صفير يأمل أن يخرج اللبنانييون من «الوصاية» ويعتبر أنهم في محنة مستمرة منذ 27 سنة

TT

لاحظ البطريرك الماروني نصر الله صفير ان اللبنانيين «في محنة مستمرة منذ 27 سنة، تارة بالمدفع والقذيفة، وتارة اخرى بغير ذلك». واكد لوفود زارته امس، مهنئة بالاعياد «اننا نريد ان نعيش في وطن حر سيد ومستقل»، آملاً «ان نبلغ يوماً نخرج فيه عن الوصاية».

الى ذلك، اكدت اوساط مقربة من بكركي (مقر البطريركية المارونية) لـ «الشرق الاوسط» ان البطريرك صفير متمسك بابقاء المطران يوسف بشارة على رأس «لقاء قرنة شهوان» (التجمع السياسي المسيحي المعارض)، معربة في الوقت نفسه عن اعتقادها بانه «مستعد لاعادة النظر بوجود لقاء قرنة شهوان ورعايته له اذا ما تم توسيع هذا «اللقاء» في اتجاه الشارع الاسلامي.

وعزت هذه المصادر تمسك صفير بوجود المطران بشارة على رأس «قرنة شهوان»، رغم الفتور الذي لحق بعلاقته مع رئيس الجمهورية اميل لحود جراء ذلك الى قراءته التطورات المقبلة على المنطقة وخصوصاً المسألة العراقية... والحاجة لان يبقى هذا اللقاء تحت سقف بكركي كاطار سياسي صالح لترجمة توجهاتها السياسية في مرحلة التحولات المقبلة. وتضيف المصادر ان بكركي باتت تشعر بأن السلطة تريد الغاء تجمع «لقاء قرنة شهوان» كحالة وسيطة تمتص الصدمات السياسية. وهذا الالغاء ليس ايجابياً بنظر بكركي لانه قد يضعها وجهاً لوجه مع الكثير من القضايا التي تفضل ان يتناولها السياسيون، ولانه قد يشكل بداية التعرض المباشر لها من قبل السلطة وبعض حلفاء سورية.

وتعتقد المصادر ان البطريرك صفير لا يزال يعتبر ان ترؤس المطران بشارة لـ «اللقاء» يؤدي الى عدم حصول خلافات داخلية بين اعضائه من جهة، ويسهم من جهة ثانية في ابقائه كجسم سياسي يعبر عن افكار البطريركية المارونية وطروحاتها.

وتضيف المصادر المقربة من بكركي ان صفير عبر في مجالسه الضيقة عن هذه المواقف الثابتة من موضوع وجود المطران بشارة على رأس «لقاء قرنة شهوان»، وهو (صفير) اوصل رسائل واضحة الى كل الذين راجعوه في هذه المسألة التي اخذت جزءاً هاماً من التداول بفعل مطالبة الكثير من القوى السياسية بكركي (مقر البطريركية المارونية) بان ترفع الغطاء عن «قرنة شهوان».

وتنقل المصادر عن صفير انه «اذا ما تشكلت تجمعات سياسية (غير طائفية) وعلى سبيل المثال «الكتلة الدستورية» (تشكلت في فجر الاستقلال وكان ابرز رموزها اول رئيس استقلالي بشارة الخوري واول رئيس وزارة لحكومة الاستقلال رياض الصلح)، فلا مانع من ان ينفتح لقاء قرنة شهوان على اية صيغة تؤمن التواصل مع المسلمين، اما ان يطلب فرط هذا اللقاء (قرنة شهوان) من دون ايجاد بديل فهذا امر ليس بالمفيد لأي طرف».

من ناحية ثانية، دعا صفير، في العظة التي القاها بعد قداس الاحد امس، الى «ان يُنْظَر بعين الرحمة الى الذين يعانون من ظلم الحياة من مثل العمال والطبقة المعدمة في المجتمع».

ولدى استقبال البطريرك صفير، بعد القداس، وفوداً شعبية زارته مهنئة بالاعياد وبينها وفد من مصلحة الطلاب في حزب «القوات اللبنانية» (المحظورة)، قال: «لسنا نحن من الذين يحبون ان يجلدوا انفسهم، ولكن نحن نؤمن بان الالم هو خير مدرسة لكي يقوي الانسان على غرائزه واهوائه ويصمد. نحن في محنة وهي مستمرة منذ 27 سنة تأخذ اشكالاً مختلفة تارة بالمدفع والقذيفة وتارة اخرى بغير ذلك. ونحن قلنا اننا معكم نريد ان نعيش في وطن حر سيد ومستقل، ومن بلغ 27 سنة من حياته يجب ان يكون قد خرج عن الوصاية. ولذلك نحن نأمل ان نبلغ يوماً نخرج فيه عن الوصاية».