قوات الاحتلال تقتل طفلين في الضفة والقطاع وقذيفة فلسطينية تخترق دبابة «ميركافا» لأول مرة

TT

قتلت قوات الاحتلال الاسرائيلية طفلين وجرحت طفلا آخر وفلسطينيين احدهما صحافي اصيب برصاص جنود الاحتلال خلال مسيرة تضامنية لمجموعة من الناشطين في لجنة الحماية الدولية مع سكان منطقة المواصي برفح جنوب قطاع غزة. واقتحمت قوات الاحتلال مدرسة شمال الضفة الغربية ونكلت في ناظرها ومدرسيها وطلابها.

وفي سابقة نجح المقاومون الفلسطينيون في قطاع غزة في اطلاق قذيفة آر بي جي على دبابة اسرائيلية واختراقها وجرح اثنين من طاقمها اصابات احدهما خطيرة حسب اعتراف قوات الاحتلال.

واقدمت قوات الاحتلال على قتل الطفل عبد الكريم سلامة، 11 عاما، بينما كان عائدا من مدرسته في الضاحية الشرقية في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية برفقة أمه بعدما ادى امتحان نهاية العام للفصل الأول. واصيب سلامة برصاصة قاتلة في الرأس كما اصيب طفلان آخران بجروح. وفي رواية اخرى فان سلامة قتل عندما اصيب بشظايا قذيفة اطلقتها دبابة اسرائيلية.

واكد شهود عيان ان المنطقة التي وقع فيها الحادث كانت تشهد هدوءا تاما، حيث لم يكن لاطلاق النا اطلاق النار ما يبرره.

وكان طفلة فلسطينية قد قتلت الليلة قبل الماضية في مخيم خان يونس جنوب القطاع جراء اصابتها بعيار ناري في الرأس، بينما كانت تقف امام منزلها. وذكرت مصادر طبية فلسطينية ان حنين أبو ستة، 7 اعوام، قتلت بعد ان اطلق جنود الاحتلال الموجودين في ابراج مستوطنة «نافيه ديكاليم» النار على رأسها. واكد شهود عيان ان المنطقة لم تشهد أي تصعيد امني قبيل اطلاق النار على الطفلة. واستمرارا في حملتها التعسفية التي تستهدف المؤسسات التعليمية الفلسطينية اقتحمت قوات الاحتلال قبل ظهر امس مدرسة بلدة عتيل الاساسية واعتدت على الطلبة والمدرسين، قبل ان تجبر الجميع على اخلاء المدرسة تحت تهديد السلاح.

وذكر عواد بياتش، مدير المدرسة، ان قوة من حرس الحدود اقتحمت المدرسة دون سابق انذار، وطلبت عبر مكبرات الصوت وتحت تهديد السلاح خروج الطلبة والمدرسين من داخل الصفوف، واعتدت بالضرب على عدد من الطلبة ومدرس قبل ان ينهالوا على المدير نفسه بالضرب والركل بالأرجل دون سبب، مما ادى الى اصابته برضوض في مختلف انحاء جسمه. وقامت قوات الاحتلال بملاحقة الطلبة واجبارهم على اخلاء المدرسة قبل اكمال تأدية الامتحانات.

الى ذلك قامت قوات الاحتلال باعتقال احد سائقي سيارات الاجرة في بلدة شويكة شمال طولكرم واقتادته الى جهة غير معلومة. وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت الليلة قبل الماضية مخيم جنين شمال الضفة وشنت حملة اعتقالات طالت سبعة اشخاص.

وفي منطقة المواصي الساحلية غرب مدينة رفح جنوب القطاع، اطلق جنود الاحتلال بشكل عشوائي النار على مظاهرة تضامنية شارك فيها عدد من الناشطين في لجنة الحماية الدولية احتجاجا على عمليات التجريف التي تتعرض لها هذه المناطق الزراعية من قبل قوات الاحتلال، فاصابوا فلسطينيين احدهما يعمل مصورا غير دائم لحساب وكالة «الآسوشييتد برس».

وكان المصور تامر زيار، 20 عاما، قد اصيب بعيار ناري في الرأس بينما كان يقوم بتغطية المظاهرة امام حاجز المواصي القريب من مجمع مستوطنات غوش قطيف.

ورفضت قوات الاحتلال السماح بادخال المساعدات والمواد الغذائية والادوية الى أهالي منطقة المواصي التي حملها النشطاء الاجانب.

وفجرت سفن البحرية الاسرائيلية ظهر امس احد القوارب الصيد الفلسطينية بعد ان اصابته بقذيفة قبالة سواحل غزة.

من جهة ثانية وفيما اعتبرته المصادر العسكرية الاسرائيلية سابقة نجحت قذيفة صاروخية اطلقها مقاومون فلسطينيون فجر امس في اختراق دروع دبابة اسرائيلية من طراز «ميركافا 3»، قرب الشريط الحدودي في رفح.

واعترف الناطق بلسان جيش الاحتلال باصابة جنديين. واعلنت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس» المسؤولية عن العملية واعتبرتها «ردا اوليا» على قيام جيش الاحتلال بقتل الطفلة حنين. واكدت كتائب القسام في بيان لها «استمرار خيار الجهاد والمقاومة» الذي اعتبرته الخيار الوحيد «لاسترجاع الحقوق المغتصبة وردّ الظلم والعدوان عن شعبنا الفلسطيني المجاهد».

من ناحية ثانية ادعى الناطق بلسان جيش الاحتلال في الضفة الغربية انه قد تم احباط محاولة جديدة للتسلل الى مستوطنة كريات اربع شرق مدينة الخليل. وحسب ما صرح به الناطق العسكري الاسرائيلي فان الجنود الذين كانوا يحرسون المستوطنة استطاعوا رصد الفدائي واطلقوا عليه النار، الامر الذي دفعه الى الانسحاب.

في تطور آخر اكدت قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال انه قد تقرر تكثيف وتعزيز الحراسة العسكرية على المستوطنات في الضفة الغربية. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصدر عسكري اسرائيلي كبير قوله ان المؤسسة العسكرية الاسرائيلية تعي الآن ان عناصر الفصائل الفلسطينية سيستهدفون منذ الآن فصاعدا المستوطنات اليهودية. الى ذلك اكد يحئيل دريمي، وهو احد مؤسسي المعهد الديني الذي استهدف في المستوطنة ان جميع من قتل واصيب في العملية هم من الجنود العاملين في الوحدات المختارة في جيش الاحتلال. وفي تصريحات للقناة الاولى في التلفزة الاسرائيلية صباح امس اكد دريمي ان جميع الطلاب في المعهد هم من الجنود.

ويطالب مجلس المستوطنات في الضفة والقطاع في أعقاب العملية المسلحة في عوتنيئيل بالبدء فوراً في بناء جدران الكترونية حول جميع المستوطنات في الضفة. وكان المسؤولون في مستوطنة عوتنيئيل قد طلبوا من الجيش الاسرائيلي مؤخراً، بناء جدار الكتروني واق حولها غير ان ذلك لم يخرج الى حيز التنفيذ. ويشار الى ان المدرسة الدينية في المستوطنة وحدها محاطة بجدار الكتروني يسهل اختراقه كما اتضح في عملية التسلل التي قام بها مسلحون فلسطينيون مساء الجمعة الماضي.

وقالت مصادر في مجلس المستوطنات ان عدم بناء ولو متر واحد من الجدران الالكترونية حول مستوطنات الضفة الغربية وعدم تخصيص الميزانية المطلوبة لتحسين الوسائل الواقية على الرغم من عشرات عمليات التسلل الدموية، يدل على ان الحكومة لا تولي الاهمية المطلوبة لمعضلة عمليات التسلل الى المستوطنات.