جبهة بوش الجديدة: حرب أخلاقية

TT

* يقول ليونيل بيكر في مجلة «ايكونومست» البريطانية ان أميركا تحب الحروب الأخلاقية، وطالما اسرتها محاولات ومحاولات لمنع الخمور او جعل التجارة متحلية بالأمانة او ممارسة ديمقراطية شعبية حقيقية.

ويقطع الكاتب أن رئيس بوش المفضل هو الأميركي روزفلت الذي قاد ما عرف بثورة عصر الاصلاح ضد بارونات السرقة وشرع لذلك قانونا اسماه «القانون الأمني». ليجيء الكونغرس الأميركي ويجيز، تماشيا مع خط بوش، في صيف 2002، قانون ساربانز ـ اوكسلي الذي يعتبر اهم تحول في القوانين الأمنية منذ الثلاثينات.

ويتوقع ليونيل بيكر ان يكون عام 2003 هو عام حرب استعادة النقاء والتطهر ووضع ذلك القانون قيد التطبيق.

يشار هنا الى ان شعار «النقاء الجديد» او «التطهرية الجديدة» قد علا صوته في اعقاب الفضائح المالية الاخيرة في أميركا عام 2002، فالتحق به شعار آخر يدعو الى «تنظيف الرأسمالية الأميركية». وبالفعل انخرطت شركات كبرى طوال عام 2002، منها سيتي جروب، وجولدمان ساشي، وستانلي مورغان، في توجهات تقترب من صفة الميثاق، وحددت لنفسها ثلاثة اهداف هي:

1 ـ ايقاف ادمان المتاجرة بالاسهم التي بلا قيمة.

2 ـ تسخين العروض العامة المبدئية.

3 ـ الموافقة على المهمة غير السهلة بفصل الاستثمار البنكي المربح عن بحوث سوق الاسهم الملكفة.

ويثير الكاتب نقطة اخرى ذات صلة بالمصداقية، وتجاوب الكبار في ادارة بوش ويسجل ان بوش نفسه خريج مدرسة تجارة وقد ملأ ادارته بتنفيذيين كبار من اصحاب الملايين فهل سيغير هؤلاء سلوكهم؟ وهل سيشهد العام المقبل ما شهده عام 2002 من اقتياد تنفيذيين الى الاعتقال امام كاميرات الاعلام؟

يرشح الكاتب هنا ان يشهد عام 2003 محاكمة تنفيذي بشركة انرون فيما يواجه اثنان آخران قضاة حاسمين في عداد العدائيين.

ويبدو ان صحافة واشنطن ستدخل العام الجديد متحفزة لاكتشاف فضائح من شاكلة انرون فيما سينشغل نفر منها بلا جدال بلمفات مرشحي الرئاسة، والمتوقع ان تكون كل الفرص امامها متاحة في بلد يلعب المال الدور الاساسي في دورة الحياة ونشاطها.

في اتجاه آخر يثير لورين علي وجولي سيلفو قضية اخرى ذات صلة بالتطهرية، ويقولان: ثورة جنسية آخذة في الاندلاع بأميركا، واذا زرت اليوم أي مدرسة ثانوية أميركية فستجد على الارجح طلابا قرروا البقاء عذارى حتى الزواج لتشكل هذه الموجة الجديدة من الشباب اليافعين الرافضين لروحية الجنس المتحررة، التي اتسم بها جيل آبائهم، ثقافة جديدة مضادة للتيار السائد في وسائل الاعلام. ان الطريف في الامر ان الرئيس بوش يتجه الى مضاعفة الانفاق على العفة عام 2003 من 60 مليون دولار كانت تصرف عام 1998 الى 135 مليون دولار ليفي بوعده الانتخابي الذي قطعه بأن ينفق على العفة بمقدار الانفاق على برامج تنظيم الأسرة للشباب.

قضية خلافية. مثل التطهرية، ساكنة حتى النخاع في خلايا الحضارة الغربية، ولذلك فمهمة بوش تجاهها ربما لا تكون بالسهولة التي يتصورها، دعك عن حملات البعض ضده والى حد وصفه بالاصولية. ولكن، ومع ذلك، فالمحللون لشخصية بوش يقولون انه سيمضي بسياسته تجاه الجنس بكل تبعاتها وأيا كان تحدياتها، وربما يختار العام الجديد كما وعد عاملا لتحقيق اكبر نتائج منها لأنه، وكما يقول منافحو هذه السياسة، سيتفرغ في عام 2004 لحملته الرئاسية.