الإسلاميون يصعدون ضد الحكومة الكويتية في قضية تعديل المناهج التربوية

TT

عادت قضية تعديل المناهج التربوية في الكويت لتثير تساؤلات في الاوساط السياسية المعارضة التي تخشى ان يكون عمل اللجان الفنية التي تراجع المناهج خاضعاً لـ«توجيهات» و«ايماءات» خارجية.

وكان عضو مجلس الأمة الكويتي الدكتور وليد الطبطبائي قد وجه سؤالاً الى وزير التعليم العالي الدكتور مساعد الهارون حول «معلومات ووثائق عن عمل لجان فنية في وزارة التربية كلفت بمراجعة وتحليل منهجي اللغة العربية والشريعة الاسلامية، وتداولت خلال عملها نماذج معدة تتضمن رصداً لمصطلحات ومعان مثل «الجهاد» و«محاربة اليهود» وغيرهما، يفهم منه ان لها حساسية معينة ـ في نظر الوزارة ـ وان النية تتجه الى تغيير المناهج واستبعاد او تخفيف ورود هذه الافكار والمصطلحات».

وبعد ان طلب الطبطبائي تزويده صوراً عن قرار تشكيل هذه اللجان وأسماء الاعضاء والاشخاص الذين حددوا المصطلحات المطلوب رصدها، تساءل عن الدافع لتشكيل هذه اللجان، وسبب اختيار منهجي اللغة العربية والتربية الاسلامية من دون باقي المناهج، ومدى ارتباط هذا القرار بأحداث 11 سبتمبر (أيلول)، وما اذا كانت الوزارة او الحكومة تلقت توجيهات او نصائح او ايماءات من جهات خارجية للبدء بتعديل المناهج.

وتساءل الطبطبائي «ما اذا كان أوحي الى اللجان المذكورة بأن تعدل المناهج على نحو يجعل التطبيع مع الكيان الصيوني اكثر قبولاً، واذا ما سيستمر منهجا التربية الاسلامية واللغة العربية بعد ان تفرغ اللجان المختصة في تعديلهما في اعتبار الجهاد المسلح ضد الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين مشروعاً ومباركاً، وانه على الكويتيين، أفراداً وهيئات، دعم هذا الجهاد مادياً ومعنوياً. واختتم الطبطبائي بسؤال الوزير «ما إذا كان قد طلب رأي وزارة الأوقاف وكلية الشريعة في التعديلات التي تنوي هذه اللجان ادخالها على منهجي اللغة العربية والتربية الاسلامية».

وكانت وزارة التربية قد أوضحت ان اللجان المختصة بهذا الامر هي لجان محض فنية وغير خاضعة لاعتبارات سياسية او ضغوط خارجية، كما اكدت ايضاً عدم وجود اي اعتبارات سياسية وراء استبعاد اي شخص من عضويتها. الا ان هذه التوضيحات والتطمينات لم تخفف من نغمة المعارضين الاسلاميين الذين صعدوا هجومهم على الحكومة وأكدوا حصولهم على وثائق لمحاضر اجتماعات اللجان المختصة تؤكد توجه الوزارة نحو حذف بعض المصطلحات كـ«الجهاد» والاستعاضة عنها بكلمة «التضحية».

واتهم عضو التكتل الاسلامي النائب محمد البصيري التيار الليبرالي بالوقوف وراء هذه الحملة بهدف مسخ التيار الاسلامي، مشيراً الى ان حذف المصطلحات او تعديلها لن يقتصر فقط على منهجي اللغة العربية والتربية الاسلامية بل سيشمل التاريخ والجغرافيا ايضاً.