اليمن: اعترافات قاتل جار الله عمر تكشف مخطط اغتيالات لسياسيين معارضين ومجمعا سكنيا لطائفة البهرة

المحققون: كان يمكن تفادي مقتل الأميركيين لو سلم «الإصلاح» شريط اعترافات القاتل مبكرا

TT

اعترف منفذ عملية اغتيال جار الله عمر الامين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني المعارض بأنه خطط مع منفذ الاعتداء على الاطباء الاميركيين في مدينة جبلة في محافظة اب منذ مدة طويلة للقيام باغتيالات ضد من وصفهم بـ«العلمانيين والمبشرين والباطنية».

وقال الاصولي علي احمد جار الله انه قد تولى المسؤولية في التخلص من القيادات العلمانية ووضع قائمة اغتيالات لقادة احزاب من احزاب المعارضة اليمنية وصحافيين وسياسيين، بينما تكفل عابد عبد الرزاق الكامل الذي قتل الاطباء الاميركيين الثلاثة بعملية جبلة ضد الاجانب.

وقالت صحيفة «26 سبتمبر» الناطقة باسم القوات المسلحة اليمنية امس ان المتهمين في عمليتي الاعتداء على جار الله عمر والاطباء الاميركيين قد زارا مدينة جبلة عدة مرات بغرض التخطيط للعملية وطريقة تنفيذها. وكشف ان عملية ثالثة قد خطط لها عبر مشاركة شخص ثالث وكانت تستهدف مجمعا سكنيا يقع في منطقة حدة في صنعاء، ويعرف هذا المجمع بـ«الفيض الحاتمي» وتقطنه مجموعة من الطلاب والزوار الذين ينتمون الى طائفة البهرة. وذكرت المصادر ان اجهزة الامن القت القبض على من كان سيكلف مهمة الهجوم على المجمع السكني، فضلا عن عناصر اخرى وردت اسماؤها في التحقيقات التي اجرتها الاجهزة الامنية.

واشارت الى ان العناصر المقبوض عليها كانت على صلة بعلي جار الله وعابد الكامل والتي تخضع في الوقت الراهن للتحقيق من اجهزة الامن اليمنية. واعترف علي جار الله بأنه اعد مجموعة من الاشرطة وأودعها لدى شخص يدرس بجامعة الايمان، وانه كلف هذا الشخص توزيع الاشرطة على اشخاص حددهم بالاسم، وقد كلفهم القيام باغتيالات وانجازات لمهام «جهادية» داخل البلاد. وانتقدت مصادر مقربة من المحققين تأخر تسلم شريط الفيديو الذي تم تسجيله مع علي جار الله الى السلطات من قبل بعض القيادات في حزب «الاصلاح» اثناء احتجازه في منزل رئيس البرلمان الشيخ عبد الله الاحمر عقب وقوع جريمة الاغتيال، وان الشريط لم يسلم الى اجهزة الامن الا اول من امس، وقالت لو ان الشريط تم تسليمه يوم اغتيال القيادي الاشتراكي لكان قد تم تفادي واقعة الاعتداء على الاطباء الاميركيين في جبلة، حيث لمح الى ان شيئا ما يتوقع حدوثه في مدينة جبلة. وقد ابدى في الشريط تذمره من عمل الاجانب وفوز العلمانيين، ويعني بذلك الحزب الاشتراكي بالدائرة الانتخابية البرلمانية في مدينة جبلة.

واضافت المصادر انه لو تسلمت اجهزة الامن شريط الفيديو لكان بالامكان استكشاف النيات التي كان يضمرها ذلك الجاني او الاستدلال على عناصر اخرى متورطة في واقعة جبلة. وذكرت ان علي جار الله افاد في التحقيق لأجهزة الامن بعد ان تسلمته السلطات من قيادة الاصلاح ان اغتيال القائد الاشتراكي هو عمل فردي وانه يأتي لقناعته بأن جار الله عمر كان علمانيا، وانه دعا الى عدم تطبيق الشريعة الاسلامية، فضلا عن انه كان يستهدف قيادات حزبية اخرى مثل عبد الملك المخلافي، الامين العام للوحدوي الشعبي الناصري، وقاسم سلام زعيم البعث القومي في اليمن.