وزير دفاع حكومة الظل البريطانية: لا توجد أجندة خاصة للندن بعد سقوط نظام صدام حسين

TT

قال وزير الدفاع لحكومة الظل البريطانية، بيرنارد جينكين، ان على الدول المتحضرة في العالم ان تكون مستعدة لدفع اي ثمن ضروري لفرض ارادة الامم المتحدة على العراق ونزع اسلحة الدمار الشامل لديه، نافيا في نفس الوقت وجود اي اجندة بريطانية خاصة للمنطقة بعد سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين.

وفي رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن تكلفة العملية العسكرية ضد العراق وعمن يتحملها، اعتبر جينكين خلال زيارته الاولى للعاصمة الرياض نهاية الاسبوع الماضي أنه «يجب النظر الى التكاليف من زاوية الاخفاق في اكمال متابعة وتنفيذ قرارات الامم المتحدة والاخفاق في تطبيق ارادة الامم المتحدة، وهذا ثمن لا يمكن قياسه. واعتقد اننا يجب ان نكون مستعدين كدول متحضرة في العالم العربي وغيره في ان ندفع اي ثمن ضروري من اجل فرض تطبيق ارادة الامم المتحدة». واضاف العضو القيادي في حزب المحافظين البريطاني المعارض مؤكدا «الوقت قد حان لتطبيق قرارات الامم المتحدة من قبل صدام حسين، واخفاقه في القيام بهذا الالتزام تترتب عليه تهديدات خطيرة وجادة لأمن المنطقة والعالم. ونظام مثل نظام صدام حسين سيبيع اسلحة الدمار الشامل الى منظمات ارهابية اذا اعتقد ان في مصلحته القيام بذلك ومن المهم منع هذا التسريب لاسلحة الدمار الشامل».

واكد جينكين أن القرار لم يُتخذ بعد بخصوص الاجراءات العسكرية التي يمكن القيام بها في حال عدم التزام بغداد بتطبيق قرارات الامم المتحدة، مضيفا ان الجميع يأمل في حل سلمي بدلاً من الدخول في الحرب. ونفى وجود استراتيجيات او خطة خاصة تنوي بريطانيا تطبيقها في المنطقة بعد سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين. وفي هذا الصدد أوضح المسؤول في ثاني أكبر الاحزاب البريطانية انه من الخطأ القول ان لدى لندن اجندة اوسع من قرارات الامم المتحدة حول العراق او فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الاوسط. واضاف وزير الدفاع في حكومة الظل المحافظة «بالنسبة لما سيحدث اذا ما سقط نظام صدام حسين، اعتقد اننا ما زلنا في المراحل المبكرة جدا وأحد الاسباب التي دعتني الى زيارة السعودية هي الرغبة بمعرفة ما يفكر فيه المسؤولون في الحكومة السعودية بالنسبة لمستقبل العراق بصدام حسين او بدونه، واعتقد ان هذا الامر محل قلق المسؤولين هنا اكثر منا». والجدير بالذكر أن جينكين قام بزيارته غير المسبوقة الى السعودية برفقة زميله النائب المحافظ آلان دانكان وزير الدولة المكلف ملف الشرق الاوسط في حكومة الظل، وكريس دويل، وهو مدير «مجلس تعزيز التفاهم العربي البريطاني» (كابو). وتابع جينكين قائلا «اذا ظهر ان صدام حسين ما يزال يخفي اسلحة دمار شامل، فاننا بكل تأكيد نعتقد انه لا بد من مواجهة هذا الامر والتعامل معه». وشدد على عدم وجود اي اختلاف بين الحزبين الرئيسيين في بريطانيا فيما يخص الوضع مع العراق، مضيفا ان حزب المحافظين يدعم بشكل كامل سياسة رئيس الوزراء توني بلير ويدرك ضرورة وقوف بريطانيا الى جانب الولايات المتحدة. واشار الى قلق بريطانيا من الوضع في العراق، مضيفا ان لندن تتعاون بصورة وثيقة مع واشنطن لتطبيق مهمة المفتشين الدوليين. واستدرك القيادي البريطاني المعارض «لكن من الواضح ان لنا علاقات طويلة ومثمرة مع السعودية ونشعر انه من واجبنا ان ننقل تفهمنا للوضع في السعودية والمنطقة للولايات المتحدة وان نساعد الولايات المتحدة على تفهم الوضع». وعن اهداف زيارته للرياض، قال «من المفيد ان اقوم بهذه الرحلة من اجل زيارة الدول العربية الرئيسية في المنطقة للتعلم والاستماع عن القضايا التي تواجه الامن العالمي في هذا الوقت، وللسعودية دور حاسم تقوم به للمساعدة على ضمان السلام العالمي، وانا هنا للاستماع الى القضايا ذات الاهتمام للحكومة السعودية».