كينيا: كيباكي السياسي الثري وزعيم المعارضة يفوز برئاسة البلاد في انتخابات ديمقراطية

TT

حققت المعارضة الكينية امس خطوة اساسية في مسار تكريس التداول السلمي على السلطة في افريقيا بفوزها برئاسة البلاد بعد 39 عاما من سلطة الحزب الحاكم للرئيس دانيال آراب موي. وخلافا لما حصل في انتخابات عامي 1992 و1997 لم يسجل المشرفون عليها وقوع الكثير من اعمال العنف. وفي نيروبي اعلن رئيس لجنة الانتخابات امس ان زعيم المعارضة مواي كيباكي ورئيس «التحالف الوطني» (قوس قزح) او المعروف (بائتلاف رينبو الوطني) فاز في انتخابات الرئاسة التي اجريت في البلاد الجمعة الماضي، وانتخب رئيسا جديدا لكينيا.

وقال متحدث باسم اللجنة لرويترز ان حزب «ائتلاف رينبو الوطني» فاز ايضا في الانتخابات البرلمانية، منهيا بذلك حكم حزب «الاتحاد الوطني الكيني الافريقي»، الذي استمر 40 عاما تقريبا.

وتعهد كيباكي الرئيس، المرتقب اداؤه اليمين الدستورية اليوم في نيروبي، باحداث تغييرات في حياة البلاد. ووعد بالقضاء على الفساد الذي تقول المعارضة انه آفة الحكم الذي امتد 24 عاما للرئيس الحالي اراب موي، لكن نقاد يثيرون الشكوك حول قدرة الرجل، 71 عاما، على اعطاء البلاد بداية جديدة.

ووضع الكينيون الذين يتوقون للفكاك من اسر الفقر والجريمة والفساد ثقتهم بصورة حاسمة في كيباكي خلال انتخابات الجمعة الماضي. وشهدت هذه الانتخابات تنافسا قويا بينه وبين اوهورو كينياتا نجل مؤسس كينيا ومرشح حزب السلطة «الاتحاد الوطني الكيني الافريقي»، اذ فرض موي على الحزب الحاكم ترشيح كينياتا، 42 عاما، الذي لا يتمتع بخبرة سياسية واسعة، لانتخابات الرئاسة.

وادى هذا الخيار الى انشقاقات داخلية في الحزب ادت الى اختيار الكثيرين من كبار مسؤوليه الانتقال الى صفوف المعارضة والمشاركة في تشكيل «الائتلاف الوطني» (قوس قزح).

ومع سيطرة الحزب الفائز على البرلمان ستشهد كينيا اول عملية تناوب سياسية في تاريخها الحديث، اذ ان «الاتحاد الوطني الافريقي الكيني» يحكم البلاد منذ استقلال كينيا المستعمرة البريطانية السابقة عام 1963.

واكد موي اول من امس انه مستعد لتسليم السلطة الى كيباكي في حال انتخابه وطلب من الجيش احترام خيار الشعب الكيني. ويعتبر كيباكي من مخضرمي الحياة السياسية في كينيا وقد خسر الانتخابات الرئاسية مرتين في السابق. وخدم الحكم الحالي على مدى 25 عاما قبل الانتقال الى المعارضة عام 1991 مع اعتماد التعددية الحزبية.

وفي مؤشر الى رفض نظام الحكم الحالي خسر نائب الرئيس موساليا مودافادي وتسعة وزراء مقاعدهم في البرلمان. وقد ترشح غالبية الوزراء الـ28 في الحكومة للانتخابات التشريعية، لكن لم تعرف بعد نتائج الاخرين.

واعتبر رئيس بعثة مراقبي الاتحاد الاوروبي للانتخابات الكينية انديرز ويكمان اول من امس ان هذه الانتخابات تعكس «صورة ايجابية»، مستندا في تقديره الى معلومات تتعلق بنصف مكاتب الاقتراع تقريبا. واعتبر المدير العام لمكتب الامم المتحدة في نيروبي ان هذه الانتخابات «شكلت انتصارا للديمقراطية».

ويتساءل المراقبون بعد فوز كيباكي عما اذا كان تشكيل الحكومة الجديدة سيفجر صراعات داخلية كبيرة في حزبه، الذي لا يكاد يجمع بين كثير من اعضائه سوى الرغبة في التخلص من الحزب الحاكم.

واثناء حادث سيارة اوائل ديسمبر (كانون الاول) الجاري اصيب كيباكي بكسر في ذراعه وخلع في كاحله وجرح في الرقبة مما حد من مشاركته في الحملة الانتخابية قبيل التصويت.

والرئيس الجديد لكينيا متزوج وله اربعة ابناء وله استثمارات في الفنادق والتأمين والزراعة. ومن المعتقد انه واحد من اغنى السياسيين في البلاد ويمكن رؤيته بانتظام يلعب الغولف او يحتسي المشروبات في احد اندية نيروبي الفاخرة.