الأمير سعود الفيصل في الخرطوم: نقف مع السودان لأننا بلد واحد

مصطفى اسماعيل: السعودية أهم شريك لبلادنا في المنطقة

TT

اكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في الخرطوم امس ان بلاده تقف مع السودان في مواجهة المخاطر المحيطة به، مشيرا الى ان السعودية والسودان بلد واحد، وان العلاقات التاريخية الطويلة الأمد بينهما تحتم التقارب والتلاحم والتآخي.

وتعد زيارة الأمير سعود الفيصل الى الخرطوم الأولى منذ اكثر من 10 سنوات. واجرى الأمير سعود الفيصل محادثات مع الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه علي عثمان طه، كما وقع مع نظيره السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل على اتفاقية اطارية بين البلدين تشمل التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بما في ذلك المجالات الصناعية والبترولية والبتروكيماويات والزراعة والابحاث العلمية، الى جانب اتفاقهما على اقامة لجنة وزارية مشتركة. وقال سعود الفيصل ان «مصيرنا ومجهودنا يجب ان يكون موحدا لنضمن انتعاش البلدين»، واضاف «لقد أتيناكم بالعزيمة والقرار السياسي من خادم الحرمين الشريفين ومن صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير عبد الله، وفي هذا الاطار ستجدوننا سائرين معكم على الدرب». وتابع «لا غرابة في ان نقف مع السودان لأننا بلد واحد». واكد ان الارادة السياسية في البلدين تدفع العلاقات الى الامام. واوضح ان لجنة وزارية مشتركة بين الخرطوم والرياض ستكون الاطار الملائم واساسا لقاعدة العمل المشترك.

ومن جانبه نوه اسماعيل بدور السعودية في دعم السودان، وقال ان «السودانيين بالمملكة يشكلون اكبر جالية سودانية في الخارج ولم يحدث ان سمعنا انها تحس بالظلم، والشعب السوداني يقدر للمملكة وقفتها مع السودان». ووصف المملكة العربية السعودية بأنها اهم «شريك تجاري حيث تستقبل بلادنا بشكل اسبوعي مستثمرين سعوديين وتحرص على ازالة كل العقبات التي تقف في طريق العلاقات». وترمي الاتفاقية الاطارية الى انشاء لجنة وزارية مشتركة لأول مرة بين البلدين وتسهيل حركة المستثمرين وانسياب التجارة. وكان وزير الخارجية السعودي قد وصل امس الى الخرطوم في زيارة استغرقت يوما واحدا هي الأولى منذ اكثر من عشرة اعوام. ولدى وصوله وصف الأمير سعود العلاقات بين الرياض والخرطوم بأنها «ممتازة». واشاد بحفاوة الاستقبال وارجع ذلك الى العلاقات التاريخية والمصيرية المشتركة بين البلدين، ونادى بضرورة توجيه الجهود نحو الاستقرار. واشار الى تطابق وجهات النظر بين الخرطوم والرياض في الوقت الحالي حول القضايا العربية والاسلامية، وقال «حان الوقت لاعادة تقييم العلاقات وبنائها على اسس اكثر فاعلية»، واكد ان صندوق التنمية السعودي سيستمر في دعم السودان، كما طالب بانشاء مجلس لرجال الأعمال بين البلدين. ووعد اسماعيل من جانبه بازالة كافة العقبات التي تواجه الاستثمارات السعودية في السودان واعرب عن تطلع السودان الى ان تلعب السعودية دورا بارزا في صندوق اعمار جنوب السودان الذي انشأته الجامعة العربية. وحسب مسؤولين من البلدين فان الاتفاقية الاطارية ستسهم في تطوير العلاقات الثنائية حيث ستشمل التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والفنية والثقافية والشباب والرياضة بما في ذلك المجالات الصناعية والبترولية والبتروكيماويات والزراعة والشؤون الصحية وتبادل المعلومات المتعلقة بالابحاث العلمية والخبرات الفنية بين البلدين. كما تشمل تشجيع التعاون التعليمي والعلمي والتقني والعمل على تنشيط وتنويع التجارة المتبادلة وتشجيع وتسهيل استثمارات المواطنين والشركات وقيام مشاريع استثمارية مشتركة بالاضافة الى تشكيل لجنة مشتركة للتشاور في الاجراءات اللازم اتخاذها لتعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات. كما تسهم في دعم العمل العربي المشترك في نطاق الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة بين البلدان العربية في اطار جامعة الدول العربية ومؤسساتها الاقتصادية.