عمليتان «انتحاريتان» في غروزني تطيحان بمقر الحكومة الشيشانية الجديد

TT

في اطار واحدة من أكبر العمليات الانتحارية اطاح انفجاران كبيران بمقر الحكومة الشيشانية راح ضحيتهما حسب التقديرات الرسمية الاولية ما يقرب من أربعين قتيلا الى جانب عشرات الجرحى والمصابين.

وكشف فلاديمير كرافتشينكو النائب العام لجمهورية الشيشان ان شاحنة من طراز «كاماز» وسيارة جيب مفخختين اقتحمتا بوابة مقر الحكومة في اتجاه المبنى الذي اصطدمتا به على سرعة كبيرة ما أسفر عن وقوع انفجارين واشتعال الحرائق في أرجاء مختلفة من المبنى. وفيما تعالت ألسنة اللهب والدخان فوق المكان هرعت اجهزة الامن والانقاذ في محاولة لاخلاء طوابق المبنى الاربعة من الموظفين والقيادات المحلية التي قالوا ان عددهم كان يقترب من المائة والخمسين. وأكدت المصادر الفيدرالية ان الحاج احمد قادروف رئيس الادارة الشيشانية لم يكن موجودا داخل المبنى حيث كانت ظروف العمل قد اضطرته للسفر الى موسكو التي غادرها على عجل عائدا الى غروزني فور علمه بوقوع الحادث. وقال روسلان تساكايف وزير الداخلية الشيشانية المعين حديثا ان سائقي السيارتين كانا من أفراد المجموعات الانتحارية التي سبق وأعلن المقاتلون عن تشكيلها في اعقاب عملية الاستيلاء على مسرح «دوبروفكا» في موسكو. واعترفت مصادر روسية بنجاح المقاتلين في شن الكثير من هجماتهم الرامية الى تصفية العناصر الشيشانية العاملة في اطار نظام الحكم المحلي الموالي لموسكو. وأعادت الى الاذهان عملية تصفية عدد كبير من قيادات الشرطة الشيشانية بعد نجاح المقاتلين في زرع عبوات ناسفة اسفل مقر مكتب قائد جهاز الشرطة داخل مقر الحكومة. ويقول شهود عيان في مكان الحادث ان المبنى الذي اقيم حديثا تحول اثر وقوع الانفجارين الى ما يشبه الاطلال في أعقاب غارة جوية فيما تناثر الزجاج وبقايا الابواب والنوافذ بعد ان أصاب الدمار كل طوابق المبنى العليا واشتعلت النيران في الكثير من السيارات التي كانت موجودة على مقربة من المكان.

ووسط تضارب الانباء حول الكثير من جوانب الحادث أشارت وكالة «انترفاكس» الروسية الى أن انفجارا آخر وقع في الساحة القريبة من المبنى اثر تفجير عبوة ناسفة اسفل شجرة عيد الميلاد هناك فيما أشارت كذلك الى احتمالات وقوع انفجار ثالث داخل مبنى الحكومة ما قد يفسر حجم الدمار الشديد الذي لحق به.

أكدت مصادر رسمية ان المواد الناسفة التي كانت على متن الشاحنة «كاماز» تقدر بطن ونصف الطن ما يفسر اتساع مساحة وعمق الحفرة الناجمة عن الانفجار حيث بلغ عمقها ما يقرب من خمسة امتار بقطر يقدر بعشرة امتار. وفيما اعلنت المصادر الرسمية عن ابلاغ الرئيس فلاديمير بوتين بتفاصيل الحادث اعلنت اجهزة الامن والشرطة في موسكو عن رفع درجة استعداد قواتها وتشديد الحراسة على مداخل ومخارج المدينة.