أصوليان فلسطيني وعراقي رحلا من لندن إلى غامبيا انتهيا في غوانتانامو مع سجناء «القاعدة»

TT

علمت «الشرق الأوسط» ان اصوليين احدهما فلسطيني والاخر عراقي كانا يقيمان في العاصمة لندن بصفة رسمية تم ترحيلهما من غامبيا بغرب افريقيا الى قاعدة غوانتانامو (كوبا) حيث يوجد نحو 599 اسيرا من سجناء «القاعدة» و«طالبان». واشارت مصادر عليمة في لندن الى ان الاصوليين اللذين تم ترحيلهما الى «معسكر دلتا» في قاعدة غوانتانامو الاسبوع الماضي هما ابو انس الفلسطيني واسمه جميل البنا، وبشر الراوي وكنيته «بشر العراقي»، والاخير يحمل اقامة سارية المفعول في بريطانيا.

واشارت المصادر الى ان ابو أنس الفلسطيني طالب للجوء السياسي منذ قدومه الى بريطانيا عام .1993 وقالت المصادر ان الاصوليين اعتقلا ضمن شبكة اصولية مهاجرة من لندن الى غامبيا لدى وصولهما الى مطار بانغول الدولي يوم 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتم اجراء تحقيقات مكثفة معهما لاكثر من شهر عن علاقتهما مع «ابو قتادة» الذي يصفه البعض بانه الزعيم الروحي لـ «القاعدة» في اوروبا المحتجز حاليا في سجن بيل مارش بوحدة شديدة الحراسة بجنوب غربي لندن مع 12 من الاصوليين المحتجزين طبقا لقانون مكافحة الارهاب الصادر عام .2000 واضافت المصادر ان عبد الوهاب الراوي، وهو رجل اعمال يحمل الجنسية البريطانية وشقيق الاسلامي بشر الراوي، كان ضمن المعتقلين، الا ان السطات الامنية الغامبية افرجت عنه مع رجل اعمال اخر لعدم وجود اي شبهة في علاقته باي تنظيم اصولي يوم 5 ديسمبر (كانون الاول) الماضي. وقالت ان المجموعة كانت تنوي افتتاح مصنع للزيوت النباتية في غامبيا، واشارت الى ان السلطات الامنية هناك صادرت الاصول المالية للاشخاص الاربعة وكذلك الات ومعدات المصنع الجديد. واوضحت المصادر ان التحقيق مع الاصوليين ابو انس الفلسطيني وبشر العراقي تم في مقرات منفصلة تابعة للامن الغامبي في العاصمة بانغول.

واشارت الى ان ضباط المباحث الفيدرالية الاميركية شاركوا في التحقيقات مع الاصوليين حول علاقتهما الوثيقة والمقربة مع «ابو قتادة». وزعمت المصادر تعرضهما للتعذيب اثناء جلسات التحقيق. وتلاحق اجهزة الأمن في سبع دول اوروبية ابو قتادة ويطالب الاردن بتسليمه بتهمة تمويل الارهاب.

وكانت منظمة العفو الدولية بلندن قد اصدرت بيانا عاجلا الشهر الماضي ناشدت فيه الرئيس الغامبي يحيى جامع والسفير الاميركي جاكسون ماكدونالدز في العاصمة بانغول، مراعاة الظروف الصحية لابو انس الفلسطيني الذي يعاني من داء السكري. وطالبت المنظمة الدولية السلطات المختصة بالسماح للمعتقلين بمقابلة محاميهما. وتطرقت المصادر الى انها المرة الاولى التي يحتجز فيها مجموعة اصولية في غامبيا متهمة بعلاقتها بـ «القاعدة» منذ احداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001 الارهابية، مما دفع مجلس الامة الغامبي الى الدخول في مناقشات تشريعية منذ يوم الجمعة الماضي لاقرار مشروع قانون جديد يتعلق بمكافحة الارهاب. الى ذلك اشارت مصادر الاصوليين في العاصمة لندن الى اعتقال ابو أنس الفلسطيني، 45 عاما، في نوفمبر اثناء مغادرته مطار هيثرو الا انه افرج عنه بعد ثلاثة ايام بعد تحقيق مكثف من قبل ضباط فرقة مكافحة الارهاب التابعة لاسكوتلنديارد في مركز شرطة بادنجتون جرين بوسط لندن. واكدت المصادر ان الاستخبارات البريطانية كانت على علم بتحركات الاصولي الفلسطيني، وانها هي التي ابلغت السلطات الغامبية عن موعد وصوله مع العراقي بشر الى مطار بانغول الدولي. وقالت ان ضباطا من «جهاز الامن الداخلي ام آي 5» زاروا ابو انس الفلسطيني قبل سفره الى غامبيا بعدة ايام وحاصروه بكثير من الاسئلة عن قصة مصنع الزيوت النباتية، ومزاعم وجود علاقة له بـ«القاعدة» واصحاب التمويل المالي واسباب الهجرة الى غرب افريقيا. وقال اصوليون في لندن لـ «الشرق الاوسط» ان ابو انس الفلسطيني رجل معروف بين التيارات الجهادية، وشارك في سنوات الجهاد ضد الروس بافغانستان حتى نهاية الثمانينات. واكدت المصادر ان ابو انس ليس له اي علاقة تنظيمية بـ «القاعدة» من قريب او من بعيد، واعتقاله في لندن وكذلك في غامبيا جاء على خلفية علاقته الحميمة بالاصولي الفلسطيني عمر محمود عمر عثمان «ابو قتادة» الذي اعتقلته الشرطة البريطانية بموجب القانون الجديد لمكافحة الإرهاب «الاحتجاز من دون اشتباه».

وكشفت مصادر متطابقة في لندن ان ابو انس الفلسطيني كان اول شخص زاره رجال الاستخبارات البريطانية، وكذلك ضباط من المباحث الفيدرالية بعد ايام من وقوع الهجمات الارهابية على نيويورك وواشنطن في سبتمبر 2001، بحثا عن معلومات عن الخاطفين الانتحاريين.