خبراء الأسلحة يزورون للمرة الثانية شركة هندسية ويفتشون مكاتب الجمارك ومنشأة إلى الشمال من بغداد

حريق في إحدى غرف فندق القناة تسبب في تأخر عمل المفتشين وتوقف خدمة الإنترنت

TT

بدأ مفتشو الامم المتحدة في العراق امس عمليات تفتيش جديدة غداة تسليم السلطات العراقية لائحة تضم أسماء 500 عالم على علاقة ببرامج اسلحة الدمار الشامل العراقية السابقة. وشملت الزيارات امس شركة هندسية وسط بغداد واخرى للالكترونيات الى الشمال من المدينة ومكتبا للجمارك في وسطها.

وفتش فريق مشترك من «انموفيك» والوكالة الدولية للطاقة الذرية مكتبا اداريا للهيئة العامة للجمارك في العاصمة. في الوقت نفسه تفقد فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية شركة العز للالكترونيات في مجمع التاجي الذي يقع على بعد 20 كلم شمال بغداد، وزار فريق من لجنة «انموفيك» مؤسسة سعد في بغداد وهي شركة هندسة وبناء تمت زيارتها في 16 ديسمبر (كانون الاول) الحالي. وتدير هيئة التصنيع العسكري الشركتين كما تدير العديد من شركات الدولة التي تشير تقارير الى انها تقوم بتطوير وانتاج العديد من السلع ذات الاستخدامين المدني والعسكري من الشرائح الالكترونية الى الصواريخ. وقال العميد عبد الستار أحمد رئيس شركة عز للصحافيين ان شركته انتجت الكترونيات خاصة بانظمة اتصالات وأبدى استياءه من عملية التفتيش التي استمرت ساعتين. وأعرب عن دهشته لحضور المفتشين الى شركته، مضيفا انها ليس لها صلة باية برامج نووية. وأضاف ان المفتشين عطلوا عمل الشركة ولم يعثروا على اي شيء.

وتأخر المفتشون عن مباشرة عملهم صباح امس لاكثر من ساعة بسبب حريق صغير نشب في احدى غرف فندق القناة مقر الامم المتحدة في بغداد. وقال مسؤولون في الامم المتحدة ان الحريق «نجم عن تماس كهربائي في احدى الغرف الارضية ولم يتسبب في احداث خسائر كبيرة»، مؤكدين ان المسؤولين يعملون حاليا على اصلاح هذه الاضرار. ويضم فندق القناة حاليا مكاتب اربع مؤسسات تابعة للامم المتحدة هي البرنامج الانساني ولجنة «انموفيك» وقوة المراقبة على الحدود العراقية ـ الكويتية «يونيكوم» وبرنامج الاغذية العالمي.

وقال المتحدث باسم المفتشين الدوليين هيرو يواكي «تمت الاستعانة بسيارات الاطفاء العراقية للسيطرة على الحريق. وتمت السيطرة على الموقف». وقال ان الحريق اندلع في حدود الساعة السابعة صباحا (الرابعة بتوقيت غرينتش) وان الموظفين تمكنوا من العودة الى مكاتبهم بحدود الساعة التاسعة والنصف. ويقع فندق القناة الذي وضعته الحكومة العراقية بتصرف الامم المتحدة بعد انتهاء الحرب العراقية ـ الايرانية عام 1988، شرق العاصمة العراقية وتنطلق منه قوافل فرق التفتيش باتجاه المواقع العراقية. وقال مصدر آخر من داخل الفندق ان «الحريق تسبب في قطع الاتصالات عبر شبكة الانترنت مع العالم وان العمل يجري الآن على اصلاحها، غير ان الاتصالات الهاتفية ما زالت تعمل».

وجاءت عمليات التفتيش امس غداة اعلان يواكي اول من امس ان العراق سلم لجنة «انموفيك» لائحة باسماء 500 من العاملين في مجالات كيماوية وبيولوجية ونووية وصاروخية، كان ملزما بتقديمها في مهلة أقصاها 31 ديسمبر الحالي. وقال المتحدث في بيان ان اللائحة «تتضمن اكثر من 500 اسم عمل اصحابها في مجالات الكيمياء والعلوم الجرثومية والنووية والصواريخ». وبلغ عدد المفتشين حتى أول من امس 105 مفتشين بينهم 99 من «انموفيك». ولتسهيل عملهم زود المفتشون بطائرات هليكوبتر. ووصلت ثلاث طائرات هليكوبتر اضافية الثلاثاء الماضي الى بغداد جوا وجرى تجميعها في مطار صدام الدولي في بغداد، على ما أفاد يواكي، ونقلت الجمعة الماضي الى قاعدة الرشيد الجوية، حيث تجري فرق الامم المتحدة عمليات تحليق تدريبية.

وقام المفتشون بنحو 200 مهمة تفتيشية في شتى انحاء العراق منذ ان استأنفوا عملهم في العراق في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) وزاروا العديد من المواقع اكثر من مرة.