانت تقدم العون والمساعدات الى المجاهدين في افغانستان وفي البوسنة والهرسك وكوسوفو وغيره من دول العالم؟

ـ من خلال تجربتي الطويلة في مجال العمل الاسلامي اؤكد هنا انه لم يحصل ان قامت رابطة العالم الاسلامي او غيرها من الهيئات الاسلامية الاخرى بمساعدة جهة مشبوهة كما انها لم تقدم اي مساعدة للمجاهدين سواء كان دعما بالمال او بالسلاح وان كان هذا يعد تقصيرا من جانبها. الحقيقة ان هذه الهيئات ليس لديها مال لتقديم مثل هذه المساعدات ولكن هناك افراد يجتهدون في مجال الجهاد والدعم وهذه حالات فردية تدخل في اطار الحرية الشخصية التي تكفلها القوانين للجميع.

* ما هو رأيك في قيام الولايات المتحدة بتجميد ارصدة بعض الهيئات الخيرية الاسلامية؟

ـ هذا ظلم شامل. وانا اعتقد ان هذه الاحكام الظالمة قد تجاوزت الحد كما ذكرت وهذا ينطبق على تجميد اموال وارصدة الهيئات الخيرية الاسلامية بدون وجه حق وبدون اي اثبات. وقد مرت حتى الآن سنة كاملة منذ احداث سبتمبر ولم تقدم الولايات المتحدة او غيرها اية اثباتات حول المزاعم والتهم بتورط الهيئات الاسلامية في تمويل الارهاب وهذا يدعو للتساؤل عن حقيقة اهداف الولايات المتحدة من حملتها ضد الاسلام والمسلمين ومؤسساته وهيئاته الخيرية.

* هناك الآن حملة ظالمة في اميركا تستهدف السعودية وانظمتها التعليمية والدينية. فما هو موقفكم من هذه الحملة؟

ـ ان الحملة الظالمة التي تتعرض لها السعودية ليست بالامر الجديد وتأتي على خلفية المواقف التي تتخذها السعودية تجاه القضايا العربية والاسلامية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تعد السبب المباشر للضغط على السعودية لثنيها عن واجبها في مساندة ونصرة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض الى اكبر مظلمة في التاريخ.

كما ان هذه الحملة الظالمة تستهدف السعودية باعتبارها رمز وقبلة ومرجعية المسلمين في كافة انحاء العالم بالاضافة الى كونها دولة تطبق الشريعة الاسلامية وتدعو المسلمين الى تطبيق شرع الله وتقوم بارسال المدرسين والبعثات التعليمية وكذلك الكتب والمناهج الى الجاليات والاقليات الاسلامية في شتى انحاء العالم.

* هل تعتقد ان احتضان السعودية للعديد من اقطاب المعارضة الاسلامية من الدول العربية قد فتح الباب امام الاتهامات الاميركية لها بدعم ومساندة الارهاب إبان فترة الجهاد في افغانستان والشيشان والبوسنة والهرسك وكوسوفو؟

ـ ان هذه الرؤيا تفتقد الى الموضوعية وتؤدي الى خلط شديد للامور فالسعودية هي قبلة المسلمين وملجأهم، وهي مفتوحة لجميع المسلمين وتساعد الضعفاء والمظلومين. وانا لا ارى انه ينبغي التركيز على هذه الامور بالطريقة الاميركية حيث ترى الولايات المتحدة ان اي عمل خيري تقوم به السعودية هو ارهاب وهذا المنطق غير مقبول على الاطلاق ويجب علينا ان نتصدى له لان سياسة السعودية واضحة وشفافة ومعروف لدى الجميع من هم المسلمون الذين دخلوا الى السعودية وخرجوا منها وكذلك النشاط الذي كانوا يمارسونه وهو نشاط يندرج في اطار العبادة والاقامة او التعليم وانه من غير المسموح اطلاقا لهؤلاء القيام بأي نشاط سياسي داخل السعودية.. كما ان السعودية لم تسمح طوال تاريخها الطويل لأي لاجئ سواء كان سياسيا او غيره جاء للعمرة واقام فيها ان يمارس اي نشاط سياسي او اي عمل مشبوه على الاطلاق.