أنقرة تعزز حشودها العسكرية على الحدود العراقية وواشنطن تعلن الاتفاق على هيكل شامل لمساعداتها

TT

سجلت تحركات للجيش التركي في الايام الاخيرة في سيلوبي (جنوب شرقي تركيا) قرب الحدود التركية العراقية في وقت اعرب فيه مسؤول اميركي كبير، أول من أمس، عن ارتياحه لتعاون السلطات التركية بخصوص الازمة العراقية رغم ان تركيا تربط قرارها بشأن المشاركة في حرب محتملة بما سيصدر عن الأمم المتحدة بينما تطالبها واشنطن باصرار بالمشاركة في عملية عسكرية محتملة ضد العراق.

وقد افاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية أمس ان قافلة تضم ما بين ثمانين وتسعين آلية عسكرية تركية وصلت أول من امس الى معسكر يقع على مسافة 5 كيلومترات عن مركز الخابور الحدودي، المعبر الوحيد بين تركيا والعراق، كما وصلت آليات عسكرية اخرى امس الى المنطقة.

واقام الجنود جدارا حول مجمع على الطريق بين سيلوبي والخابور يمكن استخدامه في حال تدفق اللاجئين، حسبما افاد سكان المنطقة.

ورفضت السلطات المحلية ذكر اي تفاصيل حول هذه التحركات العسكرية ولكن السفير التركي الجديد في العراق، عثمان باكسوت، شوهد يعبر الحدود امس متوجها الى بغداد.

ولم تعط تركيا حتى الان رغم الضغوط الاميركية اي وعود صريحة بالمشاركة الى جانب حليفها التقليدي الاميركي في حرب ضد نظام صدام حسين. واعلن زعيم حزب العدالة والتنمية (الحاكم) رجب طيب اردوغان، الاسبوع الماضي، ان تركيا ستنتظر صدور قرارات الأمم المتحدة قبل ان تعلن موقفها بشأن عملية عسكرية ضد العراق، رغم ضغوط واشنطن.

وتخشى تركيا من ان تؤدي حرب ضد العراق الى زعزعة الاستقرار في المنطقة وقيام دولة كردية في شمال العراق، مما سيثير اضطرابات في المنطقة الكردية التركية المحاذية للعراق، كما تخشى انقرة الانعكاسات الاقتصادية لمثل هذه الحرب، في وقت تسعى جاهدة للخروج من ركود اقتصادي خانق.

وكان مسؤولان أميركيان بارزان، هما جون تيلور نائب وزير الخزانة، ومارك جروسمان نائب وزير الخارجية، قد بحثا مع المسؤولين الاتراك تقديم معونة اقتصادية لأنقرة لتعويضها عن اي تكاليف تتكبدها في الحرب ولطمأنة الاسواق وإشاعة الاستقرار في حال نشوب حرب ضد العراق.

وقال تيلور للصحافيين بعد اجتماع مع مسؤولين بوزارة الخارجية التركية «احرزنا تقدما طيبا في بناء هيكل شامل يوفر المرونة والقدرة على التكيف المطلوبتين لتوفير الثقة والامان للاسواق».

وذكر تايلور انه التقى المسؤولين الاتراك لبحث مسألة التعويضات معهم، من دون ان يضيف اي تفاصيل اخرى.

وافاد عدد من الصحف التركية ان انقرة طلبت مساعدة لا تقل عن28 مليار دولار مقابل دعمها للتدخل الاميركي ضد العراق.

وقال مسؤولون اتراك انهم شددوا خلال محادثاتهم مع الوفد الاميركي على المعارضة العامة واسعة النطاق لأي حرب. واضاف المسؤولون ان من المرجح ان تستمر المحادثات عن المساعدة الاميركية وحجم الدعم التركي في يناير (كانون الثاني )المقبل.

والى جانب السعي للحصول على ضمانات لطمأنة المستثمرين القلقين كررت تركيا مطلبا تقدمت به منذ فترة طويلة بان تسقط الولايات المتحدة قروضا عسكرية قيمتها حوالي اربعة مليارات دولار وطمأنة انقرة بألا يحتجز الكونغرس الاميركي اي اموال.