الاتحاد الأوروبي: الوضع في دول يوغوسلافيا السابقة قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار

TT

قالت مصادر مطلعة امس في بروكسل ان بعثة الاتحاد الاوروبي الى يوغوسلافيا السابقة قد أعدت تقريرا سوف يصدره الاتحاد في وقت لاحق يتمضن الاعراب عن الشعور بالقلق والتخوف من تجدد الصراعات العرقية في دول يوغوسلافيا السابقة. وهو الامر الذي من شأنه ان يهدد الاستقرار والامن في اوروبا لاحقا.

وتناولت تقارير صحافية امس ما جاء في تقرير بعثة الاتحاد الاوروبي الى يوغوسلافيا السابقة، اذ اشارت الى انه يتضمن التركيز على تحذير دول اوروبا من خطر عودة الصراع المسلح على نطاق واسع من جديد في بعض مناطق يوغوسلافيا السابقة بسبب التوتر العرقي الذي ما زال موجودا وتزايد خلال الفترة الماضية. وهو الامر الذي من شأنه ان يزيد من التحديات التي سوف يواجهها الاتحاد الاوروبي الذي سوف تنتقل اليه مهمة الشرطة الدولية في البوسنة مع بداية العام الجديد. وألمح التقرير الى ان ذلك يمثل تحديا كبيرا، اذ من المطلوب ضبط الامن في بلد تتزايد فيه اعمال العنف لأسباب دينية وعرقية، مشيرا في الوقت نفسه الى ان السلطات المحلية لم تقم بالدور المطلوب منها على اكمل وجه للحد من هذه الظاهرة التي يمكن ان تهدد اتفاقية دايتون للسلام في البوسنة والمنطقة، والتي لم يمض عليها سوى سبعة اعوام فقط.

وتضمن التقرير اشارة الى حوادث العنف بسبب عوامل عرقية وطائفية، اذ تم تسجيل 154 حادثا دمويا خلال عام 2002 في البوسنة لقي فيه 163 شخصا مصرعهم، وكذلك وقعت حوادث مماثلة في صربيا وكوسوفو والجبل الاسود وكرواتيا، وان شهر ديسمبر (كانون الاول) الجاري قد شهد 78 حادث تفجير سيارات الى حرق منازل. ووضع عبوات ناسفة في المحلات التجارية والمدارس والمساجد والكنائس. وراح ضحية تلك الحوادث ما يقرب من مائة شخص.

وانتقدت بعثة الاتحاد الاوروبي خلال تقريرها القيادة السياسية للاتحاد ووصفها بأنها مترددة في تعاملها مع مشكلات يوغوسلافيا السابقة التي تحدث في الوقت الراهن وان القيادة السياسية للاتحاد الاوروبي لم تمارس بشكل تام أساليب الضغط السياسية والاقتصادية الجادة على الزعماء السياسيين المحليين في جمهوريات يوغوسلافيا السابقة لكي تجبرهم على احترام التعهدات الموجودة في اتفاقية دايتون ومنها احترام حقوق الانسان وارساء حياة ديمقراطية. ووصف التقرير الوضع الحالي في منطقة يوغوسلافيا السابقة والتي يطلق عليها منطقة «غرب البلقان» بقوله «انها تواجه حالة اللاحرب واللاسلم، والمنطقة عبارة عن قنبلة موقوتة قد تنفجر في اي وقت».