النيابة العامة اليمنية تستدعي الأمين العام لحزب الإصلاح لاستجوابه حول ملابسات اغتيال جار الله

منفذ الاغتيال كان ينوي قتل قيادات معارضة أخرى قال إن تصفيتها «عدل»

TT

استدعت النيابة العامة اليمنية مسؤولا في التجمع اليمني للاصلاح المعارض لاستجوابه اثر اغتيال القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني جار الله عمر أول من أمس، حسب ما ذكرته أمس وكالة الانباء اليمنية الرسمية.

وتريد النيابة العامة اليمنية استجواب الامين العام لحزب الاصلاح محمد عبد الله اليدومي حول اسباب رفضه قيام وزارة الداخلية بتولي الامن في القاعة التي عقد فيها حزب الاصلاح مؤتمره واغتيل فيها جار الله بالرصاص.

وقالت الوكالة ان النيابة العامة «تريد معرفة اسباب اصرار العقيد اليدومي على ان يتحمل حزب الاصلاح هذه المسؤولية الامنية».

واصيب جار الله برصاصتين اطلقهما عليه طالب قدم على انه اصولي متطرف من مسدسه، بعدما القى كلمة باسم الحزب الاشتراكي في افتتاح مؤتمر حزب الاصلاح اليمني (معارضة).

ونفى اليدومي أن يكون قد تلقى مذكرة لاستجوابه من طرف النيابة العامة بشأن اغتيال جار الله.

واعلن اليدومي الذي كان يتحدث في الجلسة الثالثة للمؤتمر العام الثالث لحزبه عن استعداده لتلبية اي استدعاء من قبل النيابة العامة للتحقيق معه حول جريمة اغتيال جار الله. بيد انه اتهم مسؤولين حكوميين بالسعي لاستجوابه والترويج لذلك الامر عبر وسائل الاعلام الرسمية.

وفي السياق نفسه، نفى الشيخ عبد المجيد الزنداني، رئيس مجلس الشورى في حزب الاصلاح، ورئيس جامعة الايمان، علاقة هذه الجامعة بعلي جار الله قاتل جار الله عمر.

واعرب الزنداني عن استغرابه لما وصفه بـ«تركيز الاعلام الرسمي على كون القاتل من طلاب جامعة الايمان».

واكد مصدر مأذون في حزب الاصلاح أن هذا الحزب سيلجأ للقضاء «لمواجهة الكذب الذي تروجه وسائل الاعلام الرسمية، التي لم تحترم احكام القوانين المجرمة لاستباق اعلان اي معلومات عن الجريمة، فضلا عن اختلاق معلومات لا اساس لها من الصحة».

وكان جار الله عمر الذي شغل منصب وزير الثقافة سابقا، قد دعا في كلمته قبل اغتياله الى حوار وطني بين مختلف القوى السياسية اليمنية والى رفض «ثقافة العنف» في بلد يتميز بتركيبته القبلية وانتشار السلاح بين سكانه.

وقال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في برقية تعزية لاسرة جار الله ان هذا الاخير «ذهب ضحية للعنف والتطرف والتعبئة الخاطئة والتعصب الاعمى».

واضاف «ان هذا الاعتداء الاجرامي لن يثني شعبنا وقواه الوطنية عن المضي قدما في ترسيخ المسار الديمقراطي». وامر الرئيس اليمني ان يوارى جار الله الثرى في «مقبرة الشهداء» بصنعاء.

الى ذلك، اكدت مصادر قضائية يمنية أمس ان قاتل جار الله اقر بانه كان يعتزم اغتيال العديد من القيادات المعارضة لمخالفتها، حسب اعترافاته، الشريعة الاسلامية. وانه يعتقد ان الاشخاص الذين اراد قتلهم ينتمون الى ما أسماه «الاحزاب العلمانية الكافرة، ولهذا فقتلهم عدل».

وذكرت المصادر ان القاتل اقر اثناء التحقيقات التي تجري معه بانه كان يعتزم قتل القيادي الاشتراكي وعدد من القيادات الحزبية اليمنية ومنهم الامين العام للحزب الوحدوي الناصري عبد الملك المخلافي، والامين العام لحزب البعث قاسم سلام، وانه قام بالتدرب على عمليات الاغتيال منذ شهرين، وكان يصطحب معه عندما عقد العزم على تنفيذ عملية الاغتيال مسدسين واربع حوافظ لطلقات احتياطية.

ونقل عن مدير المعهد اليمني لتنمية الديمقراطية احمد الصوفي، وهو أحد الذين حضروا جلسة استجواب المتهم في منزل الشيخ عبد الله الاحمر امس، تأكيده ان منفذ العملية كان واعيا تماما لما قام به.

وقال الصوفي ان المتهم لا ينتمي لأي تيار، وأنه أراد بعمله الاحتجاج على التقارب بين حزب الاصلاح والحزب الاشتراكي رغم انه لا ينتمي للاصلاح. واكد ان الجاني لا يدرس في جامعة الايمان الاسلامية كما ذكر من قبل.