أفريقيا 2003.. كثير من الأخبار الحسنة.. قليل من السيئة

TT

يجادل باترك سميث من دورية افريكا كونفدنشيال بأن الكونغو الديمقراطية ونيجيريا ستسيطران على الحدث الأفريقي عام 2003، ويرجع باترك ذلك الى ان انتاج نيجيريا النفطي سيصل الى 3 ملايين برميل بنهاية عام 2003 فيما ستتيح آفاق السلام المرتقبة في الكونغو ـ التي تملك نصف موارد العالم من المصادر النادرة والحيوية في انتاج التكنولوجيا المتقدمة مثل الجيرمانيوم ـ فرصا كبرى للاستثمار وتخطي آثار الحرب الأهلية المستمرة منذ 1998. نيجيريا بمنظور باتريك تخطو نحو كارثة رغم خير النفط، فيما تبعد الكونغو عن كارثة قائمة.

وتوحي آفاق الفوضى المتوقعة في نيجيريا، على خلفية صراع اوباسانجو وتطبيقات الشريعة في ولايات الشمال، الى ادخال البلد في الدائرة الخبيثة التي عاشها لأكثر من 30 عاما منذ استقلاله عن بريطانيا عام 1960.

«انظر: نيجيريا.. رئيس في مهب الريح» دولة اخرى، ستسيطر على الحدث الأفريقي من وجهة نظر وحدة المعلومات والاستخبارات بمجلة «ايكونوميست» في عددها الخاص «العالم عام 2003». وهي ليبيريا، وقد اختارتها «ايكونوميست» كأسوأ مكان يمكن ان تزوره في العالم.

وهناك ساحل العاج التي تعيش حربا أهلية اوقفت كل دول غرب أفريقيا على اطراف اصابعها، ولا تزال. وفي توغو القريبة يعتزم الجنرال جناستجي اياديما الذي يحكم منذ 1966 التخلي عن الحكم في 2003، ليرشح ابنه ارنستو لخلافته.

في شرق أفريقيا، تتصدر كينيا الحدث الأفريقي عام 2003، حيث يرحل عن مسرحها بعد 22 عاما من الحكم العجوز دانيال اراب موي «نظر كينيا عين على «القاعدة»، واخرى على الوحدة الوطنية».

وهناك السودان، الذي يخوص منتصف يناير (كانون الثاني) القادم جولة شاقة من المفاوضات في ضاحية ماشاكوس بكينيا، بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان، ومشقة المفاوضات ناجمة اصلا من التحولات المتوقعة في مناخات المشهد السياسي الكيني، علاوة على الدخول بعمق في القضايا الخلافية التي اتفق على اطارها في جولتي يوليو (تموز) ـ أغسطس (آب).

وفوق هذا كله، وبأخذ القارة في ضوء هواجس التخلف وانتشار الايدز وحاجتها للبنيات الاساسية، لا يبدو مستقبل القارة عامة خلال 2003 مشرقا رغم الوصول الى نسبة نمو هي 4 في المائة في متوسطها. ذلك لأن خطاب علاقة القارة الاقتصادي سواء بأوروبا او بمجموعة الثماني لا يزال يتخلق، وفي الافق محاولات جديدة من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي نحو اعادة قراءة ادائهما بالقارة.

الرئيس السنغالي عبد الله واد يلامس كل ذلك في مقال قصير له بمجلة «نيوزويك» في عددها الخاص العالم 2003 ـ ديسمبر (كانون الأول) ـ فبراير (شباط) 2003. يقول:

«تحتاج أفريقيا للاستثمار وليس للعون لخلق اقتصاد حديث. رغم ان حملات الحديث عن العون الخارجي، على ما حولها من خلاف، تملك نوايا حسنة ولكنها اضاعت نقطة كبرى وجوهرية، فالعون والقروض ظلا حجر الاساس في التنمية العالمية على مدى جيلين. وأيا كانت عدالتهما، فقد فشلا في تحقيق قصة نجاح أفريقية مستدامة، فيما لم تتحسن المنغصات التي نتجت عنهما. فقد انخفض العون لأفريقيا بين 1990 ـ 2000 من 28.6 مليار دولار الى 16.4 مليار دولار فيما قادت الديون أفريقيا الى حالة لزجة من تبعات الدين وتسديد فوائده وخدمته. ولذلك تنشأ حاجة ملحة نحو التحرك من هذه القبضة المزدوجة. خاصة في ضوء اتجاه الغرب نحو آسيا لتشكل حصة أفريقيا من الاستثمار العالمي الآن اقل من واحد في المائة والى 1.4 في المائة من حركة التجارة العالمية. ويرى الرئيس السنغالي الحل في ريباد REPAD أي الشراكة الجديدة للتنمية الأفريقية التي وضع لبناتها القادة الأفارقة هذا العام.

فالى كينيا ونيجيريا وليبريا في غرب أفريقيا، وللسودان والصومال في شرقها للوقوف على عطاءات العام 2003 في هذه الدول.