الإعلاميون في صراع على التأشيرات مع السفارة العراقية في عمان

محطات التلفزيون والقنوات الفضائية خاصة العربية تحظى بالأولوية

TT

عمان ـ ا.ف.ب: يتوافد الصحافيون الاجانب بكثرة على عمان حيث يمضون اياما طوالاً في الانتظار بين مقاهي الفنادق الفخمة التي يؤمونها وابواب السفارة العراقية، على امل الحصول على التأشيرة التي ستفتح لهم باب الحدث العراقي. فعمان الواقعة على مسافة 900 كيلومتر من بغداد مركز الحدث الاعلامي الابرز، تعتبر المعبر الاسهل الى العراق برا وكذلك جوا بمعدل ثلاث رحلات اسبوعية.

وقد استعادت العاصمة الاردنية دورها خلال ازمة الخليج (1990 ـ 1991) وباتت تستقطب اعدادا غفيرة من الصحافيين خصوصا الغربيين الذين لا سفارات عراقية في بلادهم، وذلك لتقديم طلب تأشيرة الى السفارة العراقية في عمان. غير ان قرب المسافة الجغرافية الى عاصمة الحدث الاعلامي لا يعني بالضرورة ان الحصول على التأشيرة امر مضمون، اذ ان مشوار الانتظار الطويل غالبا ما يكون من دون جدوى. ويروي صحافي غربي طلب عدم كشف هويته انه انتظر 10 ايام للحصول على تأشيرة واضطر في نهاية الامر الى العودة الى بلاده صفر اليدين. ويقول «كنت اعتقد ان الحصول على التأشيرة من عمان اسهل ولكن يبدو ان لا منطق واضحا في منح التأشيرات».

واوضح الملحق الصحافي في السفارة العراقية في عمان جواد العلي ان وسائل الاعلام الراغبة في ارسال مندوبين الى العراق عليها ان تبعث برسالة خطية الى وزارة الاعلام العراقية، وتمنح السفارة في عمان التأشيرة لدى حصولها على الموافقة من بغداد. واضاف ان السفارة في عمان تمنح يوميا 12 او 13 تأشيرة دخول الى صحافيين اجانب من دون تمييز بين الجنسيات، مشيرا الى ان عدد الصحافيين الموجودين حاليا في العراق بلغ 350 صحافيا. وقد بات الصحافيون الاجانب يستعينون بخدمات «مساعدين صحافيين» من الاردنيين يساعدونهم في تدبير امورهم وتسهيل اتصالاتهم ومنها الحصول على التأشيرة العراقية.

وتروي اردنية كانت اول من اقتحم ميدان هذه «المهنة» الجديدة التي تشهد رواجا في عمان، ان وسائل الاعلام تطلب كما كبيرا من التأشيرات. واضافت ان الصحف تطلب عادة خمس تأشيرات والتلفزيونات 10 بل حتى 15 تأشيرة، والبعض منها قد لا يستخدم التأشيرة بعد الحصول عليها. ورغم نصائحها الى صحافيي حوالي 15 مؤسسة اعلامية تتعامل معها بتقديم طلب التأشيرة في سفارات بلادهم، بات عدد كبير منهم يفضل الانتظار في عمان تحت ضغط مديري تحريرهم. وتقول «يرسلونهم الى عمان ويطلبون منهم ان يتوجهوا الى السفارة ويقوموا بكل الاتصالات الممكنة للحصول على التأشيرة ويلاحقونهم بالاتصالات الهاتفية لمعرفة ما اذا كانوا نجحوا اخيرا في مهمتهم».

وبدورهم، يطارد الصحافيون المتشوقون للحصول اخيرا على تأشيرتهم، الملحق الاعلامي في السفارة العراقية تارة عبر الهاتف وبزيارة مكاتب السفارة والبعض منهم يغضب ويحتد اذا ما نجح زميله في الحصول على التأشيرة التي بات ينام ويصحو على امل الحصول عليها. وتحت ضغط الطلبات، بات على الصحافي الراغب حاليا في التوجه الى العراق ان ينتظر «دوره» وخصوصا ان الكثير من الصحافيين الذين نجحوا في الدخول الى الحدث العراقي يرفضون مغادرتها، ويعمدون الى تمديد صلاحية تأشيراتهم. ومن بين مختلف وسائل الاعلام، يبدو ان المحطات التلفزيونية هي صاحبة الحظ الاوفر في الحصول على التأشيرات.

وتتحدث «المساعدة الصحافية» عن وجود «حصة» من التأشيرات بحسب نوع الوسيلة الاعلامية، تحتكر المحطات التلفزيونية القسم الاكبر منها، خصوصا مع ظهور الفضائيات العربية. وتؤكد هذه المساعدة الصحافية التي تفضل عدم ذكر اسمها ان الصحافي الذي يعمل لحساب مؤسسة اعلامية عربية او الذي يحمل اسما عربيا هو اوفر حظا من غيره في الحصول على تأشيرة دخول. الا ان هذا ليس قاعدة. فقد قام احد الصحافيين العرب الذي يعمل لحساب مؤسسة اعلامية غربية كبيرة بـ«جولات مكوكية" في الشهرين الماضيين بين مركز عمله وعمان على امل الحصول على التأشيرة من دون جدوى. وبعد ان مل الانتظار، حزم حقائبه وعاد ادراجه مفضلا ان يتابع الحدث العراقي من قطر التي تستضيف قاعدة القوات الاميركية. وفي الانتظار، ليس امام هؤلاء المراسلين سوى ان يعدوا تقارير عن العراق من عمان او ان يجروا بعض التحقيقات عن الحدث الاردني الاقل جاذبية بكثير مقارنة بما يحدث لدى الجار العراقي.