التحقيق حول آثار جديدة لمتفجرات عثر عليها في خزانة الجزائري حامل الأمتعة بمطار رواسي

TT

بعد توجيه اتهامات رسمية لحامل الامتعة الجزائري ـ الفرنسي عبد الرزاق بصغير، الذي القي عليه القبض السبت الماضي في مرآب مطار رواسي ـ شارل ديغول القريب من باريس، بمخالفة قانون الاسلحة والمتفجرات والانتماء الى عصابة ذات غرض ارهابي، يبدو ان اوساط التحقيق تركز اهتمامها على البحث عن «عناصر مادية» تثبت هذه التهم وتبعد نهائيا ادعاءات بصغير بانه وقع ضحية «مؤامرة» حاكتها له عائلة زوجته التي ماتت احتراقا العام الماضي.

وكشفت اوساط التحقيق عن العثور على اثار مواد متفجرة على المقعد الخلفي لسيارة حامل الامتعة التي عثر في صندوقها على الاسلحة والمتفجرات. وافادت هذه المصادر ان البحوث التي اجريت في المختبرت اظهرت اثار المواد المتفجرة. وبعكس ما قالته صحيفة «لو باريزيان» في طبعتها ليوم امس من ان البحث المخبري اثبت كذلك وجود اثار مواد متفجرة في الخزانة الخاصة بعبد الرزاق بصغير، في مكان عمله في مطار رواسي، فان اوساط التحقيق قالت امس ان احد الكلاب البوليسية المتخصصة بالبحث عن المتفجرات «توقف» امام هذه الخزانة.

واذا ثبت وبشكل علمي، ان ثمة اثار مواد متفجرة على خزانة عامل المطار، فان كل روايته عن «المؤامرة» سوف تنهار بشكل نهائي. ويعني ذلك ان ما يقوله حول وضع الاسلحة والمتفجرات في صندوق سيارته للايقاع به محض اختلاق، ويعني خصوصا ان هذه الاسلحة والمتفجرات وصلت اليه من احدى الطائرات المسموح له الوصول اليها بحكم عمله ثم قام بنقلها الى سيارته رغم التدابير والاجراءات الامنية المشددة المعمول بها في مطار باريس، رواسي (شمال العاصمة) وأورلي (جنوبها).

وما زالت اوساط التحقيق تلزم الحذر ازاء كل هذه القضية، رغم انها تميل، الان، الى فرضية علاقة عبد الرزاق بصغير بمشروع ارهابي او اجرامي من نوع اخر.

وكان قاضي التحقيق قد امر بتوقيف عبد الرزاق بصغير وعمه، الذي وصل قبل اسابيع الى فرنسا بطريقة غير شرعية، على ذمة التحقيق.

غير ان شخصية الشاهد الذي لم تعرف هويته الكاملة والمسمى مارسيل ام، على حد ما قالته «لو باريزيان» ما زالت موضع تساؤل رغم اخلاء سبيله بعد توقيفه مدة 24 ساعة. فهذا الرجل وهو عسكري سابق خدم في «الفرقة الاجنبية» الفرنسية، سبق وحكم عليه عدة مرات لاعمال لصوصية وانتهاك قانون حيازة الاسلحة. كذلك فإنه يسكن قرية قريبة من مكان سكن عبد الرزاق بصغير. غير ان المحققين لم يستطيعوا اثبات علاقته بعائلة زوجة الموظف في مطار رواسي، وهو ما تدعيه اخت عبد الرزاق بصغير التي تؤكد ان الغرض من كل هذه المسرحية هو تجريد اخيها من حق رعاية طفله البالغ من العمر عاما واحدا.

لكن عائلة زوجة عبد الرزاق بصغير المتوفاة كلفت احد المحامين برفع دعوى قدح وذم، وهي تنفي الادعاءات المساقة ضدها.

وفي أي حال، فإن هذه القصة تشكل مصدر ارباك، إن للقضاء الفرنسي من جهة او لاجهزة الامن جهة اخرى، ذلك انه يتوجب على القضاء ان يوضح «مناطق الظل» التي ما زالت قائمة، وان يكشف العلاقات «الخفية» لهذا الموظف الذي يشهد له زملاؤه ورؤساؤه بحسن السيرة وابتعاده عن التطرف.

اما بالنسبة لاجهزة امن المطار، فعليها ان تعيد النظر في تدابيرها الامنية، وان تعثر على «الفجوة» التي اتاحت لعبد الرزاق بصغير استغلالها لنقل اسلحة ومتفجرات في المناطق المحظورة في المطار الى سيارته، وان تبحث خصوصا عن «شركاء»» محتملين له في هذا «المشروع الارهابي».