الأمين العام للجبهة الشعبية المعتقل في أريحا يعتبر نفسه ضحية ضعف السلطة الفلسطينية

TT

اريحا ـ رويترز: صب احمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المحتجز في سجن للسلطة الفلسطينية في اريحا امس، جام غضبه على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقال سعدات ان احتجازه غير قانوني لان المحكمة العليا الفلسطينية قضت بأنه لم يرتكب جريمة ويجب اطلاق سراحه.

وسعدات محتجز تحت اشراف اميركي وبريطاني، بموجب اتفاق توصلت اليه السلطة مع الاسرائيليين عبر الاميركيين، يقضي برفع الحصار عن الرئيس عرفات في مقره في رام الله في مايو (ايار) الماضي، مقابل احتجاز زعيم الجبهة واربعة من رفاقه متهمين باغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي، والعميد فؤاد الشوبكي مدير المشتريات العسكرية في «فتح» الذي تتهمه اسرائيل بالوقوف وراء سفينة السلاح «كارين ايه».

وترفض السلطة الفلسطينية اطلاق سراح سعدات والشوبكي رغم صدور قرار من محكمة العدل العليا بضرورة الافراج عنهما فورا. وتبرر السلطة عدم تنفيذها لقرار المحكمة العليا، بان في الابقاء عليهما في السجن تحت الاشراف الاميركي والبريطاني، حماية لهما.

وفي مقابلة مع وكالة رويترز قال سعدات، 48 عاما، انه يجب ان يكون حرا حسب قرار المحكمة. واضاف انه ما زال تحت الحصار «رغم انهم رفعوا الحصار المفروض على ابو عمار (عرفات)». واضاف ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع عرفات كان صفقة متكاملة. وتابع القول «كنا تذكرة ابو عمار» لرفع الحظر عن تنقلاته. وتساءل عما اذا كان السجناء اصبحوا تذكرة البقاء لعرفات وللسلطة الفلسطينية. وقال «نحن ضحايا ضعف السلطة الفلسطينية».

وتتهم اسرائيل سعدات بأنه هو الذي اصدر امر قتل زئيفي الذي تبنت الجبهة الشعبية مسؤولية تصفيته ردا على اغتيال امينها العام ابو علي مصطفى في هجوم استخدمت فيه صواريخ اطلقتها طائرتا هليكوبتر عليه وهو في مكتبه في مدينة رام الله في اغسطس (اب) 2001.

وقال سعدات ان السلطة الفلسطينية اعتقلته في يناير (كانون الثاني) الماضي لابتزازه كأمين عام للجبهة الشعبية كي يسلم المتورطين في قتل زئيفي.

وردا على تبريرات السلطة عدم تنفيذ قرار المحكمة اطلاق سراح سعدات خوفا على سلامته وحياته، قال سعدات انه لم يطلب الحماية من السلطة الفلسطينية وان بامكانه ان يحمي نفسه. واضاف انه يعتبر قرار فرض الحماية اسوأ من قرار الاعتقال. وتابع القول انه يعتبر نفسه مقاتلا من اجل الحرية. وتساءل مستنكرا «اي قانون فلسطيني هذا الذي يجرم مقاتلا من اجل الحرية لانه يقاوم الاحتلال»؟

وزنزانة سعدات بها تلفزيون ومكيف للهواء. وهو يعيش في ظروف افضل من رفاقه الاخرين في الجبهة الشعبية والمحتجزين في غرفة مزدحمة. ويشرف على السجناء حراس اميركيون وبريطانيون لهم مكتب مكيف الهواء في مواجهة زنزانة سعدات وينامون في مسكن على هيئة عربة متنقلة. وللسجناء حرية الخروج الى فناء صغير يحيط به سور مرتفع وبوابة حديدية ضخمة. وقال سعدات «هذه حدودنا».

وعاصر سعدات الانتفاضة الاولى ضد الاحتلال الاسرائيلي من 1987 حتى 1993 وامضى اجمالا نحو عشر سنوات في السجن الاسرائيلي. وتولى قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في اكتوبر (تشرين الاول) 2001 بعد شهرين من اغتيال ابو علي مصطفى.

ولم يخفف احتجاز سعدات من معارضته لاتفاقات السلام المؤقتة التي وقعها عرفات مع اسرائيل. وقال ان «خريطة الطريق» التي اعدتها اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والأمم المتحدة) لانهاء العنف واقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005 «تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية». واضاف انه لو كان الخيار بين تبني خريطة الطريق ومواصلة الانتفاضة فسوف يختار الثانية. وتابع «اقول للشعب الفلسطيني.. النصر يبعد عنكم ساعة من الصبر فقط».