السودان: الحركة الشعبية تنفي ترتيب لقاء بين قرنق ونائب الرئيس في نيجيريا وترحب بلقاء البشير في أي زمان

عرمان : لن نعقد لقاء من دون ترتيب ووزير الخارجية يأمر بالبر وينسى نفسه

TT

نفت الحركة الشعبية لتحرير السودان وجود اي ترتيبات مسبقة لعقد لقاء بين زعيمها الدكتور جون قرنق ونائب الرئيس السوداني علي عثمان طه في ابوجا بنيجيريا اول من امس حسب ما تناقلته وسائل الاعلام المختلفة، لكنها ابدت رغبتها في عقد لقاء بين قرنق والرئيس عمر البشير في اي زمان خارج السودان.

وقالت الحكومة السودانية اول من امس في بيان رسمي إن قرنق رفض لقاء طه كما كان مقررا الخميس في نيجيريا دون توضيح سبب فشل اللقاء. وكان نائب الرئيس السوداني وصل الى نيجيريا اول من امس برفقة وزير الخارجية مصطفى عثمان اسماعيل والمستشار الرئاسي للسلام غازي صلاح الدين للقاء قرنق الموجود في لاغوس منذ الاربعاء. لكن ياسر عرمان المتحدث باسم الحركة الشعبية قال لـ«الشرق الأوسط» ان حركته ترفض عقد لقاء دون ترتيبات مسبقة مضيفا «هذا ما ذكره وزير الخارجية مصطفى عثمان اسماعيل لجريدة «الشرق الأوسط» قبل عدة ايام، عندما طالب بالتحضير لمثل هذه اللقاءات.. فقد أمر بالبر ونسي نفسه».

وأعلن مصدر رسمي نيجيري أن الرئيس أولوسيغون أوباسانجو التقى على انفراد كلا من طه وقرنق في أوتا جنوبي غربي البلاد. وقال بيان الحكومة ان «اللقاء تم الترتيب له بين الرئيسين السوداني عمر حسن البشير والنيجيري اولوسيغون اوباسانجو أثناء قمة جمعتهما أخيرا في أبوجا وكان مقررا له الخميس (اول من امس)». ولم يذكر البيان اسباب عدم اتمام اللقاء أو هل سيعقد لقاء آخر.

وقال بيان للحركة الشعبية صادر من العاصمة الاريترية أسمرة «لم تكن هناك اي ترتيبات لعقد لقاء بين جون قرنق والاستاذ علي عثمان طه، ولكن زعيم الحركة الشعبية على استعداد للقاء الفريق عمر البشير في اي زمان ومكان خارج السودان يتم الاتفاق عليه». واضاف ان زيارة قرنق الى نيجيريا جاءت بدعوة من الرئيس اوبوسانجو لاجراء مشاورات حول العملية السلمية في السودان وسبل دعمها وتعزيزها «وهذا ما ورد في البيان الرسمي للحكومة النيجيرية الذي تداولته وسائل اعلامها الرسمية، ولم تكن هنالك ترتيبات مسبقة للقاء مع الاستاذ علي عثمان طه والوفد الذي رافقه الى نيجيريا». وقال بيان الحركة الذي وقعه القائد ياسر عرمان «كانت هنالك ترتيبات مسبقة قام بها الرئيس الكيني دانيال ارب موي لاجراء لقاء بين الدكتور جون قرنق والفريق عمر البشير في 14 ديسمبر (كانون الاول) الجاري الا ان الاخير اعتذر عن عدم الحضور لارتباطات مسبقة، وقد حضر الدكتور جون قرنق الى نيروبي لموافاة الموعد المضروب». واكد بيان الحركة ان قرنق على استعداد كامل للقاء الفريق البشير في اي زمان ومكان خارج السودان يتم الاتفاق عليه. وقال ان قيادة الحركة على قناعة تامة ان مثل هذا اللقاء من شأنه ان ينعكس ايجابا على جولة المفاوضات القادمة ويساهم في بناء الثقة بين الطرفين وبينهما وبقية القوى السياسية الاخرى. وثمنت الحركة عاليا الجهود التي تقوم بها الحكومة النيجيرية ولا سيما الرئيس ابوسانجو من اجل تحقيق السلام في السودان وقالت انه «جهد يستحق التحية والتقدير من كافة السودانيين». وسبق ان استضافت العاصمة النيجيرية ابوجا مباحثات سلام سودانية.

وكان الرئيس النيجيري السابق إبراهيم بابانجيدا طرح الثلاثاء في الخرطوم أفكارا لإرساء السلام في السودان في إطار عملية تشرف عليها الهيئة الحكومية للتنمية «إيقاد»، وذلك بعد أن عقد ممثلو الحكومة والحركة الشعبية في واشنطن يومي 18 و19 من الشهر الجاري اجتماعا أعلنوا فيه التزام الجانبين بخيار السلام.

وردا على سؤال حول ما اذا كانت الحركة الشعبية تحبذ لقاء الرئيس بدلا عن النائب الاول، قال ياسر عرمان لـ«الشرق الأوسط» ان «الحركة تتفاوض مع نظام الانقاذ وليست معنية بتصنيف وباختيار من يفاوضها ولكن الجدية تقتضي الترتيب المسبق لمثل هذه اللقاءات وهذا ما ذكره وزير الخارجية مصطفى عثمان اسماعيل لجريدة «الشرق الأوسط» قبل عدة ايام، عندما طالب بالتحضير لمثل هذه اللقاءات.. فقد أمر بالبر ونسي نفسه»، واضاف ان «الحركة تسعى لسلام سيكون نظام الانقاذ هو شريكنا، مع الحوجة الماسة للاجماع الوطني الذي سيشمل كافة القوى السياسية». وتابع «معلوم ان الترتيبات الجدية التي شارك فيها الطرفان (الخرطوم والحركة) كانت لعقد لقاء بين قرنق والبشير في نيروبي 14 من الشهر الجاري، وهي الترتيبات الوحيدة التي شاركت فيها الحركة الشعبية وعلى استعداد لاتمامها متى ما رغب الطرف الآخر». وسألت «الشرق الأوسط» عرمان حول ما اذا كانت الحركة لا تمانع من لقاء النائب الاول في ظل وجود ترتيبات، قال «سنعبر الجسر حينما نبلغه، كما يقول الفرنجة ولا نجاوب على اسئلة افتراضية».

ويستأنف الطرفان السودانيان في يناير (كانون الثاني) في ماشاكوس بكينيا مفاوضات السلام بهدف استكمال بروتوكول اتفاق تم توقيعه في 20 يوليو (تموز) الماضي، ووضع حد لحرب اهلية مستمرة منذ العام 1983 (مرحلتها الثانية) بين الحكومات المركزية في الخرطوم والحركة الشعبية في الجنوب.