لندن: خطة لعزل أحياء كاملة في حال هجوم كيماوي إرهابي

TT

كُشف امس ان وزارة الدفاع البريطانية قامت بتشكيل قوة أمنية خاصة ستتكفل بمواجهة أي حالة طوارئ «ارهابية». وتستعد السلطات البريطانية لتعديل قوانين مكافحة الارهاب المعمول بها في البلاد، وذلك بهدف اعطاء قوات الأمن صلاحيات تخولها اخلاء او عزل احياء كاملة من لندن او مدن اخرى في حال التعرض لهجوم كيماوي او بيولوجي. وستشهد قريباً العاصمة اجراء أول تدريب في نوعه لاختيار قدرة الاجهزة المعنية في لندن، التي تم صقلها وتعزيزها، على مواجهة هجوم بيولوجي.

وجاء في تقرير نشرته امس صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية ان الهيكل التشريعي للاجراءات الجديدة هو حالياً قيد الاعداد وسيصار الى نشره قريباً تحت عنوان قانون «طوارئ مدنية». وسيسمح القانون الجديد للشرطة والجيش بضرب «طوق صحي» حول المناطق التي يستهدفها هجوم بالاسلحة البيولوجية، وذلك لمنع السكان من مغادرتها ونشر الاوبئة. ونقلت الصحيفة عن ناطق باسم الحكومة البريطانية قوله ان «ضرب طوق صحي ومنع الناس من عبوره، دخولا او خروجا، يطرح مشكلات قانونية». وتابع انه «ينبغي تشديد القانون في هذا المجال، وهذا قيد الدرس حاليا». وافادت تسريبات نشرتها الصحيفة ذاتها ان القانون الجديد سيعرض على البرلمان مطلع العام المقبل. واكدت مصادر رسمية ذات صلة ان الخطط الحالية ستؤدي الى تطوير قوانين الطوارئ المدنية المطبقة حالياً والتي تعود الى عامي 1948 و1986، وجعلها ملائمة للقرن الواحد والعشرين. الى ذلك، نسبت الصحيفة الى مصادر في وزارة الدفاع البريطانية تأكيدها انشاء قوة مؤلفة من 7000 عنصر للتعاطي مع حالات الطوارئ المدنية هذه. واضافت ان هذه القوة التي تلقى أفرادها تدريباً خاصاً مناسباً ستوزع في العام التالي على 14 منطقة في انحاء بريطانيا للتصدي الى أي اعتداء محتمل. وينص السيناريو الذي عرضته الصحيفة على نشر وحدات تابعة لهذه القوة، في محطات القطارات وعند مفارق الطرقات لمواجهة أي مظاهر هلع او موجات نهب محتملة اثر تعرض المنطقة الى هجوم بقنابل قذرة او بأسلحة بيولوجية او كيماوية. واوضحت الصحيفة انه «سيتم تطويق المناطق الخطيرة من قبل عناصر تلقوا تلقيحاً (ضد المواد التي قد تستعمل في الهجوم)، ومجهزين ببزات مضادة للأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية، وسيكون عددهم كافيا لتجنب اللجوء الى قوة قصوى».

وذكرت انه من المقرر اجراء تدريب على انذار يتضمن هجوما وهميا بالاسلحة البيولوجية في يناير (كانون الثاني) المقبل لاختبار قدرة لندن على مواجهة هجوم ارهابي كبير. ويشار الى ان بنية قيادة الاجهزة المعنية بالتحرك لتطويق آثار الهجوم المحتمل قد خضعت للتعديل، الامر الذي يعني ان التدريب الوشيك سيكون مناسبة أولى لتقدير فاعليتها في الرد السريع على ضربة ارهابية.

وفي هذه الاثناء، يبدو ان سلسلة من الاجراءات الاحتياطية الاخرى قد اتخذت. فعدا تشكيل القوة الخاصة والتعديلات القانونية، تواصل الحكومة تخزين لقاحات مضادة للمواد التي قد يلجأ الارهابيون اليها في هجومهم المفترض. وذُكر ان المخزونات البريطانية من لقاح مضاد للجدري قد بلغت 60 مليون جرعة، مما يعني ان لدى البلاد ما يكفي لتحصين جميع مواطنيها ضد هذا المرض.